مع إعادة تنشيط الإتصالات بشأن تشكيل الحكومة في اليومين الماضيين، لا يسعنا كمواطنين إلا الصلاة طلباً لرأفة سياسيين مشغولين بالمحاصصة، في الوقت الذي تظهر فيه كافة المؤشرات الإقتصادية تراجعاً واضحاً.

ففي تقرير "​مصرف لبنان​" الفصلي تحت عنوان "دراسة حول آداء القطاعات الاقتصادية" عن الفصل الثاني من العام 2018 ، أظهرت حصيلة الآراء المتعلّقة بإنتاج القطاع الصناعي تراجعاً الى نسبة -19% خلال الفصل الثاني من العام الحالي، مقارنة بنسبة -17% في الفصل الاول منه ونسبة -9% في الفصل الثاني من العام الفائت. بالتوازي، تقلّصت الفجوة السلبية في حصيلة الآراء المتعلّقة بـ"حجم ال​استثمارات" الى -11% في الفصل الثاني من العام 2018، من -12% في الفصل الاول من العام نفسه. أما لجهة آداء القطاع ​التجار​ي، فقد انكمشت الفجوة المتعلّقة بحصيلة آراء مدراء الشركات فيما خصّ حجم المبيعات المحقّقة خلال الفصل الثاني من العام 2018 الى -34%.

ولمعرفة المزيد حول هذه المواضيع وغيرها، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيسة المجلس اللبناني للسيدات القياديات "WLC"، ​سيدة الأعمال​ ​مديحة رسلان​:

بدايةً، ما هي أبرز التحديات الإقتصادية التي تنتظر لبنان في العام 2019؟

التحديات في عام 2019 هي نفسها التي نعيشها منذ فترةٍ طويلة، أولها عدم تشكيل الحكومة بالإضافة الى التجاذبات السياسية بين الأفرقاء الذين لا يعتبرون الإقتصاد أولوية.

خائفون من العام 2019، فمنذ العام 2012 ونحن نقول أن هذه السنة كانت الأسوأ، إلا أن السنة التي تليها لا نشهد أي انفراج. الإنخفاض الذي نشهده في ​قطاع التجزئة​ اليوم، وصل بعد 6 سنوات متواصلة من التراجع الى ما فوق الـ40% وهذا أمر خطير جداً. مع الإشارة الى ان التراجع الأكبر حصل في سلع الترف والرفاهية، فنحن لسنا بلداً منتج لكميات كبيرة أو بلد صناعي.

2019 هو عام يشكّل تحدياً لكل اللبنانيين من مسؤولين ومواطنين واقتصاديين بالإضافة الى قوى الإنتاج، لأننا إذا بقينا في هذا المنحى الإنحداري فإننا متجهون نحو المجهول. الأولوية لتشكيل الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة للحصول على أموال "سيدر".

مع الإشارة إلى أن المشكلة ليست فقط مشكلة الحكومة، فلن يتغير شيء إن تم تشكيل الحكومة، وإستمر الوضع القائم كما هو، فعدم فصل الإقتصاد عن السياسة سيودي بنا إلى الهاوية.

كيف ستكون فترة الأعياد ان لم يتم تشكيل الحكومة؟

بشكل عام، في لبنان عشنا فترة لا بأس بها من دون رئيس للجمهورية، لذلك فإن موضوع الأعياد ليس مرتبطاً بالحكومة بل بالقدرة الشرائية للمواطن التي باتت معدومة، والدليل على ذلك ​الرسائل​ النصية التي تصلنا بالعشرات يومياً على الهواتف للإعلان عن تنزيلات، مع العلم ان التنزيلات تبدأ بعد ​موسم الأعياد​ وليس الآن. هذا دليل على ان الشركات تبذل ما بوسعها لتحريك الأسواق لأنها تعلم أنه حتى في فترة ما بعد الأعياد، لن تحقق نسب المبيع المرجوّة. هناك حالة من الإحباط، لدى التجار والمواطنين.

أطلعينا أكثر على برنامج "She Leads" الذي ينظمه "WLC"، ما هي أهدافه وكيف يجري التخطيط له؟

غداً لدينا جلسة مع المدربين المشرفين على برنامج "She Leads"، الذي يهدف لتحسين فنون التواصل والقيادة والـ"Well Being" لدى ​المرأة​ لتتمكن من إظهار واستغلال المعرفة التي تمتلكها. كما يتطرق البرنامج الى كيفية تحقيق المرأة المتزوجة العاملة، توازن بين حياتها العائلية والعملية.

نحن نعلم أن السيدة لا ينقصها قدرات أو إمكانيات، إلا أن التحدي الذي تواجهه هو العمل تحت الأضواء، وهذا أمر ناتج عن الخبرة المتواضعة. لذلك، فإن البرنامج سيتولى تدريب المرأة على كيفية العمل مع الآخرين والقيادة في بيئة العمل.

هل يمكن لـ"WLC" ضمان حصول المرأة اللبنانية على حقها في التمثيل المناسب بالحكومة اللبنانية؟

في "WLC" نعمل بطريقة دبلوماسية لا تدفع بالآخرين الى النفور. نحن نضيء على حاجة القطاعات من إقتصاد وسياسة الى المرأة، كما نبيّن أهمية دورها في التأثير إيجاباً.

ونحن على يقين أننا سنصل إلى المكان الذي نريده، ولكن "الشطارة" تكمن في الوصول بطريقة أسرع.