هي طاقة إنسانية تؤمن بالمحبة والسلام، وتتفانى في خدمة الإنسان، وتكرس وقتها وجهدها للعمل الخيري والاجتماعي. اذ تسعى الى زرع الأمل في نفوس أشخاص فقدوا بهجة الحياة لمختلف الأسباب.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة مشروع "بهجة كار"، ود حيدرة اللبان، للتعرف الى مسيرتها المهنية، والنشاطات التي ستنظمها خلال فترة ​عيد الميلاد​، بالاضافة الى التحديات التي تواجهها في ​لبنان​ والرسالة التي تود إيصالها الى المجتمع والمرأة.

من هي ود حيدرة اللبان؟ وأين كانت البداية؟

أنا يمنية الأصل ولبنانية الهوية، أعيش في لبنان منذ العام 2010. بدأ نشاطي الاجتماعي في العام 2014، في ميتم "قبة شمرا" في ​عكار​ الذي يضم 164 ​طفلا​. أما "بهجة كار" فانطلقت خلال شهر ​رمضان​ 2018.

من أين جاءت فكرة "بهجة كار"؟

"بهجة كار" مشروع خيري يهدف الى نشر الفرح والابتسامة في المجتمع اللبناني وإعطاء ​العيد​ معناه الحقيقي. وهو عبارة عن سيارة تسير على الطرقات، وتنشر الفرح والمحبة على الأطفال، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وضيق الحال الناتج عن زيادة متطلبات الحياة.

ونحن لا نعمل تحت أي غطاء سياسي أو طائفي، ولا نميز بحسب الهوية أو الجنسية، بل همنا الوحيد إسعاد الأطفال، وزرع الفرحة والمحبة في نفوس أولياء الأمور الذين يشاركون معنا.

من جهة أخرى، أسعى دائما الى تحقيق رغبتي في إعادة إحياء الاحتفالات أو المناسبات المهمة والبسيطة، والتي يتغاضى عنها الناس. فقد بدأت بالعمل خلال رمضان، والمرحلة الأولى تضمنت توزيع 2500 هدية و600 حبة مثلجات على الطريق.

أما ​المرحلة الثانية​ فكانت خلال ​عيد الأضحى​، حين تم توزيع حوالي 200 ​دراجة​ مجانا للأولاد، في "Beirut by Bike"، بالاضافة الى تنظيم نشاطات ترفيهية. وبعد ذلك، توجهنا لزيارة أربع مستشفيات تهتم بالأطفال المصابين بالسرطان، حيث قدمنا الهدايا للأطفال ولأولياء الأمور والأشخاص الموجودين في المستشفى.

ما هي نشاطاتكم خلال فترة عيد الميلاد؟

نتحضر حاليا لتوزيع الهدايا على الأولاد في ثلاث مناطق هي الأشرفية، ​جبيل​، وجزين. وسوق نتواجد في 21 كانون الأول في جزين، و22 في بيروت، و23 في جبيل.

من أين تحصلين على التمويل من أجل الاستمرار بهذا المشروع؟

في البداية، كان التمويل شخصي 100%، وما زلت الى حد اليوم أمول المشروع بمفردي، بالاضافة الى بعض التبرعات من المساهمين الذين يشاركون معنا كرعاة.

هل حصلت على الدعم من الأشخاص المحيطين بك؟

حصلت على كمية كبيرة من الدعم المعنوي من جمعية "أهل الخير" في لبنان، التي وقفت الى جانبي وقدمت كل المساعدة اللازمة.

والجدير ذكره، أنني تلقيت دعما ماديا في بداية الطريق، ولكن الممولين فضلوا أن يكون المشروع خاصا بهم، في حين أن تكون "بهجة كار" منطوية تحت لواء أي شخص أو أي جهة، ولهذا السبب استمريت بمفردي.

ما هي المقومات التي يجب أن تتحلى بها المرأة العاملة في المجال الاجتماعي من أجل تحقيق النجاح؟

النقطة الأهم هي أن لا تعمل بحسب مبدأ الطائفية، أو استنادا الى سياسة معينة، بل عليها أن تسعى الى تحقيق هدف إنساني بحت.

فالناس يتساءلون دائما عن السبب الذي يدفعني الى خدمة المجتمع اللبناني، بدلا من الاهتمام ببلدي الأم، اليمن، في ظل الظروف الحاصلة هناك. وأجيب دائما أن الانسان قادر على القيام بعمل خيري أينما وجد، تحت أي مظلة، وتحت أي سماء؛ وأنا مؤمنة الى أقصى الحدود بهذه المقولة.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

في الوقت الحاضر، أسعى الى إيصال "بهجة كار" الى ​الدول العربية​، وأعمل على تنفيذ الفكرة قريبا في ​سلطنة عمان​ و​القاهرة​ و​دبي​.

ما هي التحديات التي تواجهك خلال العمل في لبنان؟

التحديات كثيرة، ومنها أن بعض الناس لا يتحلون بالثقة الكافية بي وبقدراتي، وذلك لأنني جديدة في هذا الحقلوبالتالي يخافون أحيانا من تقديم المساعدة؛ مع العلم أنني أصبحت خلال فترة قصيرة معروفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا بد من الاشارة الى أنني سأواصل المسيرة مهما اشتدت الصعاب ولن أستسلم أبدا.

ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى المجتمع اللبناني بشكل عام والى ​المرأة اللبنانية​ بشكل خاص؟

​​​​​​​

أقول للمجتمع اللبناني أن عمل الخير لكل شخص وأي شخص؛ فمن يسعى الى خدمة الانسان، لا يجب أن ينظر الى مكانه أو هويته أو طائفته، لأنه قادر على تحقيق التغيير حتى بأبسط الأمور في محيطه.

أما بالنسبة الى المرأة اللبنانية فأقول لها: "اذا أردت أن تحققي هدفا معينا، فأنت قادرة على ذلك، ولن يقيدك عمر أو عمل أو مساحة. أنت مؤهلة للإنجاز في أي وقت كان. فالإرادة والمثابرة على النجاح توصل الانسان الى أبعد الحدود".

والجدير ذكره في النهاية، أن كل شخص منا في هذه الحياة لديه نبتة خير موجودة في داخله، لكنها بحاجة فقط الى القليل من المراعاة. ومن هنا، يجب أن نهتم بها منذ البداية من خلال أولادنا. فعندما نزرع هذه النبتة ونهتم بها ونصقلها، سيكبر أولادنا على هذه ​المبادئ​، وسيعمدون الى مساعدة أي شخص محتاج، أيا كان وأينما وجد.