حل شهر الاعياد هذه السنة في لبنان مع تراجع كبير للاوضاع الاقتصادية فيظل غياب تشكيل الحكومة الجديدة وتداعياتها الخطرة على السوق النقدي والمالي. ولأن عيدي الميلاد ورأس السنة يشكلان فرحة لقلوب اللبنانيين بولادة الطفل يسوع في مغارة ​بيت لحم​، تقوم البلديات بتزيين مناطقها واضاءة اشجارها واقامة مغاور ميلادية تتراوح بين الصغيرة والضخمة، بالاضافة الى افكار ميلادية تتجدد في كل سنة وتكلّف البلديات مبالغ طائلة. ولكن، ومع تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الاخيرة، دأبت معظم البلديات على تزيين مناطقها بكل ما توفر من مجسمات واشجار وغيرها كانت تستخدمها في السنوات الماضية، وذلك نتيجة عدم توفر الاموال في صناديقها وذلك بهدف رسم البسمة على شفاه المواطنين بالقليل الممكن. وبالرغم من ذلك، لاتزال بعض البلديات الكبيرة تقوم بصرف مبالغ طائلة على الزينة الميلادية.

اذاً، تجتاح الاوضاع الاقتصادية السيئة جيوب اللبنانيين وبلدياتهم ومسيرة "درب الجلجلة" المالية يسلكها الكثيرون، الامر الذي اثر على كل المناطق والتي اقتصرت فيها الزينة على تلك المستخدمة في السابق.

وللاطلاع اكثر على هذا الموضوع، أجرى موقع "الاقتصاد" مقابلات مع عدد من رؤوساء البلديات في كافة المناطق اللبنانية.

بلدية الجديدة – البوشرية - السد

اشار ​رئيس بلدية​ الجديدة – البوشرية – السد انطوان جبارة ان البلدية قامت بتزيين المنطقة على شكل قوس وفي داخلها رسم باللون الازرق محدّدة بإطار ذهبي وقد زينت بكرات ملونة جميلة، لافتا الى انه تم تزيين منطقة الجديدة بنجمة مثمّنة الزوايا بشكل رائع بالاضافة الى كل الزينة الطبيعية التي رافقتها.

ولفت الى ان قيمة الزينة التي دفعتها البلدية هي 35 الف دولار اميركي.

بلدية بكفيا - المحيدثة

اما رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميّل فلفتت الى ان البلدية قامت بتزيين ساحة البلدة عبر اقامة مغارة ميلادية مميزة وتزيين شجرات الارز الطبيعية الموجودة فيها، مضيفة انه جرى افتتاح قرية ميلادية كبيرة واقامة نشاطات مختلفة. وذكرت الجميل ان الكلفة المادية التي تكبّدتها البلدية في تركيب وفك الزينة هي رمزية.

بلدية الشوير وعين السنديانة

بدورها، اكدت رئيسة دائرة الاعلام والانشطة في بلدية الشوير وعين السنديانة نسرين عطايا بو زيد ان شجرة الميلاد التي وضعت في البلدة هذه السنة كان قد قدمها كل من النائب ​الياس بو صعب​ ورئيس البلدية الراحل الياس ابي صوايا في العام 2016 وانها وضعت في العام الماضي، مشيرة الى ان تكلفة صيانتها مع الزينة الميلادية وكل النشاطات الاخرى لم تتعدى 30 الف دولار اميركي، موضحة ان ان البلدية تهدف الى نشر رسالة في كل سنة.

ولفتت الى ان البلدية أقامت مغارة ميلادية ومنزل خاص بـ"بابا نويل"، كما ان رئيس البلدية الحالي حبيب مجاعص صمّم فكرة جديدة تمثلّت ببناء مزلاج لـ"بابا نويل" متجهة من السماء الى منزل هذا الاخير قرب المغارة.

وأضافت بو زيد ان الرسالة بدأت في العام 2012 مع الوحدة الوطنية ثم توالت في السنوات المقبلة حيت تنوعت بين مواضيع عدة منها توجيه تحيه الى ​سوريا​ و​العراق​ وغيرها من الانشطة التي رافقتها، مضيفة ان رسالة السنة كانت تحت عنوان "الانسان" ترافقت مع عدة انشطة.

