درس الحقوق في الجامعة اللبنانية لكنه لم يكملها وسافر الى القارة الافريقية حيث أسّس حياته هناك وعمل بكد وجهد طيلة 17 عاماً متنقلاً بين عدة دول، وعانى من الصعوبات الكثيرة ولكنه، ورغم كثرتها، استطاع ان يثبت نفسه في عمله وان يكون شخصاً منتجاً الى ابعد الحدود.

في العام 2018، عاد نهائياً الى وطنه الام لبنان وتسلم ادارة احد بيوت الضيافة في مدينة صور الجنوبية التي بدأت تنشط فيها الحركة السياحية منذ سنتين وخاصة في فصل الصيف. وفي اقل من 4 اشهر استطاع ان يطلق المؤسسة ويثبتها على قدميها بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد.

وكان لـ"الاقتصاد" لقاء مع مدير بيت "Les Jardins De Tyr" للضيافة في منطقة صور علي سرور.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

درست مجال الحقوق في الجامعة اللبنانية في 2003 لمدة سنتين ولكنني لم اكمل الدراسة، وسافرت بعدها في العام 2003 الى افريقيا حيث عملت في شركة تابعة لبنانية لشركة "اريكسون" متنقلا بين زامبيا والكونغو برازافيل، وكنت اعمل كمسؤول عن الموظفين والموارد البشرية، الى ان قررت العودة الى لبنان في العام 2018. تسلمت ادارة منزل للضيافة في منطقة صور وهو "Les Jardins De Tyr" في نفس العام، وكانت العلاقة والمعاملة في مجال ادارة منزل الضيافة مرناً وسهلاً بسبب خبرتي في مجال الموظفين في "اريكسون" ولم يتغيّر عليي شيء في هذا الاطار. ومنذ ان تم افتتاح "Les Jardins De Tyr" في العام الحالي تسلمت ادارته.

- كيف بدأت فكرة تأسيس منزل ضيافة في صور؟

ان فكرة السياحة في صور وضواحيها جديدة نوعاً ما على المنطقة، وتتمتع المدينة بمميزات سياحية عالية خاصة في فصل الصيف لناحية نظافة مياه البحر التي جذبت الكثير من الاشخاص من مختلف المناطق اللبنانية في السنتين الاخيرتين. وفكرة انشاء فندق او منزل للضيافة ليست بجديدة علينا، اذ ان هناك العديد منها متواجد في المدينة، وبدأنا العمل على تأسيس "Les Jardins De Tyr" في هذا المنزل القديم الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1922 وقمنا بتعديلات بسيطة عليه وافتتاحناه منذ اشهر قليلة. وكانت الحركة جيدة خلال هذه الفترة نسبة للاوضاع في المنطقة.

- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتها على الصعيد المهني في افريقيا الامراض المنتشرة فيها والقيام بأعمالنا ضمن أماكن قفرة ومهجورة في مجال الاتصالات، بالاضافة الى صعوبة العيش والتأقلم فيها خاصة لناحية غياب البنى التحتية والطرقات وخاصة في الفترة التي كنت اعيش فيها هناك. أما في لبنان فان الصعوبات التي بدأت أواجهها منذ استلامي لادارة "Les Jardins De Tyr" هي الشعور بأنني أعمل وحدي من خلال غياب الدعم وخاصة لناحية الكهرباء والماء، بالاضافة الى ان تكلفة العمل عالية جداً وعليي ايجاد وسائل جديدة للمحافظة على العمل ولتحقيق التوازن بين تكلفة العمل والجودة التي يجب ان نقدمها بمستوى عال.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك والتي ساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

انا انسان صريح مع الجميع وخاصة مع الزبائن وطالما ان صراحة الانسان وشفافيته تكون طاغية على علاقاته مع الآخرين تصبح الامور سهلة وتقلل من نسبة المشكلات التي قد يواجهها في عمله. اعتمد على الصراحة المطلقة في معاملتي مع الزبائن وخاصة لناحية الجودة والنوعية التي نقدمها لهم بالاضافة الى كل الخدمات الاخرى. بالاضافة الى خبرتي الطويلة ساعدتني على مواجهة كل الصعوبات.

- كيف تستطيع ان توفق بين عملك وعائلتك؟

علينا ان نعمل كثيراً في لبنان ولاجل ذلك اجهد كثيراً في عملي خاصة في فصل الصيف، واستطيع ان اوفق بين عملي وعائلتي وان اكون الى جانبها في اوقات فراغي وفي عطلتي الاسبوعية. كما ان صاحب الفندق يأتي الى لبنان خلال الصيف ويساعدني في ادارة المؤسسة وهذا ما يسهّل عليي اكثر رؤية عائلتي.

- هل تعتبر انك حققت نفسك ام انك تبحث عن المزيد في حياتك المهنية؟

الانسان طمّاع بطبعه وانا لا أبحث عن اي شيء جديد في حياتي بل ابحث عن كيفية تحسين الوضع الموجود انا فيه، وهناك تحديات في هذا المجال خاصة في كيفية تحسين العمل والتقدم وتقديم كل ما هو افضل للزبائن، ولجذب سواح اكثر.

- كيف تصف لنان النقلة النوعية من عالم الاتصالات الى عالم الضيافة؟

عندما درست الحقوق في الجامعة اللبنانية لمدة سنتين لم استطع ان اكملها بسبب عدم قدرتي مادياً على المتابعة وسافرت وعملت في مجال عمل مختلف تماماً عن الحقوق ولاسيما في مجال الموارد البشرية والمسؤول لمدة 17 سنة والخبرة التي كسبتها وهذا ما ساعدني على التأقلم في عملي الجديد دون ايجاد اي صعوبات تذكر.

- ما هي النصيحة التي توجهها للشباب اللبناني خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي نمر بها؟

الاوضاع الاقتصادية باتت سيئة في لبنان كما في بقية دول العالم، وحتى لو انها بقيت جيدة في افريقيا لما فكّرت بالعودة نهائياً الى بيروت، وخاصة وان عملي كله موجود في القارة السمراء منذ 17 سنة وان اتركه واعود الى لبنان للبدء من الصفر. بالاضافة الى ذلك، لعبت العائلة دوراً كبيراً في عودتي الى هنا وعلى الشباب الا ييأس وألا يتعب. مرت عليي ايام صعبة قضيتها اعمل في الغابات ولم أيأس أبداً فاذا اصيب الشباب بهذا الامر انتهى كل شيء. كما انصح الشباب بضرورة المثابرة في البحث عن العمل والمتابعة في كل المجالات وان يضع هدفاً واضحاً له.