افتتح ممثّل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الصناعة ​حسين الحاج حسن​ المنتدى الرابع عشر للتكنولوجيا والابداع الصناعي الذي ينظّمه برنامج انجازات البحوث الصناعية اللبنانية المعروف بـ "LIRA" برعاية رئيس الجمهورية في قصر المؤتمرات في ضبية.

وشارك النائب اغوب بقرادونيان ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، المستشار فادي فواز ممثّلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائبان نعمة افرام ونقولا نحاس، المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين د.فادي الجميل، النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان سعد العنداري، الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية د. معين حمزة، رؤساء جامعات واكاديميون وباحثون واساتذة جامعات وصناعيون وطلاب جامعيون.

والبرنامج هو ثمرة تعاون وشراكة بين وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين اللبنانيين والمجلس الوطني للبحوث العلمية ومصرف لبنان واثنتي عشرة جامعة لبنانية ترفد البرنامج بمشاريع طلّابها المتخصّصين في كلّيات الهندسة والعلوم من أجل اختيار المشاريع الفائزة بعد تقييمها على أساس مواءمتها وترابطها مع حاجات تطويرية وتحديثية وتوسعيّة في مؤسّسات صناعية وانتاجية لبنانية.

ويشرف أساتذة كليات الهندسة والعلوم في 12 جامعة على مشاريع يقوم بها طلابهم في مجالات متعدّدة تخدم أغراضاً صناعية تطويرية وتحديثية. تمّ قبول 73 مشروعاً هذا العام موزّعين على الحقول التالية:

- الطبية والتجهيزات الصحية

- تطبيقات الروبوتيكس

- الطاقة المتجدّدة وحفظ الطاقة

- المشاريع البيئية

- تدوير النفايات وتحويلها الى طاقة

- شبكات المعلوماتية والتواصل

- السلامة العامة.

وفي المناسبة قال الوزير الحاج حسن "واحد وعشرون عاماً مضى على تأسيس برنامج "LIRA"، مستجيباً لمعطيات واقعية من أجل النهوض بالقطاع الصناعي بالتفاعل مع الموارد والطاقات والكوادر البشرية الجامعية اللبنانية التي ستبادر الى انشاء مشاريعها الخاصة أو ستتحضّر لتولّي ادارة وقيادة المؤسّسات في المستقبل القريب. نعتبر برنامج ليرا جسر تلاق بين الصناعة والتعليم وشراكة عملية بين القطاعين العام والخاص.فما يقوم به البرنامجمزدوج الأهداف على صعيد تقوية الخبرات البشرية وصقلها وربطها بسوق العمل من ناحية، والارتقاء بالقدرات التنافسية والانتاجية والتصديرية للمؤسسات الصناعية من ناحية ثانية. يهمّ الصناعي اليوم في ظلّ العولمة والمنافسة الشرسة والحادّة أن يحقّق أعلى انتاجية وأفضل جودة وأدنى كلفة بأقلّ وقت ممكن. وهذا لا يمكن انجازه من دون ربط الانتاج الصناعي بالبحث العلمي ومراكز الأبحاث التطبيقية. فلا تسويق لمنتج بعيد عن عالم تقنيات الانتاج في زمن تغلب فيه ثورة المعلومات والاتصالات والمعرفة المتسارعة والتكنولوجيا الحديثة. وأعتقد أن الصناعيين اللبنانيين الطموحين اتّخذوا قرارهم بمواكبة العصرنة وبالبقاء والثبات في سوق المنافسة المحلية والخارجية عن طريق تطوير أعمالهم وتنمية القدرات في مؤسساتهم وتعزيز امكاناتهم. ولقد حقّقوا هذه المكانة من خلال توظيف المؤهّلات العلمية واليد العاملة الخبيرة وأصحاب الكفاءات من الشباب الجامعي المتخرّج كلّ في حقل اختصاصه. خلال السنوات الخمس الماضية من تولّيّ وزارة الصناعة، عملنا على دعم الصناعة ضمن الامكانات المتاحة، كونها ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الوطني الذي يحقّق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولم نوفّر جهداً من أجل تحقيق هذا الهدف. فاطلقت وزارة الصناعة رؤية استراتيجية تنموية للقطاع الصناعي بعنوان " لبنان الصناعة 2025"، وحدّدت فيها سلسلة مبادىء تضمّنت خارطة طريق لنهضة القطاع وتحديثه. ونعمل بالتعاون مع المعنيين في الدولة وفي القطاع الخاص وفي المجتمع الدولي على تطبيق هذه الرؤية الاستراتيجية بثبات. وازاء الخلل الكبير والحاجز الرئيسي أمام الاستثمار الصناعي الذي يكمن في عدم توافر مناطق صناعية حديثة، اطلقت وزارة الصناعة مشروع اقامة المناطق الصناعية الحديثة والنموذجية التي ستكون جاذبة للتوظيف الصناعي في المناطق الريفية والبعيدة، اضافة الى مواصلة نشاطها على صعيد تنظيم المناطق الصناعية القائمة. كما عملنا ونعمل على ازالة العقبات التي تعترض تصدير المنتجات الصناعية برّاً عبر سوريا ومنها الى الاردن ودول الخليج العربي. وهذا كان هدف زيارتي قبل يومين الى دمشق حيث اجريت محادثات مع وزير النقل السوري من أجل تسهيل عبور الشاحنات اللبنانية عبر معبر نصيب. لا تطوير للصناعة إذا لم تفتح الاسواق الخارجية امام المنتجات اللبنانية التي تعترضها معوقات لا علاقة لها بجودة المنتج وانما يعود الامر الى سياسات الدول الحمائية والداعمة لقطاعاتها الانتاجية. ونشدّد على تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل لتحقيق حدّ أدنى من التوازن في الميزان التجاري. أقول إن الآمال معقودة على الصناعة وعلى شباب الغد. أنتم الصناعيون والمتعلّمون الشباب قادرون على اخراج لبنان من محنته الاقتصادية والتخفيف من وطأة الظروف الاجتماعية الصعبة. ولقد حمّلني فخامة الرئيس العماد ميشال عون دعمه الكامل لبرنامج ليرا وللقطاع الصناعي الانتاجي وللشباب الجامعي المبدع والخلّاق. وان كانت التحدّيات كبيرة، فان الثقة بكم أكبر".