يُقال "إذا التقت الإرادة بالظروف الملائمة والاستعداد النفسي، فقد تكون قادرة على تحقيق ما يبدو لك مستحيلاً". والسيدة كوليت كحيل حولّت بالإرادة والعزيمة، رغبتها الى طموح، وطموحها الى نجاح. وأكدت أن هذه الإرادة تدفع بالانسان نحو القيام بالخطوة الأولى على طريق النجاح، أما العزيمة فهي ما يبقيه على هذا الطريق حتى النهاية.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة "Beit Al Batroun" كوليت كحيل للحديث عن بداياتها المهنية والصفات التي تساعدها على ضمان استمرارية عملها.

كيف قررت تأسيس "Beit Al Batroun"؟

منذ حوالي 25 سنة، كنت أعيش في العاصمة البريطانية لندن مع أولادي، وكنا في العديد من الأوقات نقدم خدمات المبيت والفطور (bed and breakfast)، في حين أن هذا المفهوم لم يكن موجود على الإطلاق في بيروت. ومن هنا لطالما حلمت بامتلاك مشروع من هذا النوع.

وفور عودتي الى ​لبنان​ في العام 1993، اعتزمت تحقيق هذا الحلم حتى جاء اليوم الذي قررت القيام بالخطوة الأولى نحو التنفيذ.

في البداية، أردت شراء بيت لبناني قديم، لكنني وجدت أن أسعار هذه البيوت مرتفعة للغاية، ولم أمتلك حينها هذه الميزانية. ولكن لحسن حظي، وجدت أرضا مناسبة في منطقة البترون، فاشتريت العقار في العام 2002 وبدأت بعملية بناء المنزل في العام 2008؛ اذ أردت الانطلاق في 2006 لكن ظروف الحرب أجبرتني على التوقف.

وقد قمت حينها بتجميع عدد كبير من الأبواب والشبابيك والبلاط من ​المنازل​ القديمة التي ستهدم، ووضعتها تحت الأشجار في الحديقة. ومن ثم بدأت بمرحلة البناء التي استمرت لمدة خمس سنوات؛ وكنا نستعين من حيث العدد والمقاسات بما وجدته فقط من أغراض.

كيف نجحت في نشر "بيت البترون" بين الناس؟

أولا، من خلال ​وسائل التواصل​ الاجتماعي والموقع الالكتروني الخاص بنا؛ فلولا هذه الوسائل لما تمكنت من التسويق لـ"بيت البترون".

ثانيا، الأصداء الايجابية من الزبائن، الذين يعودون بغ​البيت​هم ويطلبون خدماتنا لأكثر من مرة.

من هي الفئة التي تتوجه الأكثر الى "بين البترون"؟

بيت البترون يستقطب اللبنانيين المقيمين و​السياح​ أيضا. وفي البداية، كان عدد اللبنانيين أكثر من عدد السياح، ولكن اليوم بات الوضع معكوسا.

فبيوت الضيافة (Guest houses) تستقطب عددا كبيرا من السياح لأن هذا النوع من الخدمات بات مطلوبا بشكل كبير في أيامنا هذه.

كيف توجهين المنافسة الموجودة؟

المنافسة ليست كبيرة في هذا المجال، ولكن أعتقد أن الناس يحبون "بيت البترون" بسبب وجودي فيه. فأنا أعيش في المنزل، وفي الوقت ذاته أستقبل الزبائن وكأنهم زواري أو ضيوفي؛ وهذا المفهوم نادر جدا في لبنان.

ما هي الصفات التي تتمتعين بها والتي دفعت الناس الى طلب خدماتك أكثر؟

أنا شخص مرحِّب للغاية، وودود واجتماعي، وهذه العوامل ساعدت زوار "بيت البترون" على الشعور بأنهم في منازلهم.

كيف تقيمين موسم صيف 2018 من حيث إقبال السياح؟ وهل جاء أفضل من السنوات الماضية؟

أعتقد شخصيا أن الموسمين الماضيين كانا رائعين حقا. فمن الممكن أن تكون ​الفنادق​ قد عانت من ضعف الطلب خلال فترة الصيف، ولكن الإقبال على بيوت الضيافة كان واسعا، لأن الناس باتوا يتوجهون أكثر فأكثر الى هذا النوع من الخدمات، وبالتالي يبحثون عنها بالدرجة الأولى، ومن ثم يتوجهون الى الفنادق.

وتجدر الاشارة الى أن الخدمة في "بيت البترون" مميزة، لأنني أهتم كثيرا باستقبال الزبائن، وخاصة الأجانب منهم، بسبب النصائح التي أقدمها حول الأماكن والمناطق والمطاعم والأسواق الأفضل للزيارة.

ما هي الصعوبات أو التحديات التي تواجهينها خلال العمل؟

لا توجد صعوبات تذكر، لأنني شخص هادئ الى أقصى الحدود وأسعى الى حل المشاكل كافة بهدوء.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

بدأت بالعمل بثلاث غرف فقط، لأنني لم أكن أعرف مدى الاقبال الذي سأحصل عليه. ولكن عندما وجدت أن الأمور تسير بشكل جيد، عملت على زيادة عدد الغرف، وبالتالي بات لدي اليوم خمس غرف، ولا أسعى الى المزيد من التوسع، وذلك من أجل المحافظة على الجو الذي يقدمه البيت، وعدم تحويله الى مشروع تجاري بحت، ولكي أتمكن أيضا من الاهتمام بكل الزبائن وعدم التقصير تجاههم، وعدم الاحتياج الى ​موظفين​.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

دعمت نفسي بنفسي وشجعت ذاتي على تحقيق هذا الحلم، كما أن أولادي وقفوا الى جانبي أيضا؛ ففي البداية، ساعدوني في ما يتعلق بالموقع الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والحجوزات.

هل تشعرين بالتقصير تجاه وقتك الخاص وخصوصيتك بسبب العمل؟

نعم بالطبع، مع العلم أنني أعيش في منزلي الخاص. ولكن رغم ذلك، أغلق أبواب "بيت التبرون" لمدة أربعة أشهر سنويا خلال فصل الشتاء، لكي أحصل على فترة إجازة وراحة.

ما هي نصيحة كوليت كحيل الى المرأة؟

من يحلم بهدف معين يجب أن يسعى بكل ما يمتلك من قوة لتحقيقه، لأن جميع الطموحات قابلة للتحقيق خاصة مع وجود الإرادة الصلبة والشجاعة.

ويجب أن تحقق ​المرأة اللبنانية​ أحلامها ولا تعيش في الوهم دون القيام بأي مجهود من أجل التقدم؛ فمن يرغب حقا في الوصول الى هدف ما، سيتمكن حتما من تحقيق ذلك.