تخصص في مجال ​الاتصالات​ والتصميم الا ان شغفه في الارض و​الزراعة​ وضعاه امام منحى آخر الى جانب عمله الاساسي. ثابر وسهر حتى وصل الى ما هو عليه اليوم رغم عدم خبرته الكافية في الارض. قان باستثمار ارض في قريته الصغيرة زرع فيها الصعتر، كما عمل على ايجاد خلطات ومنتجات غذائية عديدة له، وأسّس شركة جديدة تهتم بهذا الموضوع.

يسعى الى التوسع وتصدير منتجاته الى الخارج بالاضافة الى ايجاد خلطات جديدة للصعتر واعطاء هذه النبتة حقها المفقود في ظل وجود صعتر مستورد من ​الاردن​ و​سوريا​ وغيرها من البلدان في السوق اللبنانية.

وكان لـ"الاقتصاد" لقاء مع صاحب شركة "The Good Thymes" في كفرحونة – قضاء جزين فادي عزيز.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تخصصت في مجال التواصل الاعلاني والتصميم الفنيفي جامعة الروح القدس في الكسليك. وتوظفت في "مجموعة كوانتوم" التي تحتوي على عدة شركات تحت جناحها، وبدأت في شركة "براند سنترال"، ومن ثم سافرت الى السعودية حيث عملت مع هذه الشركة على اطلاق "زين تيليكوم". عدت بعدها الى لبنان وانتقلت للعمل في شركة "ماركوري" التابعة للمجموعة نفسها ومن ثم الى "M Media"، والآن أشغل منصب رئيس قسم  في "M&C Saatchi". في العام 2005، قررت ان أؤسّس شيئاً جديداً في حياتي المهنية وخاصة ان مساحات واسعة من الاراضي في قريتي كفرحونة في قضاء جزين كانت مهملة، ومن هنا قرّرت ان انتقل الى الزراعة وذلك كي استطيع ان اجعل اولادي يحبون القرية والعودة اليها. قمت عندها باستثمار مزرعة يعود عمرها الى 300 سنة وتابعة لدير المزيرعة في منطقة كفرحونة وكان لدي اقتراحات حول النوع الذي يجب زراعتها به من الكستناء الى التين وغيرها، حتى رسيت على زراعة الصعتر لانها اساسية في ​الطعام​اللبناني ولان اولادي يحبون اكله وله فوائد عديدة. وبدأنا زراعة هذه النبتة وقد ساعدني فيها د. جهاد نون وهو مهندس واختصاصي في الزراعة ومحمد نعمة وهو مزارع وله باع طويل في زراعة الصعتر، ومنها اكتسبت معرفة كبيرة حول هذه النبتة. وبعد هذه الفترة، قمت بدراسة في السوق اللبناني لان هناك وجود للصعتر الاردني والحلبي وغيره وسوقنا يفتقد الى الصعتر اللبناني والى الهوية اللبنانية لهذه النبتة. كما قمت بزيارة عدة معامل تعمل في زراعة الصعتر ووجدتها ان يتم الاستخفاف به ودون قيمة. ومن هنا انطلقت فكرة انشاء شركة "The Good Thymes" الناشئة وقد تم اطلاقها منذ سنة وشهرين في منطقة كفرحونة. كما قمت بافتتاح مشغلي الخاص في القرية لخلق فرص عمل للشباب في منطقة جزين وخاصة انه اصبح لدينا ماركة جديدة خاصة من قرية صغيرة وايصالها الى العالمية وفق المعايير الدولية.

- ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية؟

على صعيد عملي في مجال الاتصالات والتصميم، فالسوق اللبناني ضعيف نسبياً بالمقارنة مع السوق الاوروبي، والثقافة في هذا الاطار تتغير الى الافضل ولكن ببطء شديد.

وأما بالنسبة لزراعة الصعتر وتوزيعه وابتكار اطر جديدة له، فان عدم امتلاكي للخبرة في هذا المجال في بداية الطريق وبالرغم من ان هناك قلة من الاشخاص يساعدوني في الامر، الا ان العدد الاكبر من الناس تفكر في العمل على مدى قصير ويعتبرون المستثمر في هذا المجال رجل خفيف العقل يمتلك اموالا يريدون ان يسلبوه اياها، وهذه مشكلة لازلت اعاني منها في لبنان ولكن هناك قلة قليلة من الاشخاص الايجابيين في حياتي. بالاضافة الى ذلك، واجهت صعوبات مع المصارف التي تعتبر انه، بالرغم من تقديمي لها خطة عمل متكاملة حول المشروع من مستندات وغيرها، لا يمكنها ان تخاطر بهذا الامر وهي تتوجه الى المشاريع السهلة اكثر. وقد رفضت المصارف مساعدتي خاصة انها اعتبرت ان هذا الموضوع غير جدي ولم تكن تفهم ماهية هذا المشروع. ولكن بعد انطلاقة الشركة في ايلول من العام 2017 في زراعة الصعتر وابتكار خلطات جديدة له، بدأ الناس ينظرون الينا بطريقة اخرى وقد اعجبوا بمنتجاتنا وشاركنا بالعديد من المعارض والمحترفات وقد اصبح لنا اسمنا.

- كيف واجهت هذه الصعوبات؟

انا انسان عنيد وخاصة في عدة محطات حيث كان لا بد لي من ان استسلم فيها الا انني كنت اصمم على الاستمرار بالمشروع رغم كل شيء. والامر الذي ساعدني على الاستمرار والوصول هو انني لم اكن قد وضعت خطة عمل متكاملة في البداية، انما كنت اقوم بالمشروع لدواع شخصية وكوني كنت ولازلت اعمل في مجال العلامات التجارية امتلكت خبرة في كيفية البيع والتعامل مع الآخرين و​التسويق​ والابتكار.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

عملنا على ​الاستثمار​ في مبنى يعود لمدرسة قديمة يعود عمرها الى 200 سنة في كفرحونة وسنقوم بتكبير الانتاج حيث سنشتري ماكينات جديدة لتصنيع منتجات جديدة من الصعتر وتصديرها الى الخارج. الامر الذي سيؤدي الى توسيع العمل وخلق فرصاً جديدة امام شباب القرية ومنطقة جزين بشكل عام. واما هدفي المستقبلي فهو خلق علامة تجارية مخصصة للصناعات الغذائية من الصعتر فقط.

- ما هو هدفك من اقامة هذه الشركة؟

هدفي بان تكبر الشركة وان تساعد الناس وان تكون صناعة حرفية بمعايير عالمية وان يأخذ الصعتر اللبناني حقه محلياً وعالمياً، واسعى الى ان تصل الى العالمية وتعكس صورة جميلة للبنان، وخاصة واننا شاركنا في معرض ب​النرويج​ الاسبوع الماضي حيث تذوق زوار منتجاتنا وقد تعجبوا من ان لبنان يمتلك مثل هذه الزراعات.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يمر بها بلدهم؟

لا اشاهد نشرات الاخبار بل ابتعد عنها بشكل كامل لانها تقوم بزرع اليأس والاحباط في نفوس الشباب، الوضع اللبناني صعب ولكن الفرج آت في نهاية المطاف. انا اتطلع الى السوق اللبناني كمشروع تجريبي لاننا اشخاص نكديين في حياتنا واعمل بقوة في هذا البلد ولدينا طاقات شبابية كبيرة يجب الاستثمار بها في كل الميادين واذا قمنا بالعمل بشكل فردي دون العودة الى السياسيين يمكننا ان نصل الى اهدافنا.