تبذل ​شركات الهواتف​ جهدا كبيرا للعمل على اعادة تعريف ​الهاتف الذكي​ مرة أخرى. فمثلا نجد شركة "أبل" تحاول أن تقوم بقفزة ثورية ثانية، فقدمت هذا العام "آي-فون X "، هذا الهاتف الذي اعتبره البعض لافتا للنظر من حيث تصميمه الجديد وإمكانياته الرائعة، فقد أدخلت عليه عدة تحسينات مثل تحسين المعالج، والشحن اللاسلكي، وال​كاميرا​ت المتقدمة والتي لاقت استحسان الكثيرين، وجاء الهاتف بخاصية جديدة كليا عما قدم قبل ذلك وهي خاصية "Face ID" أو بصمة الوجه والتي جاءت بديلا عن بصمة الإصبع لفتح قفل الجهاز.

الا ان بعض التقارير تشير الى تقنيات متطورة جديدة تلوح في الافق ممكن ان تكون ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا:

1- تقنية ​شاشات​ هولوغرام ثلاثية الأبعاد:

​​​​​​​

بالرغم من تسابق الشركات على تقديم شاشات عالية الدقة والجودة، وتخطيط بعضهم لإنتاج شاشات مرنة قابلة للطي، إلا أن هذا كله يندرج تحت مسمى شاشة مسطحة ثنائية الأبعاد، على الرغم من أن هذا المجال بدأ يتغير في قطاعات أخرى غير الهواتف فنجد الان شاشات ​تلفاز​ بتقنية عرض 3D، وكذلك بداية انتشار تقنية ​الواقع الافتراضي​، و​الواقع المعزز​.

وبالنظر الى الهواتف التي تعمل باللمس فان الأمر مختلف، فقد قامت بعض الشركات مثل شركة "​أمازون​" بمحاولات لدمج تقنية عرض 3D في هاتفها "Fire" حيث قدمت في الهاتف 4 كاميرات تقوم على متابعة حركة الرأس عند النظر الى ​الشاشة​ فيما يعرف بالمنظور الديناميكي حيث تقوم كل كاميرا بمراقبة حقل ب​زاوية​ 120 درجة، وتعمل هذه الميزة في عرض الفيديو و​الصور​ او الخرائط عند تحريك الهاتف وتغير زاوية النظر اليه وعلى هذا الاساس تتغير اتجاهات العرض على الشاشة.

ولكن ما لبث أن فشل هذا الهاتف وذلك بسبب تحقيق المبيعات المرجوة، وأدى ذلك الى خسارة الشركة أكثر من 170 مليون دولار، حيث جاء الهاتف بسعر مرتفع مقارنة بهواتف أخرى من هذه الفئة، مما ادى الى عزوف الناس عن شرائه.

وفي الوقت نفسه فشلت جهود أخرى عكف عليها كثير من ​المطورين​ للتوصل الى دمج تأثيرات 3D الى شاشة تعمل باللمس بطريقة سهلة.

ومع ذلك لم يحبط البعض من محاولات تقديم مفهوم الهاتف ثلاثي الأبعاد، حيث تبذل الشركات المصنعة للهواتف جهدا كبيرا لتقديم هواتف ذات شاشات تدعم تقنية هولوغرام ثلاثية الأبعاد وجعلها حقيقة واقعة.

في العام الماضي قام علماء في ​مختبر​ الاعلام الانساني في جامعة الملكة في ​المملكة المتحدة​ بعرض تقنية عرض شاشات هولوغرام 3D والتي تسمى "Holoflex"، وظهر النموذج بشاشة مرنة تسمح للمستخدم بالتلاعب بالأشياء عن طريق الانحناءات والالتواءات للجهاز.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الشركة المصنعة للكاميرات الرقمية "RED" أنها تخطط لإنتاج هاتف بتقنية عرض هولوغرام 3D ، وكذلك هناك ​شركات ناشئة​ مثل "Ostendo Technologies" لديهم مشاريع لإنتاج شاشات الهولوغرام في خطة مستقبلية قريبة جدا.

2- تقنية الشاشات المرنة

تحاول الشركات جاهدة في انتاج شاشات مرنة للهواتف منذ ​زمن​ بعيد ولكن متى تصل هذه الهواتف الى يد المستخدمين؟ تفيد التقارير بأن شركات كبرى مثل "​سامسونغ​" و"أبل" و"​ميكروسوفت​" و"​غوغل​" و​لينوفو​ تستعد لإطلاق هواتف ذات شاشات مرنة، ومن المتوقع ألا تظهر مثل هذه الهواتف قبل عامين من الآن، إذ أنه ما زالت هناك الكثير من العراقيل، اذ لا بد من دمج مكونات اخرى مثل مكونات الهاتف الصلبة الداخلية والخارجية وكذلك البطارية في هذه التكنولوجيا.

