منذ اندلاع ​الأزمة السورية​، ينتظر ​لبنان​ عاماً بعد عام في هذه الفترة من السنة وبترقّب، عودة الحياة لشريان مهم، لطالما كان الداعم الأساس للإقتصاد الوطني: ​السياح​ة. كان العام 2011 مدخلاً للعديد من الأزمات، أوضاع أمنية مضطربة، فراغ رئاسي، مقاطعة ​دول الخليج​ العربي، تراجع أسعار النفط ما أثر على أوضاع المغتربين اللبنانيين نتيجة ظروف البلدان التي يقيمون فيها، بالإضافة الى مشكلة النزوح وتردي البنى التحتية.

واليوم، مع تجاوز الكثير من هذه الأزمات والإقتناع بضرورة استهداف نوع آخر من السياح، ومع اقتراب تشكيل الحكومة، لا يسع اللبناني سوى الإنتظار مع بصيص أمل اعتاد أن لا يفقده حتى ولو كان ضعيفاً ومصطنعاً.

كيف هي الحجوزات لفترة الأعياد؟ ما هي الخطط المستقبلية؟ وكيف كان حال القطاع في العام 2018؟ لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع أمين عام اتحاد النقابات السياحية في ​لبنان​ ​جان بيروتي:

كيف هي الحجوزات في المؤسسات السياحية لفترة الأعياد؟ وما هي الجنسيات الأكثر إقبالاً اليوم؟

الحجوزات لعيد الميلاد لازالت بطيئة، أما حجوات رأس السنة فتراوحت بين 60% و80% في بيروت ومحيطها القريب، أما في محيط بيروت البعيد لم تتخطّى النسبة 40%.

أما بالنسبة للجنسيات فأغلبها ​تونس​، ​المغرب​، ​مصر​ و​العراق​ بالإضافة الى المغتربين اللبنانيين طبعاً. وهناك تواجد أردني، لكن ليس قوياً.

كيف تقيّم أداء ​القطاع السياحي​ خلال العام 2018، مقارنة مع العام 2017؟

بالنسبة للإقامة الفندقية، هناك تراجع في الإيرادات بين 7 و10%، لكن عدد السياح الذين دخلوا الى لبنان في 2018 تقريباً هو العدد نفسه مقارنةً بالعام 2017.

التراجع الكبير حصل في قطاع المطاعم والسهر حيث وصلت نسبته إلى 30%، بسبب الأزمة الإقتصادية التي نعيشها خاصّةً وأن الزبون الأساسي للمطاعم هو المواطن اللبناني، وحتى بالنسبة للمغتربين فإن ظروف البلدان التي يقيمون فيها ليست بأفضل.

أما قطاع المؤسسات البحرية فشهد تراجعاً بنسبة 23% نتيجة الأزمة الإقتصادية أيضاً بالإضافة الى ​شائعات​ ​التلوث​ التي انتشرت فبات المواطن اللبناني يسافر الى الخارج للسباحة.

من جهةٍ ثانية، القطاع الذي شهد تحسناً هو قطاع السفر، لأن ​الترويج​ عن غلاء الأسعار والتلوث في لبنان، شجّع اللبنانيين على السفر الى الخارج.

ما هي المبادرات التي اطلقتموها لمعالجة مشاكل القطاع وإعادة جذب الزبائن؟

المشكلة الأساسية التي يعيشها لبنان هي الضائقة الإقتصادية، وحل هذا الموضوع ليس بأيدينا نحن.

أما كقطاع، فنقوم وبالتعاون مع وزارة ​السياحة​ على العمل لخفض أسعار تذاكر الطيران إلى لبنان. وبخصوص موضوع التلوث في البيئة البحرية وغيرها، قمنا بحملة كبيرة مطالبين بحل المشكلة، ولكن لازلنا في الخطوط الأساسية لغياب الحكومة والمسؤولين. هذا الموضوع أساسي وخطير ولا يجوز تركه دون حل لأنه سيتحوّل إلى أزمة أكبر، ونحن نحمّل الدولة كامل المسؤولية.

يحكى عن استمرار الوزير أفيديس كيدانيان في وزارة السياحة في الحكومة المقبلة، ما هو رأيك بهذا الموضوع؟ هل كان من الأفضل الإستعانة بوزير جديد لخطط جديدة أم أن الوزير كيدانيان بات أمامه فرصة لاستكمال خططه؟

أؤكد وبتجرّد أن الوزير كيدانيان قام بعمله بنجاح، حقّق إنجازات على صعيد حملات التسويق للبنان، وإن كانت ذات ميزانيات متواضعة، حيث استعدنا أسواق أوروبية كنا قد أهملناها سابقاً، وذلك من خلال المؤتمرات.

لا أتكلم انتقاصاً من دور الوزير السابق، إلا أن الوزير كيدانيان وزير نشيط جداً وعملي، لا يوفر أي فرصة أو أي مناسبة للحضور شخصياً ودعم كافة النشاطات. كان وزير ذو حقبة ناجحة.

هل أنت متفائل من المرحلة المقبلة؟ وهل من الممكن أن نشهد قريبا عودة ​السائح​ الخليجي؟

لا يمكنني التفاؤل أو التشاؤم لأن الموضوع سياسي بحت ولا يتعلّق بمقومات لبنان السياحية والخدمات التي يوفرها قطاعنا. غياب السائح الخليجي كان خسارة لقطاعنا بالتأكيد، لكن الحل ليس بيدنا نحن.

لبنان يتمتّع بالمقومات السياحية كافةّ لجذب السياح ​الخليجيين​ إن كان على مستوى المطبخ اللبناني، السهر، والمناخ بالإضافة الى اللغة أيضاً التي تعتبر عامل مريح للعرب بشكلٍ عام.

والجدير بالذكر أيضاً، الظروف الأمنية غير الملائمة التي تعيشها ​أوروبا​ اليوم وهو أمر لا يعاني منه لبنان حالياً.

كما أنه لا يجب ان يبقى تركيزنا على الخليجيين، الخليجي وحده ليس كافٍ والترويج لهذا الموضوع خاطئ، فالخليجي سائح في الأعياد والعطل فقط.