هاجر الى ​كولومبيا​ حاملاً معه هموم ​لبنان​ وعمل فيها لفترة طويلة بمجال ال​تجارة​ ثم عاد الى بيروت، وتسلّم ادارة نزل صغير في احد شوارع العاصمة القديمة وكان يعمل بجد ليل نهار لتطويره وتحسين ظروفه. لكن ​الاحداث​ التي وقعت في العام 2005 ادت الى تراجع العمل في النزل كما في باقي المؤسسات السياحية في بيروت والمناطق. حارب كثيراً لكي يصل الى اهدافه وعاد الى قريته في البقاع الغربي حيث عمل على تأسيس بيت للضيافة، وذلك في منطقة تفتقد الى الحركة السياحية والاقتصادية المطلوبة وبقي صامداً حتى الآن وهو مثال الرجل المسؤول والصالح.

انه حسام بدر الدين ابن الـ53 عاماً صاحب "بيت الضيافة حرمون" في منطقة ضهر الاحمر براشيا ​الوادي​ – البقاع الغربي، الذي كان لـ"الاقتصاد" مقابلة معه للتعرف الى تجربته الخاصة.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

انهيت دراستي التكميلية حيث حصلت على شهادة البريفيه ولكنني لم استطع ان اكمل تعليمي بسبب ظروف الحرب اللبنانية. في العام 1987، سافرت الى ​الاردن​ حيث عملت لفترة وعدت بعدها الى لبنان وسافرت الى كولومبيا حيث درست اللغتين الانكليزية والاسبانية في العام 1989. وفي كولومبيا، عملت خلال 5 سنوات في شركة للنقل ثم بدأت العمل في مجال تجارة الالبسة. في عام 2000، عدت الى لبنان وكان والدي يدير نزلاً صغيراً في شارع الجميّزة، ولكن وبسبب تقدمه في السن، تسلّمت ادارة هذا النزل وقمت بتطويره لاستقبال الزبائن، وذلك طيلة 4 سنوات.

ولكن مع بدء فترة الاغتيالات في لبنان في العام 2005، انخفض العمل في النزل بشكل لافت وسافرت للعمل في غواتيمالا بأميركا الوسطى الى ان عدت الى لبنان في العام 2009 وعملت في ادارة النزل من جديد لمدة 3 سنوات عدت بعدها الى راشيا الوادي في البقاع الغربي وبنيت مبناً سكنياً في البلدة وحوّلته الى بيت للضيافة وافتتحته في العام 2016. واصبح لدي خبرة واسعة في مجال ادارة الفنادق خاصة بعد فترة عمل دامت 10 سنوات في بيروت وانا لا اتكل اليوم على السواح العرب و​الخليجيين​ بل على اللبنانيين المغتربين وخاصة في ​الدول الخليجية​ الذين يمضون وقتهم في لبنان. الا ان حركة ​السياحة​ خلال هذه السنة كانت شبه معدومة في المنطقة وخاصة خلال فصل الصيف وهذا الامر مؤسف جداً.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

من ابزر الصعوبات التي واجهتني في لبنان الغياب التام للحركة السياحية والعمل بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وبالتالي رغم كل سفري وعملي في الخارجي فان مرجعي الاخير هو لبنان اذ ان عائلتي وعملي وارضي في هذه الارض. لم اندم انني بنيت فندقاً في هذه المنطقة العزيزة على قلبي ولكنني اتمنى ان يصار الى تحريك ​الوضع الاقتصادي​ والسياحي وتفعيل السياحة في منطقة البقاع الغربي.

كما اننا، وبمبادرات فردية من شباب راشيا، نقوم ببعض النشاطات السياحية مثل "يوم الدبس" ونشاطات رياضية كالماراتون وغيرها لتفعيل السياحة ولكنها تبقى خطوة ناقصة.

- كيف تخطيت هذه الصعوبات؟

اقوم بحملات اعلانية للترويج للمنطقة وبيت الضيافة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاصدقاء وغيرها من الوسائل المتاحة كما ان ما ساعدني اكثر على الصمود في هذه المنطقة هو انني بقيت عازباً وبالتالي لا مسؤوليات عندي تجاه عائلة او اولاد او ايجارات. تصميمي وايماني بالبلد ساعداني ايضاً على تخطي المحن رغم كل الظروف.

كما انني انسان عنيد اعمل بجهد للوصول الى اهدافي التي اضعها دائماً نصب أعيني. بالاضافة الى ذلك، تعلّمت الصبر في العمل نتيجة سفري الى الخارج وكل هذا ساعدني على التروّي في اتخاذ القرارات في مسيرتي المهنية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

اسعى لبناء فندق آخر على ارض امتلكها الا ان ظروفي المادية لا تسمح لي بالقيام بذلك في الوقت الراهن.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والامنية التي يمر بها لبنان؟

كل شاب لبناني يتمنى ان يهاجر الى الخارج في ظل الظروف المعيشية الراهنة وعدم توفر فرص العمل وغياب الخدمات. انصح ​الشباب​ بأن يكملوا دراساتهم وينالوا شهاداتهم بالرغم من كل شيء فالشهادة هي سلاح بين ايديهم يستطيعون ان يحاربوا بها اينما ذهبوا ويحصلوا على عمل، كما انني ادعوهم الى الصمود في لبنان وخاصة وان البلد بحاجة اليهم كما انني ارفض ان اهاجر من جديد لانني متمسّك بأرضي.