كما هو معتاد سنويا، تتم ​إضاءة​ الأشجار الميلادية في مختلف المناطق ال​لبنان​ية تحضيرا لاستقبال عيدي الميلاد ورأس السنة، وتتزين المؤسسات والمجمعات التجارية والمتاجر والمطاعم و​الفنادق​ بحلة ​العيد​ والأضواء، لعلها تستفيد من هذا الموسم، وتعوض بعض الخسائر التي تكبدتها خلال الأيام العادية من العام.

وبعيدا عن زحمة الأسواق وانهماك اللبنانيين بشراء متطلبات العيد، لا بد من الالتفات الى وضع الفنادق التي تنتظر قدوم ​السياح​ لقضاء عطلاتهم في لبنان.

فما هي نسبة الإشغال المتوقعة خلال الأعياد؟ هل جاءت أفضل من العام الماضي؟ ومن هم السياح الذين اختاروا لبنان وجهة لعطلاتهم؟

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر في مقابلة خاصة مع "الاقتصاد":

كيف تقيم حركة إقبال السياح ونسبة إشغال الفنادق مع الاقتراب من عيدي الميلاد ورأس السنة؟

الحركة ليست سيئة كما ليست ممتازة، بل يمكن وصفها بالمتوسطة. فعيد الميلاد ضعيف نسبيا، في حين أن ليلة عيد رأس السنة تسجل نسبا أفضل، حيث من الممكن أن تصل نسبة الإشغال الى أكثر من 90% في بيروت، خلال هذه الأيام الثلاثة. أما خارج العاصمة بيروت، فنسبة الإشغال تختلف بحسب المناطق والحفلات الموجودة.

وقد شهدنا هذه السنة، على زيادة في عدد السياح بالمقارنة مع العام الماضي، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في مدة إقامتهم. ففي الماضي، أي خلال فترة الازدهار، كانت فترة العيد تبدأ تقريبا في 20 كانون الأول وتنتهي في 5 كانون الثاني أي تمتد لـ15 يوما يقضيها ​السائح​ في لبنان. في حين أن اليوم تقتضي الأمور بين يومين أو 3 أيام، أي فترة عيد رأس السنة.

ولكن نعتبر أن وضعنا ممتاز اليوم، في ظل الأوضاع القائمة، والأحداث الحاصلة في البلاد، أي تهديدات العدو الاسرائيلي واستمرار التأخير في تأليف الحكومة.

وفي المقابل، لو كانت الأوضاع أفضل من ذلك، لكان من الممكن أن يسجل الموسم نسبا ممتازة.

ما هي جنسيات السياح الأكثر إقبالا على لبنان خلال فترة الأعياد القادمة؟

لبنان يشهد على قدوم العراقيين والاردنيين والسوريين والمصريين، بالاضافة الى عدد كبير من الأوروبيين؛ اذا أن نسبة ​السياحة​ الأوروبية في لبنان تشهد على نمو ملحوظ.

هل تقدمون عروضات خاصة بالأعياد من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الناس؟

الحفلات المنظمة تشكل العامل الذي يستقطب السياح، ونلاحظ أن الحفلات الضخمة التي كانت تحصل في لبنان، لم تعد موجودة اليوم للأسف.

ولكن بالأساس أسعارنا انخفضت بين 30% و40% عن الأسعار التي وضعتها وزارة السياحة والتي كنا نتبعها على الدوام. ومن هنا نواجه ​مضاربة​ شرسة بين المؤسسات لكي تتمكن من تحقيق نسبة إشغال بين 60% و70% خلال الفترة العادية من السنة، أي التي لا تضم أعياد.

هل أن مدة إقامة السائح في لبنان تتراجع بسبب غياب السائح الخليجي؟

أحد أسباب هذا التراجع هو غياب السائح الخليجي وغياب اللبناني الذي كان يزور لبنان من أجل قضاء عطلة طويلة. فاللبناني المغترب والذي يعيش في ​أوروبا​ والبلدان الخليجية، كان يقصد بلده الأم ليقضي عطلته، في حين أنه بات اليوم يسافر الى وجهات أخرى.

بشكل عام، كيف تقيم سنة 2018 من ناحية السياحة، بالمقارنة مع العام 2017؟ هل سجلت الحركة نسبا أفضل؟

نعم بالطبع العام 2018 سجل حركة أفضل من سابقه، وفي حال تأليف الحكومة والبدء بتنفيذ نتائج مؤتمر "سيدر"، سوف نشهد على قدوم مئات وآلاف الشركات الى لبنان من أجل تنفيذ المشاريع الذي تصل تكلفتها الى مليارات الدولارات.

ولا يجب أن ننسى أن تأليف الحكومة سوف يحل مشكلة النفط، ومن هنا سيتم تنظيم هذا القطاع، ما سيؤدي الى جذب آلاف العمال و​المقاولين​ والشركات الأجنبية. ومن خلال المؤتمر الأخير في ​لندن​، لاحظنا اهتماما واسعا لدى ​الشركات البريطانية​ بالقدوم الى لبنان.

وهؤلاء الأشخاص سوف تبدأ إقاماتهم في الفنادق، وتنتقل بعدها الى الشقق المفروشة، ومن ثم الى المجمعات السكنية كما يحصل في مختلف دول العالم.

هل أنت متفائل من المرحلة المقبلة؟ وهل من الممكن أن نشهد قريبا على عودة السائح الخليجي؟

هناك مشكلة انقسام عامودي في البلد، اذ نجد أشخاص يؤيدون وأشخاص يرفضون. وبالتالي اذا انخفضت وتيرة الأشخاص المعارضين سوف يتحسن الوضع كثيرا من ناحية الخليج.

فهذا الموضوع هو عبارة عن مشكلة سياسية وفي "ليلة ما فيها ضو قمر" قد نجد أن الوضع قد تغير بالكامل.

وفي النهاية، نحن مؤمنون على الدوام بأن هذا البلد لديه كل المقومات والقدرات لكي يستقطب السائح الخليجي الذي كان "سائح دائم"، وانقطع لفترة قصيرة خلال الحرب الداخلية وعاد فور انتهائها. فهو كان العامود الفقري للسياحة في لبنان، لأنه ليس سائحا فحسب بل إنه سائح و​مستثمر​، ولديه شراكة كبيرة مع اللبناني في الأعمال الحاصلة في لبنان أو ​الخليج العربي​.

ومن هنا، فإن وجود حوالي 450 ألف لبناني يعملون في الخليج، يعني أن هناك تواصل كبير بين أهل الخليج واللبنانيين.