استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة ​لبنان​ الحر، من مقر الإذاعة - أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​​ريما خداج​​، بعنوان "حركة الأسواق المشلولة وتجارة التجزئة والخسائر الإقتصادية عشية شهر الأعياد في ظل غياب تشكيل الحكومة؟"، رئيس المجلس اللبناني للسيدات القياديات سيدة الأعمال مديحة رسلان، ورئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ​إيلي رزق​.

بداية قال رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات إيلي رزق أنه "هناك في لبنان مكوّن سياسي أساسي يجب عليه أن يتوقف عن اخذ لبنان وإقتصاده رهينة لبعض المواقف السياسية التي تتمثل بالتدخل بالشؤون الإقليمية والدولية، والتي تتسبب في عقوبات وإجراءات تعسفية بحق لبنان، وعلى رأسها حظر قدوم الرعايا الخليجيين إلى لبنان، وإمتناع بعض الدول عن المشاركة في الإستثمارات اللبنانية. فهذا المكون السياسي الأساسي يجب أن يعي بان لبنان لن يكون أبداً من أكبر القوى السياسية أو العسكرية الموجودة في المنطقة، ولكن بإمكاننا ان نكون أكبر قوة إقتصادية في المنطقة. فدورنا في المنطقة هو دور إقتصادي وخدماتي وسياحي ومالي، وليس عسكري. فالهيكل سيقع على رؤوس الجميع من دون إستثناء في حال إستمر الوضع على ما هو عليه اليوم".

وردا على سؤال الزميلة ريما خداج عن دور ​الهيئات الإقتصادية​ في الوقت الراهن، قال رزق أن "الهيئات تسعى جاهدة، ولم تتوقف كل المحاولات لتنظيم لقاءات مع الجهات الدولية والقطاعات الخاصة، والأن نقوم بالتحضير لزيارة إلى الإمارات من أجل لقاء مع رجال اعمال إماراتيين، بدعوة من وزير الإقتصاد الإماراتي، وذلك بهدف البحث بكيفية الإستثمار في لبنان، حيث تبحث الإمارات اليوم عن إستثمار 167 مليار دولار في أسواق ناشئة، بقطاعات الطاقة والبنى التحتية و​النفط​ وغيرها".

وأضاف "أنا أعتقد أن هناك العديد من الإيجابيات على الساحة اللبنانية، فالشعب اللبناني هو ثروة لبنان ونفطه وأعجوبة إقتصاده، لأنه موهوب وجريء ومنتشر في كل أنحاء العالم. ونحن نمتلك ملاءة مالية، حيث يوجد العديد من اللبنانيين الذين يمتلكون المال، ولكن ما نفتقده هو عامل الثقة، الذي يعتبر عامل أساس في تنشيط أي إقتصاد. وكل ذلك بسبب الإدارة السيئة الموجودة في البلد. فالإدارة السيئة قد تؤدي إلى خسارة شركة رابحة، في حين ان الإدارة الجيدة يمكنها تحويل شركة خاسرة إلى شركة رابحة .. ولبنان برأيي شركة رابحة، ولكن إدارته سيئة".

بدورها قالت رئيس المجلس اللبناني للسيدات القياديات سيدة الأعمال مديحة رسلان أن "هناك سوء إدارة موجودة في البلد، ونحن قلنا من خلال فيديو مصور، بأن لبنان ليس شركة تجارية يمكن إغلاقها إذا عم فيها ​الفساد​ او حققت خسائر، لبنان دولة ووطن نحاول بناءه وإيجاد الإستمرارية فيه للأجيال القادمة. ولكن المشكلة ان إقتصادنا مسيّس، وافكارنا مسيّسة .. لذلك المطلوب اليوم هو أن يكون هناك إدارة مستقلة وحالة طوارىء إقتصادية، فلا يمكن أبداً الإستمرار على هذا الحال. والمشكلة برأيي ليست فقط مشكلة الحكومة، فلن يتغير شيء إن تم تشكيل الحكومة، وإستمر الوضع القائم كما هو، فعدم فصل الإقتصاد عن السياسة سيؤدي بنا إلى الهاوية".

وأضافت "انا أعتقد أن السياسة الأفضل للبنان هي الإتجاه نحو الدول التي يمكن أن نجد فيها مصالح لنا، والتي لدينا معها مصالح مشتركة، فإذا وجدنا مثلا أن السوق الإيراني مفيد للبنان، يجب أن نتجه إليه، وإذا وجدنا ان السوق التركي جيّد، يجب أن نتجه إليه، وكذلك الأمر في ​السعودية​ والإمارات وغيرها .. فلماذا يجب علينا ربط انفسنا بأقطاب معينين، في حين يمكننا ان نكون إقتصاد منفتح، وأن نسير بما تمليه علينا مصالحنا".

وإعتبرت رسلان أنه "من المعيب بان تكون نسبة تمثيل المرأة قليلة جدا في ​القطاع العام​، فالدراسات أثبتت عالميا بأن المرأة في الإدارة هي أقل فساداً من الرجل، وهي حريصة أكثر على إدارة الأموال، وتساعد على إحلال السلام بطريقة دبلوماسية وإنسانية، وأنا أعتقد أن لبنان بحاجة كثيرا اليوم لهذه المقاربة الجديدة في الإدارة وفي التفكير والتخطيط".