بلدية ​المنصورية​ – الديشونية – المكلّس

من جهة اخرى، اشار رئيس بلدية المنصورية – الديشونية – المكلّس وليم خوري الى ان البلدية قامت بتزيين المنطقة بزينة ميلادية مقبولة نسبياً لدى الجميع، مضيفاً ان الزينة وضعت في الساحات العامة وفي الشارع الاساسية للمنصورية.

بلدية عين كسور – قضاء عاليه

اما رئيس بلدية عين كسور في قضاء عاليه انطوان نصار فلفت الى ان البلدية تقوم باضافة امور جديدة الى الزينة الميلادية في كل سنة، مشيراً الى انها موزّعة في كل البلدة وعلى طريقها العام بالاضافة الى تزيين حديقتها العامة.

وحول التكلفة، قال نصار ان تكلفة الزينة الميلادية التي دفعتها البلدية هي بحوالي 5 آلاف دولار اميركي.

بلدية بشري

اشار رئيس بلدية بشري فريدي كيروز الى ان البلدية قامت بتزيين شوارع البلدة بطريقة مختلفة عن السنوات السابقة وتتميز بانها مصنّعة محلياً على يد شخص من البلدة، وذلك ضمن امكانيات البلدية.

واضاف كيروز ان الزينة هي عصرية وتشبه الى حد كبير تلك التي يتم وضعها في البلدان الاوروبية وبكلفة قليلة لم تتعدّ 40 الف دولار اميركي.

واوضح ان البلدية قامت بتزيين كل مداخل بشري الرئيسية، وشارع د. ​سمير جعجع​ واحد المراكز داخل البلدة، مضيفاً ان هناك بعض الاشخاص قد قاموا بتزيين شوارع معينة على عاتقهم الخاص بالاضافة الى قيام الكشاف الماروني بوضع المغارة فيما شارك طلاب حزب "القوات اللبنانية" ببناء القرية الميلادية.

بلدية زغرتا – اهدن

بدورها، اشارت المهندسة المعمارية في مكتب التنمية المحلية ببلدية زغرتا – اهدن باميلا جوخدار الى ان الزينة الميلادية موجودة منذ سنوات عدة وان في كل سنة يتم وضعها في مكان مختلف وفي شكل معيّن وانه تتم الاستفادة منها بشكل كبير ويضاف اليها اشياء جديدة وضرورية لصيانتها.

وأضافت جوخدار ان الزينة هي عبارة عن مجسّمات مضيئة ونجوم وطابات يصل قياسها الى مترين بالاضافة الى تزيين وسط الشارع الرئيسي في زغرتا من خلال ​الجزيرة​ الوسطية التي تفصل مساري السير، لافتتة الى انه يتم التركيز على تزيين جزر وسطية بهذه المجسمات أمام الكنائس والشجرة الميلادية الكبيرة.

ولفتت الى انه يجري تزيين بلدة اهدن بمجسمات من الملائكة والطابات الميلادية وذلك في اماكن معيّنة ملفتة للنظر عكس السنوات الماضية حيت كانت توضع في شوارع البلدة.

واشارت الى ان البلدية قامت بانشاء قرية ميلادية للمرة الاولى في زغرتا قرب الشارع العام، حيث يقوم الجميع بعرض منتجاته، مضيفة انه تم اضاءة الشجرة الميلادية التي كانت قد قدمت الى البلدية كهبة منذ عامين.

وذكرت ان البلدية لم تتخطّ 75 مليون ليرة ككلفة على صيانة الزينة واضاءة الشجرة والقرية الميلادية وغيرها من الانشطة التي رافقتها.

بلدية المينا – ​طرابلس

رئيس بلدية المينا – طرابلس عبد القادر ​علم​ الدين اعتبر ان عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة مناسبتا فرح للناس ولافتا الى انه تم تزيين عدة مستديرات في المدينة وذلك من عدة اطراف من الاهالي والبلدية وفعاليات المنطقة.

وحول التكلفة، قال ان المال هو في معظمه من ​التبرعات​ وقد ساهمت البلدية بمبلغ 20 مليون ليرة لهذا الغرض.

