علي كمون هو رجل محل ثقة، يتمتع بصدق التعامل وجدية العمل، كما يؤمن بأن الصدق والأمانة والسمعة الطيبة وثقة الناس، هي عوامل تشكل رأس مال كل تاجر.

بدأ حياته التجارية من الصفر، وهو حريص منذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة، على جودة عمله ومصداقيته، التي تشجع الزبائن والموردين على الاستمرار في التعامل معه. وبالإضافة الى ذلك، هو شخص عملي جداً، ولا يرضى إلا بتقديم الأفضل.

مؤسس شركة "دار العطور" علي كمون خصّ "الاقتصاد" بهذه المقابلة الحصرية:

من هو علي كمون؟ وكيف أسست "دار العطور"؟

تخصصت في مجال الأدب العربي في "الجامعة ال​لبنان​ية"، وعملت بالأساس كمدرّس؛ حيث كنت أستاذا في مدرسة في قضاء مرجعيون لمدة أربع سنوات، ومن ثم استلمت إدارة تلك المدرسة.

لكن الراتب كان زهيدا، ولهذا السبب بدأت ببيع المنتجات المتنوعة بشكل حرّ، من خلال التجول على المتاجر. وفي العام 2004، استقلت من التعليم، ودخلت الى مجال ال​تجارة​ من خلال تأسيس شركة "دار العطور، الموجودة اليوم في شارع المئتين في طرابلس.

لماذا اخترت العمل في تجارة ​مستحضرات التجميل​ العالمية؟

من خلال مراقبة حركة البيع، اكتشفت أن سوق البضائع المتخصصة بالنساء أكبر من تلك الموجهة الى الرجال. فالرجل قد يمتنع أحيانا عن شراء بعض المنتجات، في حين أن المرأة سوف تشتري ما هي بحاجة اليه، مهما كانت ظروفها صعبة؛ وهذا ما لفت نظري!

كيف تمكنت من التسويق للشركة ونشرها بين الناس خلال السنوات الأولى من العمل؟

لقد تعذبت كثيرا في الانطلاقة، لكن الأمور حصلت معنا بالصدفة مع مرور الأيام، وخاصة في ما يتعلق بعمليات البيع والشراء، أي بيني وبين التجار والموردين.

ومن خلال شفافيتي ومصداقيتي مع الزبائن والتجار على حد سواء، تمكنت من الانفتاح الى خارج لبنان، وشاءت الظروف أن أسافر الى ​بلغاريا​ و​الهند​، حيث قمت باستيراد عدد كبير من البضائع.

ولولا وجود هذه المصداقية، لما وصلت شركة "دار العطور" الى ما هي عليه اليوم؛ اذ أن مجال التجارة بشكل عام بحاجة الى عامل المصداقية من أجل ضمان الاستمرارية.

ما هي العوامل الأخرى التي ساعدت شركتك على الاستمرار والنجاح؟

نحن نبحث عن الجودة العالية في جميع البضائع التي نبيعها في "دار العطور"، وبالتالي اذا اشتكى أحد الزبائن من أي منتج موجود لدينا، نتوقف عن بيعه على الفور، ونعيده في الكثير من الأحيان الى المورد.

شخصيا، ما هي الصفات التي ساعدتك كصاحب عمل تجاري على التقدم وتطوير نشاط الشركة؟

أولا، الصدق يعتبر الصفة الأهم في مجال العمل؛ وأنا أتكلم هنا عن الصدق في المواعيد، في الدفع، في نوعية المنتجات... وبالتالي عندما يكون الانسان صادقا في التعامل مع الغير، سوف يحافظ على استمرارية مشروعه.

ثانيا، من خلال خلفيتي في التعليم، عُرِفت بمصداقيتي وبالعمل الواضح والشفاف.

ثالثا، لقد تعبت كثيرا في حياتي وذلك لأنني كرست وقتا طويلا للعمل، فأنا أستيقظ يوميا في وقت مبكر جدا، من أجل مراجعة سير العمل وتخزين البضائع.

رابعا، عندما يحب الانسان العمل الذي يقوم به ويعشقه، سيبرع فيه حتما، والعكس صحيح.

هل تفكر في تطوير "دار العطور" وتوسيع نطاق عملها؟

لا أفكر في الوقت الحاضر بافتتاح فرع ثان لـ"دار العطور"، فقد وصلت الى عمر 68 سنة، ومن المفترض أن أكون قد تقاعدت منذ أربع سنوات. وبالتالي سوف أسلم العمل لأولادي بعد سنة أو سنتين.

فابني كان يدرس في الخارج، وجاء الى لبنان بأفكار جديدة يسعى الى تطبيقها في العمل. وقد بدأنا مؤخرا بالبيع عبر ​الانترنت​، وهذه الخدمة تلاقي إقبالا واسعا، وعموما من قبل الأجانب الموجودين في لبنان، وخاصة أولئك القادمين من بلدان ​أوروبا​ الشرقية.

فنحن نسعى دائما الى التقدم، والانفتاح على المزيد من الأسواق، والتعرف الى عدد أكبر من المنتجات. ومن هنا، نبحث عن البضائع ذات الجودة العالية والأسعار المناسبة والمعقولة، وذلك لأن أسواق لبنان لا تحتمل الأسعار المرتفعة.

ما هي الرسالة التي توصي بها أولادك عند تسليمهم شركة "دار العطور"؟

أشدد كثيرا على الصدق في التعامل مع الآخرين، وفي الوقت ذاته تفادي بيع المنتجات ذات النوعية السيئة، وذلك لأن هذا الأمر يضر بسمعة الشركة وباسمها في السوق.

ما هي نصيحة علي كمون الى جيل ​الشباب​ اللبناني؟

انتشرت مؤخرا في لبنان، وبكثرة، فكرة ​التجارة الالكترونية​ والبيع عبر الانترنت، وبالتالي باتت معظم الشركات تقدم منتجاتها بهذه الطريقة، لأنها سريعة، فعالة، ولا تتطلب تكاليف مرتفعة. ومن هنا أقول أن الشخص الطموح قادر على العمل والتقدم، خاصة مع وجود التسهيلات المتنوعة اليوم.

لكن النجاح بحاجة الى الوقت والتعب والجهد، والمشكلة قد تكمن أحيانا في غياب رأس المال من أجل تمويل المشاريع. ولهذا السبب، أنصح الشباب أن ينطلقوا بالعمل، حتى ولو بمبلغ صغير ومتواضع. ولكن قبل ذلك، عليهم دراسة حاجة السوق، وعلى هذا الأساس، سيتمكنون من إطلاق المشاريع، وتطوير الأفكار، والسير نحو المستقبل، وتحقيق النتائج الايجابية.