هو مثال ناجح في مجال الأعمال، عمد الى رفع سقف طموحه المهني مهما اشتدت الصعاب وكثرت العقبات.

يتجه دائما الى التجدد والتطور من خلال رؤيته الواضحة، واهتمامه المصبوب بالكامل نحو إنجاح أفكاره وتقديمها الى الزبائن بأفضل طريقة ممكنة.

اذ يؤمن بأن عنصر النجاح والتميز مرتبط بعوامل عدة، ومن هنا يسعى الى وضع استراتيجيات لتحويل أحلامه وأهدافه الى حقيقة، كما يُقدِم على التخطيط، ويستفيد من الظروف والإمكانيات، ويصرّ على إيجاد الحلول الدائمة دون تقديم الأعذار والحجج.

كان لـ"الاقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع الشريك المؤسسة للعلامة التجارية "Seaside Avenue Beirut"، جو تشلينغريان:

أين كانت البداية؟

أسس والدي الشركة الأساسية "Balina"، المتخصصة بكل ما له علاقة بالأحذية (الكعب، النعل، الضبان،...). وقد اكتسبنا خبرة طويلة في هذه الصناعة، من خلال بيع اللوازم للمعامل، وتقديم الأفكار والتصاميم المميزة، لكي تصنّعها تلك المعامل وتبيعها على اسمها.

ومع الوقت، عانينا من أزمتين، الأولى تكمن في المشاكل التي واجهتها المعامل، وأجبرتها على الإغلاق، والثانية تتعلق بمشكلة تهريب البضائع؛ فأولا، أصبحت الأسواق متخمة بالمنتجات الرخيصة القادمة من الصين، في حين أن اليد العاملة في ​لبنان​ أغلى من الصين والطاقة الانتاجية أقل، وبالتالي مهما فعلنا، لن نتمكن من الحصول على إنتاج ضخم بأسعار منافسة.

وثانيا، أثرت الحرب السورية علينا بشكل كبير، اذ كنا في الماضي نبيع البضائع الى سوريا، ولكن بعد اندلاع الحرب، بدلا من ارتفاع حركة البيع، أصبحنا نواجه المضاربة غير الشرعية، من خلال البضائع المهربة، والتي لا تمر عبر الجمارك.

أما ثالثا، فنحن نعاني من انتشار البضائع التركية في الأسواق، ما يزيد من المضاربة على المعامل الوطنية.

ورابعا، إن قطاع التجارة في لبنان غير منظم، ومن هنا يمكن لأي شخص افتتاح متجر ما، دون الحاجة الى تسجيله حتى! كما أن مجال الاستيراد موجود بين أيادي أشخاص غير متخصصين في الموضة، وبالتالي أصحبوا يستوردون البضائع بطريقة فوضوية وعشوائية، ما أدى الى تراجع مستوى الموضة في لبنان.

كيف قررت القيام بخطوة تأسيس "Seaside Avenue"؟

كنت أتحدث مع شقيقي وشريكي في العمل، حول الأوضاع القائمة في مجالنا، وقررنا معا تطوير نطاق عمل "Balina"، وإطلاق مشروع للمستقبل.

ومن هنا فكرنا أن عملنا الأساسي متعلق بتصنيع المواد المستخدمة في صناعة الأحذية، كما أن تصاميمنا وأفكارنا موجودة. ولذلك أطلقنا في شباط 2018، العلامة التجارية "Seaside Avenue" بشكل رسمي، ولكن بدلا من افتتاح المتاجر، ركزنا على البيع عبر الانترنت، وبدأ عدد المتابعين عبر "فيسبوك" و"انستغرام" بالتوسع يوما بعد يوم، بسبب التصاميم الجميلة والأسعار المدروسة؛ فقد عمدنا الى تخفيض الأسعار لكي يعتاد الناس على منتجاتنا.

ما هي المقومات التي تتيح لـ"Seaside Avenue" النجاح والاستمرارية؟

أولا، تصاميما المميزة والجميلة والمرتّبة؛ لأننا نعرف تماما الذوق اللبناني.