بلدية ​جبيل

اشارت المسؤولة الاعلامية في بلدية جبيل آية يونس الى ان تكلفة الزينة الميلادية التي اقيمت في المدينة بلغت 250 مليون ليرة مقسّمة ما بين 100 مليون ليرة من البلدية و150 مليون ليرة من احد ​المصارف التجارية​.

واضافت ان الزينة هي عبارة عن شجرة واحدة مؤلفة من 300 شجيرة صغيرة تم وضعها جنباً الى جنب كي تظهر بارتفاع 60 متراً مكللة بنجمة موصولة بسطح احد المباني المجاورة، مشيرة الى انه تم تزيين الشجرة بطابات ذهبية متنوعة ونجوم فضية واشرطة ملونة.

واوضحت ان الهدف من هذه الزينة هو زراعة الاشجار التي تشكل الشجرة الكبيرة في كل انحاء المدينة وان كل الزينة هي عبارة عن مراحل الميلاد موزعة في كل انحاء الشارع الروماني.

بلدية المنصف – قضاء جبيل

وقال رئيس بلدية المنصف – قضاء جبيل خالد صدقة ان البلدية وضعت الزينة الميلاد على العواميد وفي بعض الامكنة المعينة داخل البلدة وقد تم تزيين احد المواقع بجرس كبير يتوجه صليب كبير وفي مكان اخر تم وضع طابة كبيرة على رأسها صليب والى جانبها مزلاج لبابا نويل، بالاضافة الى تزين حديقة للصنوير وقد تم وضع مغارة كبيرة فيها.

وحول التكاليف، اشار صدقة الى ان البلدية لم تدفع ليرة واحدة وان كل الاموال تأتي كهبات من الناس وانها قد بلغت 15 مليون ليرة لبنانية.

بلدية جزين – عين مجدلين

رئيس بلدية جزين – عين مجدلين في ​جنوب لبنان​ خليل حرفوش لفت الى انه تم وضع الزينة نفسها التي تم وضعها في السنة الماضية لان الاوضاع المالية لا تسمح بذلك معتبراً انه من الحرام هدر الاموال على اقامة زينة جديدة وهي موجودة في الاساس لانه تم تغييرها في السنة الماضية.

وقال ان الزينة قد كلفت 40 الف دولار لمدة 3 سنوات.

بلدية القليعة – قضاء مرجعيون

بدوره، اشار رئيس بلدية القليعة في قضاء مرجعيون حنا الخوري الى ان البلدية وضعت شجرة ميلادية مصنعة من ​زجاج​ وكانت قد وضعتها في العام الماضي، الا انه تم وضع الانارة في داخلها، مضيفاً الى انه تم تكبير المغارة مع الاشخاص ووضع عربة بابا نويل وغزلانه فوق بيت اثري في البلدة.

وحول التكلفة، فلفت خوري الى انها بلغت 20 مليون ليرة لبنانية.

بلدية رأس بعلبك

رئيس بلدية رأس بعلبك دريد رحال اشار، بدوره، الى ان الزينة تركزت على الشجرة الموضوعة في ساحة البلدة وزينة على مجرى السيل.

واضاف ان كشاف فوج شباب رأس بعلبك اقاموا مغارة ميلادية في ​قهوة​ البلدية وان شبيبة السيدة اقامت مغارة في باحة دير السيدة العجائبية في البلدة وفرسان العذراء اقاموا مغارة طبيعية في دير الراهبات الصغيرات.

وقال ان التكلفة لم تتجاوز 3 ملايين ليرة وذلك بسبب تركيز البلدية على كوارث السيل والاضرار التي اصابت الاراضي في رأس بعلبك نتيجة المطر.

بلدية القاع

بدوره، قال رئيس بلدية القاع بشير مطر انه نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة وعدم توفر في صندوق البلديات نتيجة عدم دفع الاموال المستحقة قامت البلدية بوضع الزينة الميلادية التي وضعت في السنة الماضية.

واضاف ان تكلفة تركيبها وصيانتها وتفكيكها بلغت 7 مليون ليرة، مشيرا الى انه تم تزيين العواميد واقامة شجرة ميلادية.