فاجأت قطر ​الاسواق العالمية​ الامس بقرار انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول "​أوبك​" اعتباراً من الأول من كانون الثاني 2019 ، قرار جاء بعد عضوية دامت لاكثر من 57 عاما، لتعود قطر الى الواجهة من جديد والى صدارة الاخبار العالمية ، فالقرار الذي اعتبرته انه يعود لاسباب فنية واستراتيجية وليست سياسية بحسب ما جاء على لسان وزير ​الطاقة​ سعد الكعبي فتح الابواب امام الكثير من التكهنات والتوقعات حول فجائية هذا القرار وتوقيته في المرحلة الحالية نظرا الى ان البلاد تمر بمرحلة حرجة بعد قطع ​السعودية​ و​الامارات​ و​البحرين​ و​مصر​ روابط السفر والتجارة مع الدوحة منذ حزيران الماضي .

وتصنف قطر ضمن قائمة اكبر مصدري ​النفط​ الخام في العالم حيث يشكل الى جانب الغاز المسال المصدر الاساسي للثروة في البلاد التي تتمتع باعلى دخل للفرد في العالم، واعلنت الدوحة انه في المرحلة القادمة سيتم الإعلان عن عدة مشاريع ومشاركات عملاقة قيد الدراسة، وان أحد أهم ملامح الاستراتيجية المستقبلية هو التركيز على الأنشطة والأعمال الأساسية في قطر وعلى تعزيز مكانتها كأكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وبحسب التقرير الشهري لمنظمة "​اوبك​ فإن إنتاج قطر خلال تشرين الاول الماضي ارتفع بواقع 14 ألف برميل يوميا،ً ولعبت الدوحة وخاصة خلال فترة رئاستها للمنظمة في العام 2016 دوراً فعالاً في ضبط الاسعار والاتفاق على خفض الإمدادات، ولطالما اعتبرت الاوساط العالمية ان منظمة "اوبك" تشكل سلاحا في يد الخليجين بقيادة السعودية لضبط سوق النفط والدفاع عن الدول الاعضاء في مقدمتهم ​دول الخليج​ ولكن التطورات الجديدة على ساحة العلاقات فرضت واقعا مغايرا ولربما اضعفت من قوة الكتلة الخليجية.

وفي اطارهذه المستجدات وانسحاب قطر من "اوبك" كان لموقع الاقتصاد مقابلة خاصة مع الخبير الاقتصادي من ​الاردن​ الاستاذ وجدي مخامرة لمعرفة اسباب هذا الانسحاب وتداعيات هذا القرار على الدوحة ومنظمة "اوبك" وكيف تلقفت الاوساط العالمية هذا الخبر .

مخامرة: قرار انسحاب قطر من "اوبك" سياسي لامتعاضها من تحكم السعودية بقرارات المنظمة

اعتبر الخبير الاقتصادي من الاردن الاستاذ وجدي مخامرة ان توجه قطر للانسحاب من منظمة "اوبك" يعود لاسباب سياسية وليست استراتيجية كما اعلنت الدوحة، نظرا الى الدوحة تعتبر ان السعودية تتحكم بقرارات منظمة "اوبك" وليس وفقا لعنصري العرض والطلب ، فوجد الجانب القطري ان هذه الاستراتيجية تؤثر على صادراته وايرادته، ونظرا لتوتر العلاقات حاليا بين قطر ودول الخليج ، ستعمد الدوحة في الفترة الحالية الى التركيز على الغاز الطبيعي وان تعمل على اقامة شركات دولية من شأن ان تكسب الدوحة قوة اكبر من النفط .

واضاف مخامرة انه من المتوقع ان يكون اثر قرار قطر بالانسحاب من "اوبك" على الاقتصاد هامشيا ، نظرا الى ان انها تصدر حسب منظمة "اوبك" مليون ونصف برميل من اصل 33.5 مليون برميل اي حوالي 5% من انتاج المنظمة ومن المتوقع ان يتم تعويضه من ​انتاج الغاز​ على اعتبار ان الدوحة المصدر الاول للغار المسال في العالم واي نقص في ايراداتها من النفط سيتم تعويضه من انتاج الغاز .

وختم مخامرة بالتأكيد ان قرار قطر لن يكون له تأثير على منظمة "اوبك" نظرا الى انه من المتوقع ان يتم سد حصة قطر من قبل اعضاء "اوبك" والدوحة ستصدر نفط ولكن لن يكون تابعا ووفقا لمقياس وشروط المنظمة بل بحسب العرض والطلب في السوق.