أكد رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ أن الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديه، بل لدى الآخرين، مشيرا إلى أن هدفه الأساسي هو كيفية تطوير البلد، ومعتبرا أنه لدينا فرصة ذهبية لتطوير ​لبنان​، خاصة بعد مؤتمر "سيدر".

وجاء كلام الحريري، خلال رعايته حفل العشاء الاقتصادي الاول الذي أقامه اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير "إرادة" برئاسة عاصم نوام في فندق "فور سيزنز"، بحضور حشد كبير من القيادات السياسية والرسمية والاقتصادية والنقابية والعسكرية والامنية و​رجال الاعمال​ والمهن الحرة والاعلاميين.

وشدد الحريري على أن أي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر "سيدر"، مؤكدا أن كل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك.

وأوضح أنه "حين تعرفت إلى "إرادة"، كانوا قد طلبوا مني موعدا وزاروني. وعادة، معظم الجمعيات التي تزورني، تحمل إليّ طلبات. ولكن ما فاجأني هو أن "إرادة" قالوا لي: "نحن لا نريد منك شيئا، وإنما نريد أن نساعد البلد. وقد كبر قلبي بهذا الأمر، لأن مثل هذه المبادرات تساعد لبنان والمجتمع واللبنانيين وخاصة ​القطاع الخاص​".

وأضاف: "نحن بحاجة بالفعل إلى هكذا مبادرات تساعد المواطن اللبناني، ولا سيما في ظل المرحلة الاقتصادية التي نمر بها، فتأتي جمعية كـ"إرادة" توجهه لتطوير نفسه والدخول إلى عالم القطاع الخاص بشكل أكثر مهنية. صحيح أننا اليوم حكومة تصريف أعمال وأنا رئيس مكلف، لكن الهدف الأساسي بالنسبة إليّ هو كيفية تطوير هذا البلد. وأنا أرى أنه لدينا فرصة ذهبية لذلك، خاصة بعد مؤتمر "سيدر" وصحيح أن هذا المؤتمر هو للمشاريع الكبرى، ولكن الأساس في القطاع الخاص هو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهذا ما تعملون أنتم عليه، وما يجب علينا أن نطوره. فهذا القطاع هو الذي يرفع الاقتصاد الوطني، وكلما كبر القطاع الخاص الصغير والمتوسط، كلما كبر الاقتصاد أكثر فأكثر. وعليه، فإذا عملنا كقطاع عام معكم أنتم القطاع الخاص، فسيكون ذلك هو الأساس في النمو الذي نرجوه".

وقال: "أضف إلى ذلك أن "سيدر" ليس فقط مجموعة مشاريع، إنما هو أيضا مجموعة إصلاحات، ومن دون هذه الإصلاحات لا يمكن أن ننهض بالبلد. والأهم أننا قبل ذهابنا إلى هذا المؤتمر، وافق مجلس الوزراء على كل الإصلاحات والمشاريع المندرجة فيه، وأي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل ستضع في بيانها الوزاري كل هذه الإصلاحات والمشاريع، وكل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك".

بداية القى رئيس "إرادة" عاصم نوام كلمة قال فيها "منذ خمس سنوات كَانَتِ الاِنْطِلَاقَة. بَدَأْنَا كمجموعة صَغِيرَة مِنْ رِجَال الأَعْمَال اللبنانيين هَمُّهَا خدمَة الوطن وَهَمُّهَا خِدْمَةُ المُجْتَمَع. إِنْطَلَقْنَا مُنْذُ اليَوْم الأَوَّل لِتأسِيس متسلّحِين بالعَزِيمَة والإِصْرَار لِإِنْجَاح اِتحادِنَا ودعْمِ تطورِه وهادفين لترك علامة فارقَة في مجتمعنا اللبنانِي. أضاف "قوتنا فِي تنَوعنَا وتنَوعنا هو مَصْدر اعتزازنا. ففينا التاجر والطبِيب والاقتصادي وفينا المهَندس والمحامِي والإِداري وفِينا كل مَنْ يرِيدُ الخَيْر لمجتمَعه ولوطنه".

وقال نوام: "فِي الوقت الّذِي تَعَوَّدَ فِيهِ الجَمِيع أَنَّ تَأْسِيسْ الاِتِّحَادَات أَوْ الجَمْعِيَّات فِي لُبْنَان يُكُونْ غَالِبًا بِهَدَفِ المُطَالَبَة أَوْالمُحَاسَبَة بِالدَّرَجَة الأُولَى، فَإنَّ فِكْرَة "إِرَادَة" تَتَمَيَّز بِاِرْتِكَازِهَا عَلَى مَبْدَأ التّكَامُل والعَطَاء عِوَضَ الشَّكْوَى وَالتَّذَمُّر وَبِأَنَّهَا تَطْرَح أَفْكَارًا وَحُلُولًا "بَدَلَ اللَّوْم وَ التَّحَدِّي وَبِأَنَهَا تُشَارِك طَوْعِيًّا بِتَحَمُّل المَسْؤُولِيَّة الإِجْتِمَاعِيَّة كُلَّمَا دَعَتِ الحَاجَة لِذَلِك لَقَدْ اصبحت إِرَادَة اليَوْم تَجْسِيدًا حَقِيقِيًّا لِثَقَافَةِ العَطَاء غير المَشْرُوط.عَطَاءُ الوَقْت وَالخِبرات عَطَاءُ المَعْرَفَة وَالعَلَاقَات عطَاءُ المَال وَالأَفْكَار لِتَنْمِيَة هَذَا المُجْتَمَع وَ تَطْوِيرِه.