3- تقنية نظام تحديد المواقع الجديد GPS 2.0

أصبح نظام تحديد المواقع ميزة أساسية في ​الهواتف الذكية​ حيث يعتمد عليه كثير من الناس في تحديد وجهاتهم والتنقل بسهولة في كل أنحاء العالم. اذ بدون نظام تحديد المواقع في الهاتف سيقع الكثيرون في صعوبات. وأيضا لن تكون هناك حافلات نقل الركاب لدى شركة "Uber" وهي شركة نقل أميركية متعددة الجنسيات على ​شبكة الإنترنت​. وتوفر هذه الشركة من خلال تطبيق "Uber" وسيلة مواصلات في خلال دقائق معدودة. نقرة زر واحدة من خلال التطبيق الخاص بالشركة على الهواتف لتصلك سيارة لدى سائقها كل المعلومات عن المكان التي تريد أن تتوجه إليه من خلال نظام تحديد المواقع GPS.

وكذلك لن يكون هناك وجود للعبة "Pokémon Go" حيث ان اعتمادها الكلي على نظام تحديد المواقع GPS.

ومن المعروف أن أي تقنية قدمت لا بد وأن تحصل على تحديثات كبيرة، فقد أعلن مصنعو الرقائق الالكترونية الخاصة بنظام تحديد المواقع GPS أنه تم تطويرها كثيرا والتي تسمح للأقمار الصناعية بتحديد موقع الجهاز في نطاق قدم واحدة "نصف متر تقريبا".

وتستفيد تقنية GPS 2.0 الجديدة والمطورة من إشارات ​الأقمار الصناعية​ التي توفر المزيد من البيانات من خلال ترددات منفصلة للهاتف لتحديد موقع المستخدم بشكل أفضل، ويوجد الآن 30 ​قمرا صناعيا​ يعملون بهذه ​التقنية​ الجديدة.

وجدير بالذكر أن نظام GPS 2.0 مستخدم الآن بواسطة شركات ​إنتاج النفط​ والغاز، ولكن لم يتم نشر هذه التقنية في الأسواق الاستهلاكية حتى الآن. كما أن أنظمة تحديد المواقع GPS الحالية يمكنها فقط تحديد مكان صاحب الهاتف في نطاق 15 قدما أي 14 متر تقريبا.

وأفاد المصنعون أن شريحة GPS 2.0 الجديدة تساعد على تحسين عمر البطارية حيث ان الشريحة تستخدم اقل من نصف كمية ​الطاقة​ المستخدمة من قبل الشريحة السابقة.

وتخطط شركة " Broadcom" لإنتاج شريحة GPS 2.0 للهواتف النقالة في وقت مبكر من عام 2018، وتخطط بعض الشركات الحالية مثل "أبل" و"سامسونغ" لدمج هذه التقنية في هواتفهم ولكن من غير المرجح أن تقدم هذه التقنية في وقت قريب، حيث أن غالبية مصنعي الهواتف الذكية يستخدمون رقائق GPS المقدمة من شركة "​كوالكم​".

4- تقنية الشحن اللاسلكي "العالم بلا أسلاك"

من الناحية التقنية فان الشاحن اللاسلكي للهواتف النقالة متاح الان على نطاق واسع، وتتألف أجهزة الشاحن اللاسلكي عموما من مستقبل مدمج بقاعدة شحن منفصلة تنقل الطاقة إلى الهاتف، اذ لابد أن يوضع الهاتف على هذه القاعدة لتتم عملة الشحن.

ومع ذلك فإن ما نراه اليوم يعتبر مجرد مقدمة لما ستكون عليه هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية قدمت عدد من ​الشركات الناشئة​ أنظمة شحن لاسلكي تستطيع أن تشحن الهاتف من على بعد عدة أقدام.

واحدة من أوائل الجهود التي تعمل على هذه التكنولوجيا جاء من شركة " WiTricit" والتي تستخدم عملية تسمى الاقتران الاستقرائي الرنان والتي تمكن مصدر الطاقة من توليد حقل مغناطيسي بعيد المدى، وعندما يقترب هذا المجال المغناطيسي من جهاز استقبال الهاتف ينتج تيار يشحن الهاتف، ويستطيع شحن الاجهزة على بعد 7 أقدام اي 2 متر تقريبا.

وقدم منافسا يدعى "Energous" شاحن لا سلكي"Wattup" في عام 2015 في معرض ​الالكترونيات​ الاستهلاكية يستطيع الشحن على بعد 15 قدم اي 4.5 متر تقريبا. بينما نظام تشغيل آخر يدعى " Ossia" يشحن أبعد من ذلك!!

وتعمل الشركات على تطوير مجموعة من الهوائيات لنقل اشارات طاقة متعددة في شكل موجات راديو إلى جهاز استقبال على بعد 30 قدما اي 10.5 متر تقريباً.