طموحه تخطى حدود الوطن، وقصة نجاحه تحمل الكثير من العبر. فرغم أن نشاطه العملي منقسم بين المصانع الأوروبية والأسواق الإفريقية، إلا أنه لم ينسَ بلده لبنان، بل تمسك بجذوره وأرضه، وحافظ على ولائه له.

يتحلى بالقدرة على التكيف والانخراط مع الشعوب المختلفة والثقافات المتنوعة، ليثبت مقولة مؤسس شركة "فورد" لصناعة السيارات، هنري فورد، أن "سر النجاح يكمن في أن تفهم الرأي الآخر ".

كان لـ"​الاقتصاد​" مقابلة خاصة مع المؤسس والمدير العام لشركة "Lynx Trailers"، جو صقر:

كيف أسست شركة "Lynx Trailers"؟

عملت في الخليج لفترة طويلة في مجال المقطورات (trailers)، وفي العام 2013، وبعد الأزمة الاقتصادية في أوروبا، التي أجبرت الشركات على تخفيض أسعارها، والالتزام بظروف السوق الأفريقية، بهدف إيجاد أسواق جديدة للتعويض عن الركود الحاصل في منطقة الاتحاد الأوروبي. ومن هنا قررت العودة الى لبنان، حيث أسست شركة "Lynx Trailers" في الخارج.

وبالتالي يمكن اعتبار شركتنا قصة نجاح لبنانية ولكن تربط بيم أوروبا وإفريقيا. فقد حصلنا على وكالات عدة، وعمدنا الى تسيير الأمور كافة عبر بيروت؛ فنحن نقوم بكل ما له علاقة بعمليات ما قبل البيع، والمبيعات، والمتابعة من خلال مكاتبنا الموجودة في منطقة حرش تابت في بيروت.

أخبرنا أكثر عن الحدث الذي شاركتم به مؤخرا في تركيا؟

"Lynx Group" هي وكيلة لشركتين، الأولى في ايطاليا واسمها "MENSI"، والثانية في تركيا واسمها "OKT Trailer". ونحن نشكل الذراع التجاري لهما، ونمثلهما في 15 بلدا في غرب إفريقيا وإفريقيا الوسطى.

"OKT" كانت تعمل مؤخرا على تجديد مركز البحوث والتطوير الخاص بها، وقد أنشأت مركزا جديدا، يتضمن برنامجا ثلاثي الأبعاد، متخصص في كل ما له علاقة بالمقطورات.

ومن هنا كان الحدث بمثابة تدشين للمركز الجديد، وقد شارك فيه أشخاص من مختلف الدول الإفريقية؛ وهذا ما يعد إنجازا مهنيا جديدا لشركتنا. فقد نجحنا في ترسيخ علاقتنا مع الزبائن، ما يتيح لقاعدتنا بالتوسع، ويزيد ثقة العملاء بشركتنا وبالمنتجات التي نقدمها. وبالتالي لم يعد الأمر مرتبطا فقط بزيارتنا له من أجل بيعه منتج ما، بل بات متعلق بالتفاعل مع الزبون على الأرض لكي يلتمس، فعليا، قدراتنا التقنية.

ما هي العوامل التي أسهمت في تقدم الشركة خلال خمس سنوات فقط؟

أعمل في هذا المجال منذ حوالي 15 سنة، وقد أسست الشركة منذ خمس سنوات. وبالتالي من خلال خبرتنا الطويلة ووجودنا الدائم في إفريقيا، تقدمنا بشكل سريع.

كما أنني أسافر شهريا الى إفريقيا لمدة حوالي 10 أيام لأنني أدير 15 بلدا، ومن هنا فإن وجودنا الى جانب الزبون، وزياراتنا المتواصلة الى البلدان المختلفة، ومنتجاتنا التي أثبتت مع مرور الأيام جودتها العالية، هي عوامل تتيح لنا أن نكون مرجعا في مجال المقطورات في إفريقيا.

ما هي مشاريع الشركة المستقبلية؟

نسعى الى الدخول الى بلد أو بلدين جديدين كل سنة، وذلك لكي نوسع قاعدة الزبائن أكثر فأكثر، ونواصل عملية التسويق والبيع، ونضمن استمراريتها.

لماذا لا تهتم "Lynx Trailers" أيضا بالسوق اللبناني؟

السوق اللبناني صغير جدا، كما أنه يضمم عددا كبيرا من المصنعين المحليين، وبالتالي بإمكان الزبائن شراء المنتجات مباشرة من لبنان. وانطلاقا من هذا الأمر، لن نتمكن من المنافسة، وذلك لأن الاستيراد من الخارج يتطلب تكلفة إضافية مثل الرسوم الجمركية والشحن؛ وهذا ما يحد من قدرتنا التنافسية على الصعيد المحلي.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح في مجال الأعمال؟

اللبناني بطبيعته يتحلى بالتعددية الثقافية والقدرة على التكيف، ومن هنا يستطيع أن يتأقلم مع أشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات، ما يخوّله أن يكون بمثابة صلة وصل وترابط بين الشعوب.

أما حجر الأساس بالنسبة الى شركتنا فيكمن في قدرتها على الربط بين أوروبا وإفريقيا؛ اذ من الصعب أن يبيع الأوروبي بشكل مباشر في إفريقيا، بسبب الاختلاف الثقافي الواسع.

وبالتالي فإن إمكانية التكيف هذه، هي سر نجاح العديد من اللبنانيين، كونها تساعدهم على التمركز.

هل تشعر بالتقصير تجاه الوقت العائلي بسبب العمل؟

قبل 10 سنوات، كان العمل يستحوذ على غالبية أوقاتي، لكن التقصير لم يعد موجودا اليوم لأن شركتنا ليست جديدة في الأسواق، وبالتالي عندما تجري الأمور كافة، على السكة الصحيحة في مختلف البلدان، سيصبح العمل أسهل بالنسبة الى تنظيم الوقت.

اذ أن زياراتي وسفراتي الشهرية كثيرة لكنها قصيرة، ما يتيح لي التواجد بقية الأوقات في لبنان.

ما هي نصيحة جو صقر الى جيل الشباب؟

أنصح كل شخص أن يتبع خطى ما فعلته بنفسي، فالسوق اللبناني صغير ولا يتسع للجميع، ولكن على الأقل يمكن أن يكون مقرنا الرئيسي في لبنان، لكي نشتري مكتبا في لبنان، ونعلم أولادنا في لبنان، ونأكل ونشرب في لبنان، ونوظف أشخاص لبنانيين، وبالتالي نساهم في تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني.

ولكن من المستحسن أن يتوسع رجل الأعمال الى الخارج، من أجل الولوج الى أسواق قادرة على استيعاب طموحاته، وذلك لأن سوقنا المحلي لا يكفي. اذ لا نستطيع أن نبقى جميعا في لبنان لأن فرص العمل الموجودة غير كافية للجميع. ولكن بدلا من العيش وافتتاح المكاتب في الخارج، نستطيع اختيار بلدنا لبنان لتحقيق هذه الغاية.

والجدير ذكره أن عامل التعدد الثقافي يساعدنا كثيرا على النجاح خارج وطننا. فقد أتثبت تجربتي الخاصة، أنه من الضروي أن يخاطر الانسان ويدخل إلى الأسواق المحفوفة بالمخاطر، ولكن مع التحلي بالمرونة.