عادت عجلات تشكيل الحكومة لتدور إلى الوراء من جديد، وسط مخاوف من الرجوع إلى نقطة البداية بعد ظهور ما يسمى بالعقدة السنية، وإصرار حزب الله على تمثيل السنة المستقلين. والكل بات بإنتظار إعلان الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ لموقفه النهائي غداً، ذلك خلال مؤتمر صحافي يعقده في بيت الوسط يعرض خلاله للتطورات السياسية والمستجدات في موضوع التشكيل.

كل هذه الأحداث تثبت من جديد بأن الطبقة السياسية الممسكة بزمام السلطة مازالت تضرب بعرض الحائط كل التحذيرات والمؤشرات التي تثبت خطورة الوضعين الإقتصادي والإجتماعي، وضرورة إنتظام عمل المؤسسات والبدء بإتخاذ القرارات الملحة والضرورية لتسيير أمور البلد والمواطنين.

ومع إقترابنا من موسم الاعياد الشهر القادم، لا بدّ ان ينعكس عدم الإستقرار السياسي على الحركة ​السياح​ية التي ينتظرها العديد من المؤسسات والتجار لتعويض ولو جزء من الخسائر الكبيرة التي منيوا بها. هذا عدا عن التراجع الكبير في القدرة الشرائية للمواطنين ال​لبنان​يين، وإنخفاض ثقة المستهلكين إلى ادنى مستوياتها.

فكيف ستكون الحركة في موسم الاعياد؟ وما إنعكاسات عدم الإستقرار السياحي على الحجوزات المتوقعة؟ وهل الإقتصاد قادر على تحمل خسارة هذا الموسم ايضا بعد سنوات من الخسائر المتراكمة ؟ وماذا عن تحرك ​الهيئات الإقتصادية​ المنتظر ؟

هذه الأسئلة وغيرها اجاب عنها، رئيس لجنة السياحة في ​المجلس الاقتصادي​ الاجتماعي وديع كنعان في هذه المقابلة مع "الإقتصاد".

بداية، كيف تقيم حجوزات الفنادق في لبنان بشكل عام وبيروت بشكل خاص مع إقتراب ​موسم الأعياد​؟ وهل هناك إقبال من سياح أجانب وخليجيين؟

موسم العيد يعتمد بشكل خاص على المغتربين اللبنانيين أكثر من إعتماده على السياح الأجانب، ونتوقع ان يكون هذا العام افضل مقارنة من الموسم الماضي بالنسبة لعدد الحجوزات واعداد المغتربين الذي سيقضون عطلتهم في لبنان.

فالسوق السياحي اللبناني يعتمد بشكل خاص على المغترب اللبناني الذي يشكل حوالي 70% من إجمالي الحركة السياحية في البلاد، في حين لا يشكل السياح من الجنسيات العربية والاجنبية أكثر من 30%.

أما بالنسبة لسياحة ​الخليجيين​، فهناك عدد من الخليجيين الذين يعتبرون لبنان بلدهم الثاني بغض النظر عن الحالة السياسية أو بعض الإضرابات على المستوى السياسي، فهؤلاء ينتظرون اي فرصة للمجيء الى لبنان، ومن المؤكد ان عدد لابأس به منهم سيمضي فترة العيد في بيروت.

كما يشهد السوق السياحي المحلي حالة جديدة، وهي تتمثل بأعداد لابأس بها من السياح الاوروبيين الذين يقصدون لبنان بعد موسم الصيف، ويتركزون في المدن السياحية الساحلية، وخاصة مدينة جونية.

كيف تنعكس العرقلة والتأخير في تشكيل الحكومة على ثقة السياح والمغتربين اللبنانيين؟ وبالتالي على نسبة الحجوزات الفندقية و​القطاع السياحي​ عامةً؟

تشكيل او عدم تشكيل الحكومة اليوم ليس مؤثرا على بشكل كبير على موسم الاعياد، كما كان سيكون عليه الحال لو تم تشكيلها على أبواب الصيف، فتشكيل الحكومة يساعدنا على التحضير بشكل أفضل لمواسم الاعياد التي يقصدها الخليجي والعربي خصوصا وموسم الصيف.

هددت الهيئات الإقتصادية مؤخرا بالتحرك في الشارع تنديدا وإعتراضا على المماطلة في تشكيل الحكومة.. برأيك كيف سيكون شكل هذا التحرك؟ وهل هو فعلا قادر على الضغط لحلة الأوضاع السياسية العالقة؟

التحرك للضغط بإتجاه تشكيل الحكومة وإستقرار الأوضاع السياسية امر ضروري، وأعتقد ان الهيئات الاقتصادية يمكنها ان تتحرك بأشكال متعددة وأن تضغط بشكل إيجابي لحلحلة الاوضاع السياسية العالقة.

كعضو في المجلس الإقتصادي الإجتماعي .. كيف تقيّم عمل المجلس في الفترة الأخيرة وأهمية دوره في تحسين الوضع الإقتصادي؟

لا شك ان للمجلس الإقتصادي والإجتماعي دور كبير على أكثر من مستوى، وما يقوم به المجلس في الفترة الاخير، يضعه من جديد في المكان الذي يجب ان يكون فيه على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

أطلقتم مؤخرا آلية تعاون مع ​شركات الطيران​ العالمية.. هل تتوقع أن يساهم هذا التعاون في تنشيط الحركة السياحية؟

التعاون مع شركات الطيران العالمية هو جزء من سياسة سياحية متكاملة مبنية على واقعنا الاقتصادي الاجتماعي والسياسي والامني والسياحي، وهدفها تحقيق السياحة المستدامة.

وهذا المشروع سيتم طرحه قريباً على رئاسة الحكومة.

ما هي توقعاتك لموسم الأعياد القادم؟ وهل أنت متفائل من المرحلة المقبلة؟

قطاعنا السياحي عمل في الكثير من الاوقات بظروف صعبة وتمكن من إيجاد المخارج، وأنا اليوم متفائل لا سيما اننا انهينا ورشة عمل دامت ثلاثة ايام وضمت اصحاب ومدراء المؤسسات السياحية.

والمجتمع السياحي ليس فقط مجتمع للشكاوى والمطالب، ومن خلال الخطوات التي نقوم بها بدأ يتحول هذا المجتمع إلى مجتمع منتج للحلول.

وبعد فترة سننتقل من صناعة الحلول إلى تطبيقها، وقد تتطلب هذه المنهجية بعض الوقت، الا انها ستحقق الهدف.