ثانيا، نحن لا نقلد غيرنا أبدا، بل نسعى دائما الى عرض الأفكار الجديدة والعصرية.

اللبناني حرفي بامتياز وقادر على تحويل لبنان الى بلد صناعي متقدم

ثالثا، نقدم أحذية مريحة وذات جودة عالية وبأسعار مدروسة تناسب الميزانيات كافة؛ فنحن لا ننافس المعامل المحلية بل نحارب المنتجات المستوردة من خارج لبنان. ولهذا السبب أطلقنا على العلامة التجارية اسم "Seaside Avenue Beirut".

هل تحقق المبيعات عبر الانترنت النسب المتوقعة؟

أنا سعيد جدا بالزبائن لأنهم يقدرون ما نقوم به ويفضلون منتجاتنا على غيرها. لكن حركة البيع سيئة الى حد ما في لبنان، وغالبية الأشخاص ينتظرون حتى نهاية الشهر من أجل الشراء. ومن هنا نجد أننا سنصل قريبا الى مرحلة خطيرة للغاية.

والجدير ذكره أنني توقعت أن تحقق المبيعات نسب أعلى، لكن الوضع القائم في البلاد لا يساعد أبدا على التقدم.

كيف تنافس "Seaside Avenue" العلامات التجارية الأخرى؟

"Seaside Avenue" ليست معروفة الى حد كبير اليوم، وذلك لأن ميزانيتنا المخصصة للتسويق والإعلانات، ليست مرتفعة مثل الشركات الكبرى. ومن هنا نعتمد بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، والأصداء الايجابية من الزبائن من جهة أخرى.

وتجدر الاشارة الى أن كل متابعينا عبر وسائل التواصل حقيقين، ويتابعون صفحاتنا الاحترافية بسبب المنتجات التي نقدمها؛ فنحن لا ننشر الصور بطريقة عشوائية، بل نقدم المنتجات بشكل واضح 100%، وبالتالي يحصل الزبون على ما يراه.

ما هي الصفات التي تساعدكما على التقدم والنجاح في العمل؟

أولا، شقيقي وأنا، نكد ونثابر بالعمل ولا ننام.

ثانيا، لدينا ذوق مميز ونظرة خاصة ولمسة استثنائية.

ثالثا، الخبرة التي اكتسبناها على مر السنوات ساعدتنا على التقدم. فالأمور ليست سهلة أبدا، وذلك لأن المنافسة موجودة، في حين أن حركة البيع مفقودة، والقدرة الشرائية للمواطنين ضعيفة.

ما هي مشاريعكما المستقبلية؟

أتمنى في المستقبل أن تصبح "Seaside Avenue" واجهة للبنان. ونطمح أن نطلق مجموعة خاصة بأحذية الرجال، لكن هذا الأمر بحاجة الى الدعم والتسهيلات من قبل الدولة اللبنانية، بالاضاف الى التنظيم من أجل حمايتنا من التهريب.

فاللبناني حرفي بامتياز، وقادر على تحويل لبنان الى بلد صناعي متقدم.

ما هي الرسالة التي تودّ إيصالها الى جيل الشباب؟

مجال الصناعة صعب حتما، ويجب أن يكتسب الانسان خبرة معينة من أجل الانخراط به.

وبرأيي، اذا التمس المواطن اللبناني أي دعم رسمي، قد يتشجع على إطلاق المشاريع الجديدة، ولكن في ظل غياب هذا الدعم، سوف يخشى القيام بهذه الخطوة.

وفي النهاية، نأمل أن تكون "Seaside Avenue" مثالا لكل شخص يسعى الى تحسين القطاع الصناعي المحلي وتطويره. فاذا تحلى الانسان بنظرة معينة، سيكون قادرا حتما على التميز في السوق.

كما يجب على كل شخص أن يسعى الى تنفيذ أحلامه وطموحاته، لأنه سيتعلم من الخسارة. أما الفشل شالحقيقي، فيكمن في عدم المحاولة!