خاص ــ الاقتصاد

بأسلوبه المحترف في الاقناع وتسويق الأفكار التجارية، تمكّن صاحب شركة من الإيقاع بصديقيه وتحويلهما من شريكين في أعمال “البزنيس"، الى ضحيتين لمناوراته الاحتيالية، حيث نحج في انتزاع ما يقارب المليوني دولار أميركي منهما ويتوارى عن الأنظار، حيث تبدد مع فراره كلّ عقود الشراكة والأرباح المزعومة.

فقد قام المدعى عليه أحمد حميداني بإيهام المدعيين طلال وطارق الحاج بأنه يتمتع بخبرة واسعة وسمعة تجارية طيبة في مجال صناعة ​الألمنيوم​ وتركيبه، وأنه يملك مع آخرين الشركة المدعى عليها Allugate، وعلى هذا الأساس وقّع مع المدعيين اتفاقية مساهمة تضمنت مشاركتهم جميعاً في تأسيس شركة جديدة بنفس اسم شركة (Allugate) على أن تكون ​شركة مساهمة​، بحيث تحمل الشركة الجديدة اسم Allugate SAL على أن يتم تصفية شركة Allugate، كما أوهم أحمد حميداني المدعيين بأن مساهمته في الشركة الجديدة سوف تحقق أرباحاً كبيرة لجميع المساهمين فيها، وبأن شركته القديمة واسمه التجارة لا تقل قيمتهما عن ثلاثة ملايين دولار أميركي، وبأنه في حال رغب المدعيان بمشاركته، فإنه يجب عليهما أن يسددا له في البداية مبلغ مليون و500.000 دولار أميركي كمساهمة في الشركة الجديدة، وقد تعهد حميداني بموجب الإتفاقية بنقل ملكية عقار كبير في منطقة ​الجية​ العقارية، وهو مركز الشركة القديمة إلى الشركة الجديدة، بعد أن يتم فك ​التأمين​ المعقود لمصلحته في ​بنك البحر المتوسط​ مقابل ​ضخ أموال​ من المدعيين في رأسمال الشركة الجديدة.

وقد أوهم المدعي المدعيين أيضاً بأنهما سوف يحققان أرباحاً مضاعفة للمبالغ المدفوعة من قبلهما، وبأن لديه العديد من المشاريع الضخمة في بيروت وهو بصدد نقلها إلى حسابات الشركة الجديدة، وقد فعلت تلك المناورات فعلها بالمدعيين اللذين وثقا بالمدعى عليه نتيجةً لعلاقة الصداقة التي كانت تربط ولدهما به، وأدت تلك المناورات إلى استيلاء المدعى عليه على مبلغ مليون و750.000 دولار أميركي من المدعيين دون أن يقوم بإنفاذ أي من موجبات المنصوص عليها في الاتفاقية وهي :

أولاً: عدم نقل ملكية العقار على اسم الشركة الجديدة، بل قام بزيادة قيمة التأمين على العقار المذكور، حتى وصل إلى مبلغ 3 ملايين و100.000 دولار أميركي.

ثانياً: عدم نقل موجودات الشركة القديمة إلى الشركة المساهمة الجديدة.

ثالثاً: قبض المدعى عليه قيمة مشاريع الشركة المساهمة الجديدة وادعها في حساباته الخاصة

رابعاً: عدم نقل ملكية الآلات والتجهيزات والمعدات من الشركة القديمة إلى الشركة الجديدة المؤسسة وفقاً للإافاق ودون أي مبلغ إضافي.

خامساً: عدم نقل ستوك البضائع من الشركة القديمة إلى الشركة الجديدة.

ولم يتم الالتزام بأي من موجبات عقد الشراكة، إذ أقدم المدعى عليه أحمد حميداني على التصرف بحصة الأخوين طلال وطارق الحاج من رأسمال الشركة الجديدة البالغة 250.000 دولار أميركي المسلمة له لإيداعها في حساب الشركة الجديدة، وإضافة إلى ذلك، فقد أقدم حميداني بصفته المفوض بالتوقيع على الشركة المدعى عليها ِAllugate SAL على إختلاس أموال الأخيرة ومستحقاتها، عبر قبض تلك الأموال والمستحقات دون ضخها في المكان الطبيعي، إضافةً إلى قيامه أيضاً بتحرير عدد كبير من الشيكات التي تجاوز مجموع قيمتها 500.000 دولار أميركي، مرتباً بذلك اعباءً وديوناً على الشركة المساهمة قبل بدء العمل فيها، كما تعاقد المدعى عليه لتنفيذ مشاريع باسم الشركة الجديدة وقبضة أموالاً طائلة من أحد المشرع دون أن يقوم بإيداعها في حساب الشركة الجديدة،

ولدى إحالة الدعوة أمام قاضي التحقيق في بيروت، تخلف المدعى عليه أحمد حميداني عن حضور الاستجواب كما سبق وتغيب عن الحضور للتحقيقات الأولية وبقي متوارياً عن الأنظار، الا أن قاضي التحقيق في بيروت، اتهم المدعى عليه أحمد حميداني بالاستيلاء على أموال المدعيين بواسطة المناورات الاحتيالية وفقاً لمواد تنص على عقوبة السجن ثلاث سنوات وأحاله على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لمحاكمته.