حقق نجاحا واسعا في مسيرته المهنية محليا، إقليميا وعالميا، فتميز عمله بالإتقان والبراعة، بحسب ​شهادات​ شركات عالمية تمكّن من نيل ثقتها على مرّ السنوات، مثل "BBC Arabic" و"MBC" و"OSN" التي أكدت أن "Screens International" هي الأفضل في ترجمة الكوميديا التي تعد الأصعب.

وبالاضافة الى ذلك، فازت شركته مؤخرا ب​جائزة​ "أفضل مشروع" خلال مسابقة "Brilliant Lebanese Awards" التي ينظمها "بنك BLC".

قصة جوزيف عقيقي هي دليل على أن لا حدود للطموح؛ فإن وُجِدت الإرادة والعزيمة والعمل الجاد، وُجِد النجاح. وهذا النجاح سيولد الرغبة في مواصلة تحقيق أكبر الطموحات وأبعدها.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة وحصرية مع مؤسس شركة "Screens" جوزيف عقيقي، للتعرف اليه أكثر والاستفادة من خبراته العملية:

باختصار، ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنت عليه اليوم؟

تخصصت في إدارة الأعمال في "Morley College" في لندن، وفي العام 1990 عدت الى ​لبنان​، الذي كان يحضن حينها حوالي 50 محطة تلفزيونية محلية. فبدأت بمراقبة سير عملها، والتركيز على التكنولوجيا المستخدمة وعلى نوعية الترجمة المعتمدة على الشاشات، والمقارنة بينها وبين المحطات البريطانية. ومن هنا ولدت فكرة "Screens".

فأسسنا الشركة وانطلقنا، وخلال ستة أشهر فقط، وصلنا الى المرتبة الأولى في منطقة ​الشرق الأوسط​ وشمال ​إفريقيا​. أما أسباب هذا التقدم السريع فكثيرة ومنها:

أولا، التكنولوجيا التي اعتمدنا عليها كانت الأحدث على الإطلاق، وقمنا بإحضارها خصيصا من ​بريطانيا​، في حين أن التكنولوجيا المعتمدة في ذلك الوقت، كانت قديمة وبطيئة للغاية.

ثانيا، تواصلنا مع "جامعة القديس يوسف"، التي كانت خلال فترة التسعينات، الأولى في تخريج المترجمين، واخترنا النخبة من الطلاب وانطلقنا بالعمل معهم. وفي البداية كانت الشركة تضم ​موظفين​ ثابتين فقط، وحوالي ستة مترجمين، ومع الوقت أخذ هذا العدد بالارتفاع شيئا فشيئا.

ثالثا، النوعية المقدمة، والسرعة في التسليم، والتكنولوجيا المستخدمة، هي عوامل لا تزال الى حد اليوم تميزنا عن غيرنا من الشركات؛ فنحن لا نساوم أبدا على جودة الخدمات.

ما هي العوامل الأخرى التي ضمنت استمرارية الشركة ونجاحها محليا وإقليميا وعالميا؟

عمدنا منذ البداية الى تطوير اسم "Screens" وليس اسم جوزيف عقيقي، وثابرنا دائما من أجل بناء هذه الشركة وتثبيت اسمها بقوة في السوق.

ومن خلال توصيات المدراء والمنتجين وأصدائهم الايجابية، تمكنا من إنشاء قاعدة زبائن كبيرة وموسعة.

وفي العام 1997، بنينا استوديوهاتنا الخاصة بالتعاون مع "BBC"، التي كشفت على عملية البناء وعلى النوعية المقدمة.

أما في العام 2006، وخلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، فقررنا التركيز بشكل أكبر على ​الأسواق الأوروبية​ والأميركية بسبب الظروف الحاصلة في المنطقة؛ مع العلم أننا كنا نعمل بالأساس في تلك الأسواق، ولكن على صعيد متواضع.

وبسبب الأوضاع الصعبة والحرب الحاصلة، اضطررنا الى دفع تكلفة مرتفعة جدا من أموالنا الخاصة من أجل إيصال الأشرطة الى المحطات التلفزيونية الموجودة خارج لبنان، وذلك لكي لا نقطع البث ولو لثانية واحدة؛ وبالتالي نحن لم نخذلهم يوما.

ومع الوقت، باتت نسبة حوالي 65% من عملنا موزعة بين ​أوروبا​ و​أميركا​ ودول الشرق الأقصى، و35% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد افتتحنا فروعا لـ"Screens" في الخارج، في حال تكرار ما حصل في العام 2006. وعمدنا الى العمل مع شركاء في المنطقة العربية وأوروبا مثل ​الاردن​ و​مصر​ و​اليونان​ و​فرنسا​ ووصلنا أخيرا في حزيران الماضي الى ​كندا​.

وخلال الربع الأول من العام القادم 2019، سوف نفتتح فرعا جديدا في ​الولايات المتحدة​، ووبعد ذلك في لندن. وفي الربع الأخير نطمح لافتتاح فرع في مومباي.

ما الذي يميز "Screens" عن غيرها من الشركات المنافسة؟

منذ حوالي سنتين، بدأنا بالعمل على "أداة ترجمة سحابية" (cloud subtitling tool) و"أداة دبلجة سحابية" (cloud dubbing tool) خاصة بنا، وهي عبارة عن برنامج قمنا بشرائه من بريطانيا وطورناه من خلال مهندسي البرمجة في "Screens"، وخاصة في ما يتعلق بالخط العربي.

