صغيرة السن وكبيرة الطموح! بهذه الكلمات يمكن وصف المهندسة ال​لبنان​ية الشابة سندريلا وليد سمعان. فهي طموحة، ديناميكية، مبدعة، رائدة في مجالها، ولائقة بحضورها وثقافتها. كما تحمل صفات متميّزة، وبصمات إبداعية في مجال الهندسة المعمارية.

تؤمن بقدراتها الذاتية وتعتمد عليها من أجل تحقيق ذاتها وتسلّق أعلى درجات النجاح، وذلك من خلال امتلاكها زمام المبادرة والعزم.

سندريلا هي أفضل قدوة لجيل ​الشباب​ الذي يتحلى بالإصرار والإرادة الصلبة. فلنتعرف أكثر اليها من خلال هذه المقابلة التي خصّت بها موقع "الاقتصاد":

من هي المهندسة اللبنانية الشابة التي لمع اسمها خارج حدود الوطن؟

اسمي سندريلا وليد سمعان، وأنا مهندسة لبنانية أبلغ من العمر 27 سنة. تخصصت في مجال الهندسة المعمارية في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU" في جبيل، ومن ثم أكملت دراستي في "The Architectural Association School of Architecture" في ​لندن​، حيث حصلت على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية أيضا، ولكن مع التركيز على ​التصميم​ البيئي المستدام (sustainable environmental design).

ومؤخرا، ​نلت​ شهادة "LEED AP BD+C" (Accredited Professional in Building Design & Construction) من برنامج "Leadership in Energy and Environmental Design LEED"، في ​الولايات المتحدة​، والتي تختص بالهندسة المعنية بالحفاظ على البيئة. كما انضممت الى ​المحكمة الدولية​ لفض النزاعات في ​بريطانيا​، كمنهدسة استشارية.

وبالاضافة الى ذلك، أعمل في شركة خاصة في لبنان في قسم الهندسة المعمارية.

أين كانت بداية مسيرتك المهنية؟

ما زلت في بداية الطريق، وما حققته الى حد اليوم يساوي نقطة في بحر الأحلام التي أسعى للوصول اليها.

ومن هنا، أشكر الله على القوة التي منحني إياها لكي أنطلق بشكل صحيح، وأكتسب المعرفة والخبرة على الأرض مع شركات متعددة. فقد نلت خبرات عالية ومتنوعة، أتاحت لي تأمين الأرضية الثابتة والخلفية الصحيحة من أجل الانطلاق بشكل سليم.

أخبرينا أكثر عن تصميمك الخاص "Annaya Bench"؟

"Annaya Bench" هو حلمي! وهذا الحلم أصبح واقعا عندما أمسكت شركة "Urbastyle" البلجيكية بيدي، وآمنت بحلمي ورؤيتي، ووافقت على هذا التصميم، لا بل اعتمدته كمشروع لتقدمه في مختلف أنحاء العالم.

ولا بد من الاشارة الى أن "Urbastyle" تركز على الأثاث المخصص للشوارع (concrete street furniture).

كيف نجحت في الوصول الى شركة "Urbastyle"؟

قبل العودة الى بيروت، عشت لفترة في العاصمة ​السعودية​ ​الرياض​، حيث كنت أعمل مع شركة مقاولات. كما أنني أتابع منذ حوالي ثمان سنوات والى حد اليوم، جميع المؤتمرات والمحاضرات المتعلقة بالهندسة والتصاميم، في ​دبي​ والسعودية.

وشاءت الظروف أن أتعرف الى شركة "Urbastyle" خلال مؤتمر، حيث اكتشفت منتجاتها والخدمات التي تقدمها؛ فهي تتعاون مع مصممين ثابتين، لكنها تستعين أيضا، في غالبية الأوقات، بمهندسين أو مصممين أجانب لتصميم المقاعد (benches). ومن هنا، طلبوا مني تصميم يجمع الهندسة الشرقية والغربية، وأمام هذا الامتحان، وبسبب إيماني الكبير بالقديس شربل، أردت تقديم هذا التصميم كهدية له، فأطلقت عليه اسم "Annaya Bench". وبعد عدد من المراحل والأبحاث الطويلة، وافق الشركة عليه وبدأت بتنفيذه؛ فكنت أول لبنانية، وحتى أول عربية، تنضم تصاميمها الى "Urbastyle".

