انسان شغوف ومتحمّس للعمل وصل الى منصبه بعد جهد وتعب كبيرين. تخصص في مجالات مختلفة بدءاً من ​التمويل الاسلامي​ مروراً ب​العقارات​ ووصولا الى ادارة الاعمال وخاصة الرقمية.

تنقل بين ​لبنان​ و​الامارات​ وعاد ليستقر في بيروت والتحق بشركة "كيدز موندو" التابعة لـ"كيدز هولدينغ" في العام 2012 كمدير ​مالي​. خلال 6 سنوات، استطاع ان يثبت نفسه في العمل الى ان تسلّم منصب المدير التنفيذي للشركة مؤخراً ولا شك ان شخصيته وحبه للتجديد و الأبتكار والخروج عن المألوف اهله اكثر لقيادة فريق "مجنون"كما يسميه اخبرنا وهو يشرب بكأس مدون عليه بالاكليزية ما معناه "ليس عليك أن تكون مجنوناً لكي تعمل هنا .. فنحن سنعمل على تدريبك !"

وللاضاءة على سيرته المميزة، كان لموقع "الاقتصاد" لقاء مع الرئيس التفيذي لشركة "كيدز موندو" سامر كحيل.

- كيف تعرفنا عن نفسك؟

دخلت الى الجامعة اليسوعية وحصلت على ماسترز في العام 2000 ثم اكملت التخصص في مجال التمويل الاسلامي في جامعة "ESA" بالاضافة الى تخصصي في مجال العقارات. كما اني تلقيت دروساً في مجال الادارة الرقمية لاننا متجهون نحو ​العالم الرقمي​ اكثر واكثر، وان معظم الشركات التي لا تقوم بتغيير نموذجها في الادارة تتجه نحو الافلاس. كما اني حصلت على دروس بـ"Design thinking" مع "MIT" والتي تتحدث عن كيفية تحويل فكرة ما الى واقع ومشروع وطريقة تنفيذها. وفي كل عام، لدي الكثير من الشهادات لآخذها وعليّ قراءة 3 كتب على الاقل. بدأت عملي بالتدقيق المالي في شركة "​ديلويت​ آند توش" في بيروت لمدة 8 سنوات من العام 1999 حتى العام 2007. وبعدها، سافرت الى الامارات حيث عملت هناك. تزوجت في العام 2009 بعد ان عدت الى لبنان حيث عملت كمستشار في شركة وفي مجال العقارات في مرحلة لاحقة في كل من شركة "​مينا​ ​كابيتال​" و"بلاس بروبيرتيز".

**لدينا فريق عمل ناجح و"مجنون"!

التحقت بشركة كيدز موندو في تشرين الاول من العام 2012 كمدير مالي. وكانت تجربة ناجحة خلال السنوات الست السابقة. تخصصت في مجالات متعددة لانني احب ان افهم كيف يتم العمل فيها بشكل واسع ان كان في مجال العقارات او التمويل الاسلامي او الادارة. واليوم اعمل في مجال الادارة وخاصة وان الاولاد هم زبائننا وعلينا ان نفهم سلوكهم وتصرفاتهم. نقوم بعلمنا في الشركة تجاه الاولاد بطريقة ناجحة ولدينا فريق عمل ناجح و"مجنون"، ولا نملك حدوداً للتفكير او الابتكار، وعلينا ان نواكب الاولاد من خلال طموحاتهم وافكارهم وبالمناسبة نحن نخطط لتأسيس مركز للابتكار في "كيدز موندو" خلال العام المقبل، وندخل اليه كل ما يتعلق بعالم الروبوتات والتكنولوجيا المتطورة، بالاضافة الى ​ريادة​ الاعمال الخاصة بالاولاد، وكل ما يتعلّق بالواقع المعزّز (Augmented Reality)، و​الواقع الافتراضي​، والطباعة ثلاثية الابعاد، والخارطة ثلاثية الابعاد وذلك من اجل مواكبة عصر الاولاد وكي تبقى مدينة "كيدز موندو" متجددة تواكب كل الحضارات.

- قمتم بافتتاح فروعاً لـ"كيدز موندو" في ​تركيا​ وقطر.هل تأخذون بعين الاعتبار ان اطفال تلك البلدان لها سلوك مختلف عن لبنان ام انكم تقومون بتصدير مفهوم "كيدز موندو" كما هو الى الخارج؟

ان سلوك الطفل لا يتغيّر ويحب ان يفرح، ونحن نراعي الثقافة التي تحيط به في البلدان المتواجدة بها الشركة، وذلك من خلال المعالم المعروفة في المدينة مثل ساحة الشهداء في بيروت والحصن في الدوحة. كما ان اختيار نشاطات والعاب الاولاد يرتكز على تجربة البلد كما هو الحال في ​دول الخليج​ التي تشتهر بانتاج ​النفط​، لذا قمنا بانشاء مصفاة للنفط و​سفينة فضاء​ في الدوحة كما هو الحال في تركيا بالاضافة الى النشاطات الاخرى التي ترتكز على ​مهن​ اخرى.

- ماذا تضم شركة الهولدينغ؟

نحن في شركة الهولدينغ نخلق مفاهيم وادارتها، واول مفهوم قمنا به كانت شركة "كيدز موندو"، بالاضافة الى انشاء "كيدز موندو فيلاج" والتي تصل مساحته من 2000 الى 3000 متر مربع وذلك للبلاد التي تحتوي على عدد صغير من السكان. اما في البلدان الكبيرة كما هي الحال في ​السعودية​ فهناك مفهوم المدن الكبرى (Big Cities) التي تحتوي على عدد كبير من السكان. ويتيح هذا الامر للاولاد ان يخبتروا عالم "كيدز موندو" والمفهوم الذي نقدمه والممزوج بين التعليم والتسلية. وكل الاولاد في المدينة متساوون بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي والاجتماعي.

