ايام قليلة تفصلنا عن حلول ​عيد الميلاد​ ورأس السنة ، الاعياد الذي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر لما تحمله في طياتها من فرح وبهجة في قلوب المواطنين كما التجار ، ولكن المشهد هذا العام اتى مغاييرا، فالركود بات سيد الموقف والصورة تتشابه في جميع الاسواق ال​لبنان​ية ، فالمحال التجارية خالية من زبائنها والبضائع مكدسة على الرفوف فالعرض تخطى الطلب بكثير، ولعل وجوه التجار وتذمرهم الدائم هو خير دليل على ما وصلت اليه الحال في لبنان فلا الاضواء والزينة والمعارض والعروضات والحسومات التي تخطت في بعض المحال الـ70 % كانت كفيلة بدفع المستهلك الى الشراء التي باتت الثياب ومستلزمات ​العيد​ والالعاب من وجهة نظره حاجات ثانوية عليه الاستغناء عنها مرغما بسبب ظروفه الاقتصادية على ضوء مقولة "خبي قرشك الابيض ليومك الاسود" فغابت بهجة العيد بل اصبح هذا الموسم عبئا بسبب الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي تشدان على الرقاب والأهل، فالوضع الاقتصادي كل سنة اسوأ من التي قبلها، فاليأس والاحباط خيم على قلوب اللبنانين والحالة المتردية دفعت ببعض التجار الا الاستسلام واقفال ابواب المحال لانها لا تستطيع الاستمرار قي ظل تراجع الحركة الشرائية للمواطنين .

صاحب احد المحال التجارية في سوق فرن الشباك التجاري يؤكد لموقع "الاقتصاد" ان التراجع في الحركة الشرائية وصل الى ذروته هذا العام وحال الركود طال جميع المحال في هذا السوق حيث لم تكن الاعياد كفيلة بتحريك المبيعات نظرا الى ان المواطن اللبناني بات يخاف من انفاق امواله لانه لا يعلم ما تحمله له الايام القادمة بسبب الظروف المادية الخانقة التي يمر بها المواطنين حيث كانت المحال التجارية تعتمد على الطبقة الوسطى من الشعب التي اختفت، كما ان المضاربة من النازحين والتجار السوريين وعدم اتخاذ اجراءات في هذا الاطار من قبل البلدية اثرت على مبيعات التاجر اللبناني في ظل مزاحمة غير مشروعة ومن دون حسيب او رقيب ، لافتا الى ان هناك محال اقفلت ابوابها بسبب الاوضاع، وهناك محال عديدة معروضة للايجار وهذا لا يبشر بالخير خاتما بالقول " ما من زبائن ولا اجواء أعياد، ولا أتوقع أنْ تتحسّن الأحوال مع الأيام القليلة القادمة هكذا هو الوضع ولا امل بان تتحسن الصورة .

من ناحية اخرى اشارت صاحبة احد المحال الى ان الحركة خفيفة جدا ولكنها بانتظار اقتراب الاعياد اكثر واكثر معولة على ان المواطن اللبناني لم يتقاضى راتبه بعد ولذلك لم يستطع شراء حاجاته، كما اوضحت ان اغلب الزبائن تعمد الى الدفع بواسطة ​البطاقات الائتمانية​ لانها لا تملك سيولة، مؤكدة على ان الحركة تراجعت بشكل كبير عن العام الفائت وان التاجر بات من الصعب عليه الاستمرار في ظل هذه الاوضاع وعلى الحكومة والمسؤولين النظر بحال الشعب اللبناني قليلا والرأفة لما وصلنا اليه اليوم .

الركود الاقتصادي​ سيد الموقف ايضا في المحال التجارية المتخصصة ببيع العاب الاطفال التي من المفترض ان تنشط مبيعاتها في هذه الفترة، وفي اتصال لموقع الاقتصاد مع محال "كادو غملوش" اكد لنا ان الحركة خفيفة جدا هذا العام ولا تقارن ابدا بالعام الماضي على الرغم من الحسومات التي وصلت الى 25% بالاضافة الى الحملة الاعلانية التي بدات منذ بداية الشهر الفائت حيث تم توزيع اعلانات في اغلب الشوارع .

​​​​​​​الحال مشابه في محال "مازن ورد" فالمبيعات متراجعة كثيرا على الرغم من العروضات والدعايات التسويقية التي بدأت من بداية الشهر الحالي شهر الاعياد لكنها اجراءات لم تجدي نفعا ولم تحسن الحركة التي تراجعت كثيرا عن العام الماضي .

لسان حال المواطنين في الشوارع ليست افضل حالا من التجار فالاسواق تراها مكتظة بالناس لكن لترى اجواء العيد والزينة والاضواء، ولعل ايديهم الفارغة خير دليل عن احجامهم على الشراء وعند سوالنا لهم يؤكدون ان الضائقة الاقتصادية الذي يعانون منها هذا العام كبيرة جدا وان العيد بات يحمل في طياته الكثير من الغصة لانهم في اغلب الاحيان عاجزين عن تامين مستلزمات اولادهم التي من شانها ان تشعرهم بفرحة العيد ، مؤكدين على عدم قدرتهم على الاستمرارية حيث يتوحد اللبنانيون في المعاناة حيث باتت هواجسهم في كيفية تأمين المأكل والمسكن والاستشفاء والأدوية.

​​​​​​​

سوء الحالة الاقتصادية عبر عنها احد المواطنين عندما قال انه لم يعد للعيد معنى بسبب الهموم والجيوب الفارغة وهذا الغلاء، نحن نعيش أسوأ مراحل حياتنا ونمر بضيقة لم نشعر بها في فترة الحرب حيث كان الوضع المادي افضل بكثير.

وعلى الرغم من هذا المشهد المأساوي ليس امام اللبناني سوى التفاؤل بغد افضل وان يفكر بموسم الاعياد هذا وما يحمله عيد الميلاد من فرح بولادة السيد المسيح، املين بتحسن الايام المقبلة وانا يحمل عام 2019 انفراجات اقتصادية لعلها تحمل معها الرخاء والبحبوبة للمواطن اللبناني الذي انهكته الازمات والتوترات واهمال المسؤولين لاوضاعه وحاجاته .