وهذا البرنامج أتاح للمترمجين تسجيل الدخول الى بيانات الشركة من أي مكان في العالم، دون الحاجة الى ​إنترنت​ سريع.

ولا بد من الاشارة الى أن المحطات والمنتجين يعانون من هاجس ​القرصنة​ وتسريب الحلقات قبل عرضها، ومن هنا فإن برنامجنا يمنع أي مترجم أو أي شخص آخر من تحميل الحلقات؛ وبهذه الطريقة عمدنا الى حماية الملكية، واكتساب ثقة الزبائن.

هل تعتبر نفسك شخص محظوظ في الحياة؟

الحظ يلعب دورا كبيرا في الحياة لكنه لا يكفي وحده. وأعتقد أنني لو لم أكن محظوظا، لما تمكنت من الوصول الى ما أنا عليه اليوم، ولما نجحت الشركة في التوسع والتطور منذ العام 1991.

مع العلم أن عدد كبير من الشركات متعددة الجنسيات دخلت الى السوق اللبناني، لكنها لم تتمكن من منافستنا والانطلاق في لبنان، فأغلقت أبوابها وغادرت. وبالتالي فإن الحصة ​السوقية​ لـ"Screens" في الشرق الأوسط تتخطى الـ60%.

ما هي المقومات التي ساعدت رجل الأعمال جوزيف عقيقي على التقدم؟

أولا، يجب أن يحب الانسان المهنة التي يمارسها، ويؤمن بها الى أقصى الحدود.

ثانيا، الفضل بالنجاح لا يعود إلي فحسب، بل الى فريق العمل المتفاني، والذي يعطي دائما من كل قلبه؛ فهناك أشخاص يعملون معنا منذ انطلاقة الشركة في العام 1991 والى حد اليوم. كما أن الشريك الإداري للشركة في كندا، كان موظفا في "Screens"، وانطلقت مسيرته كمدير فني، ومن ثم ترقى الى منصب رئيس قسم المعلومات (CIO)، ومن ثم نائب الرئيس للاستراتيجية، ومؤخرا أصبح شريكنا.

وهذه القصة شجعت كل الموظفين على المزيد من العطاء، وأكدت على أن الموظف الجدي والطموح سيتقدم حتما وسيصل الى أعلى المراكز.

معنويا، ماذا تعني لك جائزة "Business Of The Year" التي حصلت عليها مؤخرا؟

مشاركتنا في هذه المسابقة تعد جائزة بحد ذاتها. لكن لا بد من الاعتراف أن الفوز جميل، وخاصة بعد الحصول على أعلى النقاط.

ومن المشجع أيضا، أن نرى أشخاص يتمتعون بمصداقية عالية، يقدرون ما نقوم به.

وبالتالي فإن هذه الجائزة أعطتنا دفعة الى الأمام، وشجعتني أكثر على الإيمان بقدرتنا على تطوير الشركة وتوسيع نطاق عملها. كما أصبحنا مصممين أكثر على استكمال المسيرة وعدم التوقف.

ومن هنا، أشكر كل من صوت لي، وكل من آمن بشركتنا على مدى السنوات، وكل من تعامل معنا ووثق بنا. كما أشكر كل من تعب حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم. فأنا لم أحصل بمفردي على هذه الجائزة، بل ربحتها الشركة بكل أطيافها.

فنحن نعتمد دائما على أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا، أكان في الترجمة أو الدوبلاج، وهذا ما يتيح لنا أن نكون السباقين.

هل يمكن وصفك اذا بالرجل ذات الطموحات التي لا تنتهي؟

طموحاتنا لا ولن تنتهي أبدا، ولولا تحلينا بهذه الروح، لما وصلت الشركة أبدا الى ما هي عليه اليوم.

فكل عوامل نجاحنا تمتزج مع بعضها البعض من أجل تحقيق أفضل النتائج، ومن هنا نحن نطمح حتما الى تحقيق المزيد من التوسع.

والجدير ذكره، أنه مهما توسعت الشركة ووصلت الى بلدان وأسواق مختلفة، ومهما اشتدت الظروف في لبنان وساءت الأوضاع، فلن نغلق أبدا فرعنا الأساسي الموجود في بيروت.

مع العلم أن عملنا الأساس ليس في لبنان، بل في ​الدول العربية​ وأوروبا وأميركا، كما أن السوق اللبناني كان يطلب خدماتنا خلال انطلاقة الشركة، وقد انتقلنا بعدها للعمل مع المنتجين العالميين مثل "ديزني"، ومن ثم مع المحطات في المنطقة العربية، وبعد ذلك توزعنا تدريجيا على باقي الدول.

ما هي نصيحة جوزيف عقيقي الى جيل ​الشباب​؟ هل بإمكانهم البدء من الصفر كما فعلت بنفسك منذ 28 سنة أم أن الظروف المحلية لم تعد مؤاتية لذلك؟

نشهد على تأسيس عدد كبير من الشركات الناشئة في لبنان، التي تتلقى الدعم من جهات عدة. ومن هنا، أشجع كل شخص لديه فكرة معينة، أن يركز عليها ويسعى الى تحقيقها لأن المستحيل غير موجود؛ فاذا ثابر واجتهد، سيصل حتما الى النجاح المنتظر، لأن الإيمان يوصلنا الى أبعد الحدود.

وأتمنى للشباب أن يؤمنوا حقا بطموحاتهم، لأن القدرات كبيرة ولبنان قادر على استيعابها. وكل لبناني قادر على الانطلاق من بلده الأم، والأمثلة على ذلك كثيرة.