- ما هي العوامل التي تساهم في نجاح الانسان عموما برأيك؟

على الانسان ان يكون شغوفاً من اجل نجاح مشروعه، وغياب الشغف يؤدي الى عدم قدرة الشخص على الابتكار. كما ان غياب الارادة يسبب بفشل المشروع بشكل كبير، والمال ليس كل شيء بل هو وسيلة لايصال الانسان الى ما يرغب ولكنها ليست قاعدة يتم الارتكاز اليها. وما يثبت هذا المفهوم انه اذا كان لدى الانسان فكرة كبيرة يرغب بتنفيذها ولا يملك المال، فيمكنه ان يؤمّن رعاة لذلك، وعدم توفر المال ليس عائقاً اساسياً امام هذه الخطوة.

- ما هي خططك لـ"كيدز موندو" في 2019؟

نسعى الى التوسع نحو 3 بلدان وقد اصبحنا في مراحل متقدمة من ​المفاوضات​ معها وهي: ​أستراليا​، ​سلطنة عمان​ و​أذربيجان​.

- لماذا تسعون الى التوسع في الخارج بدلاً من لبنان عبر افتتاح فروع في المناطق؟

حجم السوق اللبناني محدود وهناك توجّهان مخصصان للبنان وهما: منطقة الشمال ومنطقة الجنوب ولكننا ندرس الوقت الصحيح كي نتواجد هناك.

- الا تجد ان الكلفة التي يدفعها الولد للدخول الى "كيدز موندو" مرتفعة بعض الشيء؟

ان كلفة الدخول تبلغ 40 الف ليرة ويمكن للاطفال ان يمضوا النهار باكمله في "كيدز موندو". وهناك اناس يعتقدون بأن كلفة الدخول تبلغ 100 دولار او 60 دولار وهذا غير صحيح. اذا تم احتساب الاربعون الف ليرة على متوسّط الوقت 5 آلاف على 5 ساعات فيظهر بأنه لا يدفع اقل من 10 الاف ليرة في الساعة.

كل نشاط يشارك به الطفل في "كيدز موندو" يأخذ في المقابل منتج هذا النشاط. فمثالا على ذلك، اذا دخل الى معمل الشيبس يحصل على كيس شيبس، او الى معمل ال​شوكولا​ فيحصل على قطعة شوكولا. وكله مكلف لنا. كما ان لدينا رزماً متنوعة "كومبو باكيج"، فاميلي باكيج وغيرها ويتم تعديل التكلفة حتى تصبح 25 الى 30 الف ليرة.

****غياب الشغف يؤدي الى غياب الابتكار في الحياة

- كيف يتم الاتفاق بين "كيدز موندو" والمشاركين فيه؟

ان "كيدز موندو" هو انطلاقة لكل العلامات التجارية التي، من خلالها، يعيش الطفل الواقعية في الحياة وكل ما يراه في الخارج يعيشه في الداخل.

- ما هي الانجازات التي حققتموها؟

اول انجاز حققناه تمثل بان الناس يؤمنون بـ"كيدز موندو" وهذا ما سمح لنا بالتوسع خارج لبنان، كما لدينا افضل جودة وخدمة لزبائننا في كل فروعنا، وكل مرة يزداد فيها عدد الاطفال في الشركة يكون الانجاز اكبر واكبر ونتعامل مع الجميع كي يكون "كيدز موندو" متاحاً للجميع.

- ما هي ​البصمة​ التي تركتها في مجال عملك بعد توليك منصبك؟

لا يمكنني ان اضع بصمة بشكل فردي بل اقوم بذلك مع فريق عملي ونطمح بأن نصبح واحدة من الشركات العالمية في مجالنا حول العالم، كما لـ"كيدز هولدينغ" طموحات كبيرة وخاصة وان "كيدز موندو" هي مولودنا الاول ونطمح لخلق مفاهيم اكبر في بلدان اخرى. اضافة الى ذلك، عملنا على تنفيذ مشروع حديقة في الهواء الطلق في الدوحة، كما اننا ندرس هذا المشروع لاقامته في لبنان. واليوم، نعمل على تطوير وتنفيذ مشروع ثقافي في ​منطقة الخليج​.

- من بين موظفي "كيدز موندو" أولاداً كانوا زبائن لهذه الشركة في السابق. كيف ترون هذه الخطوة؟

نعم هناك 20 موظفاً كانوا من الاولاد الذين مروا في عالم "كيدز موندو" وشاركوا في كل نشاطاته واليوم هم ينقلون اختباراتهم الشخصية الى الاولاد الاخرين، الامر الذي يعزز الثقة اكثر بالشركة.

- هل استويحتم هذه الطريقة من الخارج؟

هذا المفهوم متواجد في الكثير من البلدان كالولايات المتحدة والصين وغيرها، ولكننا اخذنا هذه المبادرة للتوسع خارج لبنان.

- هل هناك عراقيل قد واجهتموها؟

لكل بلد مشاكله وعوامله التي تؤدي الى هذه المشاكل وهي موجودة بشكل يومي ولبنان مؤهل ان يتوسع اكثر. المشاكل موجودة دائماً وهي تحديات بالنسبة لي لان عقلية الطفل تتغيّر وطموحاته وتطلعاته.