أشار رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال ال​لبنان​يين في العالم د. ​فؤاد ​زمكحل​، خلال برنامج "الإقتصاد في أسبوع​​" من إعداد وتقديم ​كوثر حنبوري​ عبر أثير "إذاعة ​​​​​لبنان"، إلى أن "الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي يمر بها لبنان اليوم تعدّ من أصعب الأزمات التي مرّ بها بلدنا في التاريخ".

وأضاف: "المواطنون اللبنانيون بكافة أطيافهم ومهنهم ومواقعهم الإجتماعية يعانون اليوم من هذه الأزمة...نحن نعيش منذ 8 سنوات مرحلة ركود اقتصادي غير مسبوق من نسبة نمو لا تتخطى 1.5% سنوياً إلى تراجع كبير في الإستثمارات الخارجية من 4.85 مليار في العام 2010 إلى 2.4 مليار اليوم، أي هبوط وصل الى النصف، بالإضافة الى معدل ​بطالة​ تخطت نسبته الـ 26%، أي أنها الأعلى في المنطقة".

وقال زمكحل: "نحن بلد وصلت فيه نسبة التعليم لتكون من أعلى النسب في العالم إلا أننا غير قادرين على تأمين فرص العمل لشبابنا...كان لدينا عدد من المنافذ كدول ​الخليج العربي​، ​أميركا اللاتينية​ والقارة الأفريقية إلا أن الأزمة الإقتصادية العالمية أغلقت هذه المنافذ"، مشيراً إلى أن "هناك مسؤولية داخلية سياسية للأزمة الإقتصادية الحالية بالتأكيد...في موضوع تشكيل الحكومة سمعنا تجاذبات كثيرة متعلقة بالأشخاص ولكن ليس بالأفكار أو بالمشاريع...نحتاج اليوم لأن نجلس جميعاً من قوى سياسية إلى قطاع خاص، قطاع عام، نقابات ومجتمع مدني على ​طاولة مستديرة​ للوصول الى هدف واحد هو حل الأزمة الإقتصادية الإجتماعية التي نعيشها كلّ على طريقته".

وردّا على سؤال حنبوري حول سلبيات تأخر تشكيل الحكومة، قال زمكحل: "بالنسبة لنا كقطاع خاص وكرجال وسيدات أعمال لبنانين في العالم، الحكومة هي القوة التنفيذية وغياب الحكومة يعني غياب التنفيذ...وأودّ الإشارة الى ان أجواء التصادم التي نعيشها اليوم في عملية التشكيل إذا انتقلت الى الحكومة سنبقى حيث نحن في الأزمة"، مضيفاً: "نطالب بتشكيل الحكومة "اليوم قبل بكرا" ولكن نريد أن ننتقل مع الحكومة إلى جو إنمائي فيه خطة وتنفيذ وملاحقة، وهذا الأمر أهم من المؤتمرات. وأودّ تذكير كل شخص سيصبح وزير في الحكومة القادمة أن وظيفته خدمة الشعب الذي يدفع الضرائب".

ولفت إلى أن "رجل الأعمال اللبناني من الأنجح في العالم بشهادة كل من نلتقي بهم في جولاتنا العالمية. نحن لم نصدّر فقط شبابنا بل صدّرنا أفكارنا ونجاحاتنا بكل فخر"، موضحاً أن التجمع "يزيد من عدد ​الرحلات​ للخارج لأن ​الإقتصاد اللبناني​، كما هو معلوم، مرتبط بشكل كبير باقتصادات المنطقة والعالم...لا يمكن لأي شركة في لبنان أن تكبر إن لم تبني استراتيجيات معيّنة أو تتآزر مع شركات أخرى أو ​رجال أعمال​ لبنانيين، عالميين خاصةً"، مشيراً إلى أنه "من إيجابياتنا كلبنانيين أننا نتميّز بروح المبادرة ولكن هناك سلبية أريد الحديث عنها وهي روح الفردية...اللبناني ينجح بمفرده بطريقة ممتازة".

وتابع: "يحكى عن ​الدين العام​ الذي تعدى الـ80 مليار دولار ولكن لا أحد يصرّح عن دين الشركات الخاصة الذي تعدّى الـ55 مليار، أي 110% من ​الناتج المحلي​، الأمر الذي يشير الى غياب ​السيولة​، بالإضافة الى أسعار الفائدة المرتفعة"، مشيراً إلى ضرورة جذب السيولة من الخارج.

وعن "صرخة قوى الإنتاج"، أوضح زمكحل أنه ليس "مع الأمور التخريبية من الإضرابات والإعتصامات التي ستؤدي الى تفاقم الصراع السياسي بين الأحزاب إضافةً الى أن الإضراب سيكلّف البلد 150 مليون يومياً".