أما المعنى الأكبر لهذا التصميم، فيكمن في الشراكة المسيحية – الإسلامية، خاصة أن الملايين من أتباع الديانتين يطلبون شفاعة القديس شربل.

ماذا يعني لك هذا النجاح الذي حققته في عمر صغير؟

هذه الخطوة المعنوية كبيرة، وأعتبرها مباركة، لأنها تمتلك رمزية و​دلالة​ معينة في قلبي، خاصة أنها تمثل أرض مقدسة استوحيت منها هذا المزيج المسيحي – الإسلامي. وقد أبصر هذا التصميم النور بشكل يرضي أذواق الكثيرين، كما نال الثناء من جهات مختلفة؛ فالأشخاص من مختلف الأديان، يلتجأون الى منطقة عنايا بسبب القديس شربل.

ما هي التحديات التي تواجهك خلال العمل؟

كل شاب أو شابة من لبنان، سيكتشفون في مرحلة ما أن الواقع مختلف كليا عن الحلم، ولكن بالإرادة والإصرار سنتمكن من إحداث التغيير، لكي ينال كل متعلم ومتخرج وموظف حقه الكامل، ويحصل على فرص أفضل يستحقها، في مجالات مختلفة.

هل عانيت من أي مشكلة أو تمييز في إطار العمل بسبب عمرك الصغير؟

عندما تعرفت الى "Urbastyle"، التمس المعنيون في داخلي حماس كبير وشغف هائل، وبالتالي لم يهتموا لعمري، بل نظروا الى شهاداتي وخبراتي، واكتشفوا أنني على قدر المسوؤلية. اذ تعاملت معهم، منذ البداية، بثقة وليس بتردد بسبب عمري الصغير.

فأنا أراهن دائما على طموحي ومن هنا أردت الوصول الى النجاح مهما كلف الأمر.

ولا بد من الاشارة الى أن هذا النوع من التمييز موجود للأسف في البلدان الشرقية، لكن الدول الغربية تضع دائما الآمال والرهانات المرتفعة على الشباب، وتؤمن بإبداع هذا الجيل الجديد بسبب عطاءاته الكبيرة.

ما هي طموحاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

أحلم أن يندرج اسم لبنان في المحافل العالمية والكبيرة، من خلال كل مشروع أقوم به، لأن لبنان معروف بأنه بلد الجمال والغنى والثقافة والإبداع. فالكثيرون سبقونا في هذه المجالات، وتركوا لنا إرثا مهما أسهم في وضع لبنان على خارطة الجمال والإبداع العالمي.

أما بالنسبة الى مشاريعي الجديدة على الصعيد الشخصي، فأسعى الى المزيد من التقدم، من خلال تطوير تصاميم خاصة مطلوبة مني لجهات رسمية وخاصة، ستبصر النور قريبا، خلال السنتين القادمتين.

برأيك، ما هي الصفات التي أسهمت في تميزك ونجاحك؟

أعتبر أن الصبر و"النفس الطويل" والأعصاب الباردة والمخيّلة الخصبة هي عوامل أساسية في مجال الهندسة، وذلك لكي يتمكن المهندس من الإبداع وتقديم إطار مغاير في كل مرة.

ما هي نصيحتك الى المرأة اللبنانية من جهة والى جيل الشباب من جهة أخرى؟

للمرأة اللبنانية أقول: "غامري ولا تخافي من أي شيء، فالمجال مفتوح أمامك، ويحق لك التميز، لأنك ولدت بالأساس مميزة!".

أما لجيل الشباب فأقول: "لا تسمحوا لأي شيء بالحد من طاقاتكم وقدراتكم وطموحاتكم، لأن الطموح هو عامل أساسي لكي تثبت أنك ناجح بالفعل ولبناني بامتياز".