وأضاف ان "َإرادة" التي أَنْشَأْنَاهَا سَوِيًّا هِيَ اِتّحَادُ نَفْعَلْ هي اِتِّحَاد نَدْعَم هِيَ اِتحَاد نطَوِّر هِيَ اِتِّحَاد تنْجِزْ هِيَ اِّحَاد نَتَقَدَّمْ. نَفْعَلْ بِأَنْ نَدْعَم مُجْتَمَعنَا ونوَظِّفَ شَبَابَنا ونسَاعِد مُؤَسَّسَاتِنا نَفْعَلْ بِأَنْ نُطَوِّر تِجَارَة أعْضَائِنَا وَنَفْتَحَ أَسْوَاقًا جَدِيدَة لَهُمْ فِي لُبْنَان وَ في العَالَم. نَفْعَل بِأَنْ نَبُثّ رُوحًا إِيجَابِيَّة مَهْمَا اِشْتَدَّت الصِّعَاب ومَهْمَا ​غلت​ التضحيَات فإِيجَابِيُّون نَحْنُ فِي التَّفكيرِ والتَّخْطِيط والتَّنْفِيذ وإِيجَابِيُّونَ نَحْنُ فِي التَوَاصُل والتقارب وَالعَمَل".

ورأى ان التَّفَاؤُل والإِيجابِية لَا يَكْفِيَان وحْدهمَا مَا لَمْ يتلازما مع جُهْدٍ كَبِير وَعَمَل جَمَاعِيّ جِدِّي وحثِيث فلَا يَخْفَى عَلَى أَحَدْ وُجُود رابط عُضْوِيّ قَوِيّ مَا بَيْنَ الاِزْدِهَار الاِقْتِصَادِي في بلد ما من جهة وَتَطَوُّر المُجْتَمِع فِي هذا البلد مِنْ جهة أخرى. فَإِذَا كَانَ الاِقْتِصَاد فِيه بِخَيْركَانَ المُجْتَمَع بِخَيْر أَيْضًا امَّا إِذَا كَانَ الاِقْتِصَاد يُعَانِي فَإنَّ المُجْتَمَع سَوْفَ يَنْزُف لَا مَحَالَة. وششد على "إننا نُؤْمِن بِأَنَّ لِرِجَالِ الأَعْمَال فِي لُبْنَان دَوراً رائداً فِي دَعْم اِقْتِصَادِهِمْ الوَطَنِيّ وَتَعْزِيز فُرَص صُمُودِهِ وَهُمْ بِالتَالِي أَوَّل مَنْ يَتَحَمَّل المسؤولِيَّة فِي البَحْث عَنْ السُّبُل المُلَائِمَة لِلخُرُوج مِنْ وَاقِع الـStatus quo الَّذِي نَتَخَبَّط فِيه".

وأعلن نوام أنه "اليَوْم ومِنْ مِنْبَر إِرَادَة هَذَا نُعْلِنْ عَنْ التحضير لمُبَادَرَة اِقْتِصَادِيَّة وَطَنِيَّة جَامِعَة أَطْلَقْنَا عَلَيْهَا اِسْم "معاً أَقْوَى" هَدَفُهَا دعم انشاء مُلْتَقَى وَطَنِي جَامَع لِرِجَالِ الأَعْمَال فِي لُبْنَان بِالتَّنْسِيق مع الهَيْئَات الاِقْتِصَادِيَّة تَلْتَقِي فِيه وَتَنْصَهِر الافكارْ والخِبراتْ المُخْتَلِفة مِنْ لُبْنَان وَمِنْ خَارِجِه لِتَنْشِيط اِقْتِصَاد الوَطَن"، مؤكداً ان مبادَرَة كهذه سَوْفَ تَفْتَح البَاب وَاسِعَاً أَمَام مُسَاهَمَات الكَثِيرِين مِنْ أَهْلِ المَعْرَفَة وَالاِخْتِصَاص لِلمُشَارِكَة فِي نَهْضَة اِقْتِصَادِهِمْ كَمَا سَتَهْدُف إِلَى طَرْح الحُلُول العَمَلِيَّة وَالبَنَّاءَة لِدَعْم اِقْتِصَادِنَا الوَطَنِيّ وَتَطْوِيرِه. وقال "معا ًاقوى في التجارة، معاً اقوى في ​الصناعة​، معاً اقوى في الزراعة، معاً اقوى في كل قطاعات الانتاج، معاً اقوى في الابتكار والابداع و التميُّز، معاً اقوى في تصديِر النجاحات اللبنانية الى الخارج وفتح اسواق عالمية جديدة للجميع".

وقال: "إذ انّنا فِي إرادة نُؤْمِن أنّ الثّرْوَة البَشَرية لهيَ مِنْ أَهَمّ الْثَرَوَاَت التِّي مُمْكِنْ أنْ يَتَمَتّع بِهَا بَلَدٌ مَا أو مؤسسة بحد ذاتها فبقدر مَا نحافظ عَلَىَ ثروتنا البَشَرّية تِلْك ساعين إلى تَدْريِبِها وتطوِيرِها وتوظيفها ضُمْنَ مجالات إختصاصها بقدر مَا نساهم في دعم اقتصادنا الوطني ومجتمعنا بالوقت عينه". اضاف "هَذا هُو بالتّحديد ما تقوم به "خبرات" في المجتمع اللبْناني حالِياً والتي نحتفل اليوم معاً بإطلاقِها كبَرنامج طموح لتوظيف وتدريب وتوجِيه الشباب اللبناني".

وختم بالقول من خلالِ خبرات، سوف نتَحَدّى الْبَطَاَلَة وَمنْ خِلالِ خبرات سوف نغير الأرقام ومن خلالِ إرادة سوف نفعل وسوف ننجز وسوف نطوّر وسوف نتقدّم".