شخصيتنا اليوم تتحدث عن شاب ​لبنان​ي، قرر عدم الإنصياع للأقوال المتوارثة عن قلة حيلة الشباب في بلد وضعه غير مستقر مثل لبنان.. يؤمن بأن الخبرة هي الوسيلة الوحيدة لإنتشال الإنسان من المِحن، فعمل على تطويرها وتدرّج على السلم الوظيفي ليكتشف دور كل فرد في المؤسسة. هذه الخبرة كانت السبب في تأسيسه لشركته الخاصة في مجال السفريات.

ولنتعرف أكثر على هذه الشخصية الشابة والطموحة كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Yas Travel" علي مملوك الذي شاركنا أبرز محطات حياته المهنية.

كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية وبداية رحلتك المهنية؟

تخصصت في مجال التسويق في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت "LAU"، وفي العام 2008 عملت في شركة "​الخطوط الجوية القطرية​" ومن بعدها إتجهت للعمل في ​دبي​ ضمن الشركة نفسها.

ومن بعدها عدت إلى لبنان وعملت كمدير للمبيعات في شركة "الخطوط الجوية العربية".

ما هو العامل الأساسي الذي دفعك للتخلي عن وظيفتك الثابتة والمضمونة لتأسيس شركتك الخاصة؟

عندما كنت أعمل في دبي بدأت أبحث عن الطريقة التي تسمح لي في البقاء في بلدي مع ضمان عيشة كريمة. فبرأيي وللأسف لا يمكن لأحد أن يعتمد على وظيفة واحدة فقط في لبنان، ومن هنا إنطلقت بفكرة تأسيس مشروعي الخاص، وبدأت بتنميتها.

ومن حوالي العامين أسست رسمياً شركة "Yas Travel" وتقدمت بإستقالي من شركة "الخطوط الجوية العربية".

ما هي أبرز العوائق التي واجهت شركتك؟

لا شك أن مستوى المنافسة مرتفع جداً سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وهذا بالطبع يتطلب منا مجهود إضافي للحصول على عروض مماثلة وبأسعار مقبولة.

رغم أن نشاط شركتنا خدماتي إلا انه لا يمكن أن ننسى ضرورة وجود رأس مال لضمان وجود شركتنا ضمن المنافسة وهذا يتم من خلال الحجز المسبق مع خطوط الطيران و​الفنادق​.

من جهة اخرى، اعتبر أن الخدمات التي نقدمها تسير بسرعة أكثر من مجال السلع الاستهلاكية سريعة الحركة او ما يُعرف بـ"FMCG" لأن هذه السلع في نهاية المطاف لها تاريخ إنتهاء صلاحية، إنما إذا لم نتمكن من بيع كل المقاعد المحجوزة على الطيارة فنحن معرضون للخسارة بمنحى أسرع ومتكرر.

ومن أكبر العراقيل التي تواجهنا هو الوضع السياسي اللبناني غير المستقر، فأي هزة أمنية قد تؤدي إلى خسائر فادحة في القطاع. هذا الوضع غير المتوقع قد يكون سبباً في تردد أي مستثمر في إنشاء أي مشروع مستقبلي في لبنان، ففي كل الدول يوجد إحصاءات تحدد نسبة النمو المتوقعة وهذا غير موجود في لبنان للأسف. وبما اننا نعمل في مجال ​السياحة​ أي إضطراب أمني يؤثر بشكل مباشر على القطاع العالمي.

فالقطاع اليوم بات بحاجة لدعم أكبر على صعيد الحكومات من خلال التسهيلات في التأشيرات ولإفتتاح خطوط سياحية جديدة.

تمكنت "Yas Travel" من إثبات مكانتها في السوق المحلي رغم وجودها فيه في مدة متواضعةجداً ،ما هي الأساليب الإداراية التي إتبعتموها للوصول إلى هذه المكانة وللمحافظة عليها؟

منذ البداية قررنا أن نتميّز عن السوق من خلال الخدمات التي نقدمها بحيث تناسب تطلعاته. كما اننا نؤمن بأهمية العلاقة بين الشركة والزبون فلا ننظر لها من باب الربح فقط إذ نسعى إلى بناء علاقة معه من خلال الإنصات إلى التعليقات والإهتمامات بشكل حرّ ومنفتح، فنحن من الشركات القلة التي تسمح لجميع زبائنها بالتعليق على خدماتها على شتى وسائل التواصل الإجتماعي وكما نعرف ان هذه التعليقات سواء كانت سلبية أم إيجابية لا يمكننا أن نتحكم بها أو نخفيها وهذا بحسب مؤسسي هذه الشبكات.

كل تعليق نأخذه بعين الإعتبار، لا شك أننا قمنا ببعض الأخطاء وهذا أمر طبيعي تقوم به كل شركة، ولكننا إستفدنا منها وتعلمنا من أخطائنا لنطور من أنفسنا.

فإدارتنا في "Yas Travel" تركز على خدمة الزبون ومدى إمتنانه بشكل أساسي لأننا نتطلع لبناء علاقة معه على المدى البعيد.

صوت الزبون ورأيه يهمنا بالمقام الأول، فبالإضافة إلى الإستماع إلى رأيه نقوم بطرح الأسئلة لنكوّن فكرة عن إهتماماته وتطلعاته وعلى أساسها نحضّر العروض والحجوزات.

تكمن أهمية هذا الإحصاء في تمكننا من إكتشاف جمهورنا المستهدف وتخصيص عروض لكل فئة.كما نتطلع لتوفير خدمات للأشخاص ذوي الدخل المحدود من خلال تحضير عروض تناسب ميزانيتهم مع المحافظة على المعايير المطلوبة، كما أننا نصارح الزبون بكل تفصيل قبل صعوده للطيارة لأن علاقتنا معه تتخطى المسافة الجغرافية التي سيقطعها. كما نحضر عروض فاخرة بأسعار مقبولة بالنسبة للسوق وهذا للمحافظة على علاقتنا مع الزبون من جميع الطبقات الإجتماعية.

كيف ترتب العناصر التالية بحسب الأهمية عند تأسيس مشروعك الخاص: الشهادة الجامعية، الخبرة ورأس المال؟

لا شك أن الخبرة تأتي أولا، فرأس المال يمكن أن يختفي فجأة، ولكن الخبرة المكتسبة وحدها التي تنتشل الإنسان في حال واجه خسارة ما وهذا بالإضافة إلى الشهادة الجامعية بالتأكيد.

من خلال خبرتك الخاصة، ما هي النصيحة التي تود إيصالها للشاب اللبناني لتأسيس مشروعه الخاص؟

عندما بدأت في مسيرتي المهنية عملت في كافة الأقسام في الشركة، وهذه كانت نقطة الإنطلاق لفهم هذا المجال. برأيي لا يمكن لأحد أن يؤسس مشروعه الخاص فور تأمين رأس المال فالعملية تتطلب أكثر من ذلك، فعليه أولاً أن يتدرج في وظيفته ليتعلم أدق التفاصيل في المهنة، فإذا لم يواكب النهج السائد في المجال وسير العملية لن يتمكن من إدارتها فيما بعد، إن لم يدرك دورالموظف كيف سيديره؟

اما على الصعيد الشخصي، فنحن مصممون على التعلّم من أخطائنا وتخطي العراقيل رغم كل الصعوبات، فأنا قررت البقاء في لبنان وأن انتج خدمات منه للعالم، وأتمنى أن تقف الحكومة إلى جانب كل شاب لبناني لكي لا يضطر للبحث عن لقمة العيش وتحقيق أحلامه المهنية في الخارج.