بتفاؤل كبير يعبّر القيمون على القطاع ​السياح​ي في ​مصر​ عن النتائج الجيدة الذي حققها القطاع هذا العام 2018، تفاؤل عبرت عنه جميع الاوساط المعنية وفي مقدمتها وزيرة ​السياحة​ رانيا المشاط التي اشارت الى الانتعاشة القوية لهذا القطاع الحيوي الذي يمثل 20% من الناتج الاجماليحيث ارتفعت ايراداته40% عن العام الماضي،، ارقام تشير الى ان السياحة بدأت تنفض عنها غبار الاحداث الامنية وتتعافى من الركود الذي لحق بها مع بدء ما اطلق عليه "​الربيع العربي​" والانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق ​محمد مرسي​ والاعمال الارهابية التي كان من بينها تفجير طائرة روسية نظرا للارتباط الوثيق بين الامن والاستقرار والاقبال على السياحة ، وليظهر جليا سعي الحكومة الى وضع السياحة على اساس تنافسي واجتذاب فئات جديدة من السائحين وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع نظرا لاسهامه الكبير في ​الدخل القومي​ المصري وما يوفره من عائدات دولارية للبلاد ومشاركته بشكل كبيرفي مكافحة ​البطالة​ وفرص العمل الذي يوفرها .

وتملك مصر مقومات سياحية كثيرة ومتنوعة فهي تتميز بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، وانتشار المعابد والمتاحف والآثار والمباني التاريخية والفنية والحدائق الشاسعة على أرضها، وامتلاكها لبنية تحتية قوية تقوم على خدمة قطاع السياحة بما في ذلك ​الغرف الفندقية​ والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران .

الغايش: تحسن ملحوظ لنتائج قطاع السياحة في مصرو10 مليار دولارايرادات سنوية متوقعة

وبناء على التقدم الكبير الذي احرزه قطاع السياحة في مصر وعودة البلاد تدريجيا الى مكانتها على الخريطة السياحية العالمية كان لموقع الاقتصاد مقابلة خاصة مع الخبير الاقتصادي من مصر الاستاذ حسام الغايش الذي اشار الى

إن إيرادات مصر من ​القطاع السياحي​ قفزت نحو 77 % فى حين زادت أعداد السياح الوافدين إلى البلاد حوالى 41 % فى النصف الأول من العام 2018 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث وصل السياح الوافدين خلال الستة شهور الأولى من هذا العام الى 5.061 مليون سائح مقابل 3.6 مليون سائح فى فترة المقارنة، كما بلغت الايرادات السياحية خلال النصف الأول 4.781 مليار دولار مقابل 2.7 مليار دولار قبل عام.

كما اضاف الغايش الى ان هناك توقعات بزيادة الحركة السياحية الوافدة من دول غرب ​أوروبا​ و​إيطاليا​ و​ألمانيا​ و​أوكرانيا​ خلال الربع الأخير من العام 2018، متوقعا ان يحقق القطاع نحو تسعة مليارات دولار بنهاية العام الجاري.

حيث قفزت إيرادات السياحة العام الماضى 123.5 % إلى نحو 7.6 مليار دولار مع زيادة أعداد السياح 53.7 % إلى 8.3 مليون سائح. حيث يبلغ مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الاجمالى بالاسعار الجارية تقريبا 12% خلال العام المالى 2017/2018.

وتوقع الغايشان ترتفع إيرادات القطاع إلى نحو 10 مليارات دولار سنويا ، مؤكدا على ان الدولة تعطى أهمية كبيرة لقطاع السياحة لعدة أسباب أهمها أن هذا القطاع يعد مورد أساسيا لتدفقات العملة الاجنبية بالإضافة إلى انه قطاع كثيف العمالة وبالتالى يستوعب قدرا كبيرا من القوى العاملة .

أما عن المشروعات الجديدة فى القطاع حاليا فاشار الغايش الى المتحف المصرى الكبير وانشاء العديد من القرى والمنتجعات السياحية فى العين السخنة على البحر الأحمروأيضا بالساحل الشمالى على شواطئ ​البحر المتوسط​، خاصة أن كافة المشاريع الخاصة بالبنية التحتية ركزت بشكل كبير على العديد من الطرق والمحاور التى تسهل الوصول إلى كافة المقاصد السياحية .

المتحف المصري الجديد: صرحا حضاريا وثقافيا سيغير خارطة السياحة في المنطقة

تخوض مصر من خلال مشروع المتحف المصري الجديد تحدياً ثقافياً ومعمارياً يعبرعن حضارة من اعرق الحضارات التي عرفتها البشرية، وتقدر تكلفة المشروع بحوالي المليار دولار وتسهم ​اليابان​ فيها بقيمة 300 مليون دولار على شكل قرض ميسر، وتعوّل البلاد على هذا المشروع الذي يعد اكبر متحف للاثار في العالم لدعم القطاع السياحي والذي سيضم مقتنيات اثرية وقطع اثار هامة جدا تعبر عن التاريخ العريق للبلاد .

ويزداد اهمية هذا المتحف بسبب موقعه الجغرافي حيث يقع بالقرب من اهرامات الجيزة وتم تصميم الواجهة على شكل مثلثات في اشارة للاهرامات، وسيحيط بهذا الصرح عددا من المباني المخصصة للخدمات الترفيهية والتجارية ومركز ترميم وحديقة متحفية التي ستضم اشجارا كانت معروفة في مصر القديمة .

ويقع هذا المشروع عى مساحة 100 الف متر مربع ويستحوذ العرض المتحفي على 45 الف متر مربع وتضم المساحة المتبقية مكتبة متخصصة ومركزا للمؤتمرات وآخر للابحاث ومعامل للترميم وسينما ثلاثية الابعاد .

وفي هذا الاطار اعلنت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط انه سيتم افتتاح المتحف المصري الكبير في العام 2020 والذي سيضم اكثر من عشرة الاف قطعة اثرية وسيكون احد عناصر الحملة الترويجة الجديدة لمصر تحت شعار "GEM2020"والذي سيقدم لزائريه تجربة مختلفة واستثنائية تعكس عظمة الحضارة المصرية في اطار حديث وعصري.