استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "هل الإستقرار النقدي في لبنان بخير؟ هل لبنان بات منكوباً إقتصاديا ؟ هل نحن ذاهبون إلى الإفلاس أم إلى الإنفراج؟ وهل إقتصاد لبنان إقتصادان؟"، النائب الثاني لحاكم ​مصر​ف لبنان البروفسور سعد العنداري.

بداية قال البروفسور سعد العنداري أن "الوضع الإقتصادي بدون شك ليس سليماً ولا مريحاً، ولدينا نسب بطالة مرتفعة قد تتجاوز الـ20% في بعض المناطق، والإحصاء المركزي يقوم بمسح حاليا لمعرفة وضع العمالة في لبنان، والمؤشرات الاولية تشير إلى بطالة مرتفعة جداً. ونحن كبنك مركزي من اهم اهدافنا هو معالجة البطالة ومحاولة خلق فرص عمال للبنانيين. وبلا شك وجود النازحين السوريين تفاقم مشكلة البطالة، في ظل غياب المجتمع الدولي عن القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته تجاه لبنان لمساعدة الدولة ودعمها من اجل تمويل هذا الوجود الكبير للنازحين. في حين ان ​الأردن​ و​تركيا​ مثلا يحصلون على مساعدات بالمليارات".

وأضاف "لدينا مؤشرات أخرى في ​قطاع البناء​ و​العقارات​ تشير لتراجع كبير، ومشتقات النفط أيضا، والشيكات المقاصة تراجعت وتسليمات الأسمنت والواردات العقارية كذلك... ولكن في المقابل لدينا تحسن في إنتاج الكهرباء بنسبة 1.5%، حركة المغتربين والسياح إرتفعت بنسبة 8.4%، وصادراتنا إرتفعت 4%، والإستيراد 4.8% ... هذا هو الوضع الإقتصادي بشكل عام اليوم".

وفي موضوع الليرة وإستقرارها قال العنداري "إحتياطاتنا بالعملات الصعبة والذهب تغطي حوالي 95% من ​الكتلة النقدية​ بالليرة اللبنانية، وهذه النسبة غير موجودة في أي دولة في العالم. فنسبة تغطية العملات المحلية في دول العالم لا تتخطى الـ 10%. لذلك لا يجب أن يكون هناك اي هواجس أو مخاوف عند المواطنين بشأن الليرة".

وفي سؤال للزميلة خداج عما إذا كان هذا الامر كافٍ لطمأنة الناس وإقناعهم بعدم تحويل أموالهم إلى الدولار، في ظل وضع إقتصادي منكوب ووضع سياسي غير مستقر .. قال العنداري "لدينا قطاع مصرفي حجمه يتجاوز 4 اضعاف حجم الإقتصاد المحلي، وهو يعد من أكبر القطاعات المصرفية قياسا بحجم الإقتصاد في العالم. وهذا القطاع فاعل جداً، ويتواجد في 32 دولة حول العالم، ويمتلك أكثر من 250 فرع في كافة دول العالم، وجزء كبير من مداخيله يستمدّها من خارج لبنان، وهذا ما يعطيه قدرة عالية على التمويل. فالإمكانات موجودة، ولكن العامل المفقود هو عامل الثقة".

وأضاف "دولة مثل مصر وتركيا اليوم إرتفعت فيها الفوائد بشكل جنوني، حيث ان الفائدة المدينة في تركيا وصلت إلى 24%، وفي مصر وصلت إلى 17.75%. في حين ان الفائدة المدينة في لبنان لا تتخطى الـ 10%. ورغم هذه الفوائد المرتفعة في كل من تركيا ومصر، تمكنوا من تحقيق نمو إقتصادي سنوي يصل إلى 4 و 5%. والسبب في ذلك هو عامل الثقة الموجود لديهم".

وتابع العنداري "إذا اردنا مقارنة نسب التضخم مثلاً، نجد ان نسب التضخم في مصر تخطت الـ 14.2%، وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من تحقيق نمو إقتصادي بسبب الثقة أيضاً. وفي لبنان إضطررنا إلى رفع الفوائد لجذب الودائع، ومع ذلك لم نرفعها إلى 24%. فإذا الفوائد ليست هي العامل الأساسي، بل الثقة هي العامل المهم. ففي بريطانيا مثلا لا تتخطى نسب الفوائد الـ 0.75%، ولم يتمكنوا من تحقيق نمو كبير بسبب غياب الثقة، وضبابية المشهد في موضوع البريكست، وهذا أيضاً يثبت بان الثقة هي الاهم".

وفي موضوع ​التصنيف الإئتماني​ للبنان قال العنداري "مازال التصنيف الإئتماني للبنان اليوم مستقر عند B- مع نظرة مستقبلية مستقرة. وسبب عدم تحسن هذا التصنيف اليوم هو وضع المالية العامة. ولكن لا شك ان هذا التصنيف جيد نسبة للظروف التي نعاني منها. فإذا تم تخفيض هذا التصنيف مثلا إلى C، سترتفع الكلفة على ​الإقتصاد اللبناني​ بنسبة 50%، وستضطر المصارف إلى تخفيض تسليفاتها، او رفع رساميلها بنسبة 50% لتتمكن من الإستمرار بالتسليف. ومن هنا تأتي اهمية إستقرار هذا التصنيف. ولكن إذا أردنا تحسين هذا التصنيف، يجب علينا العمل لتحسين موازنة الدولة وخفض العجز في ​الموازنة​ العامة".