تخصص في مجال هندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية ولكنه مال الى الفن فعزف في احدى الفرق الموسيقية لمدة 12 عاماً والتي كانت تعزف في اهم البرامج الفنية عبر الشاشات ال​لبنان​ية. ومن هنا قرر ابتكار شيء جديد في التصوير التلفزيوني وادخال عنصر جديد الى هذا القطاع، فقام باختراع روبوت كام للتصوير وأسس شركة تعنى بتصنيع وتنفيذ أدوات و​روبوتات​ خاصة بالبث التلفزيوني.

جعل من شغفه في هذا المجال الرجل الاول الذي يصنع روبوت كام حول العالم في لبنان استخدمت في البرامج التلفزيونية وحصل على براءة اختراع بذلك.

اسس مع المخرج باسم كريستو شركة "سيلفر براين" المتخصصة بتصنيع الماكينات والروبوتات والتي اشتركت في معارض عالمية.

للاضاءة على تجربته الفريدة، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع المؤسس الشريك لـ"سيلفر براين" سام عبد الساتر:

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تخصصت في مجال هندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في ​جامعة الروح القدس​ الكسليك. بعد ان انهيت دراستي الجامعية اخترت مجالاً مختلفاً عن تخصصي بسبب حبي للموسيقى فبدأت بالعزف مع فرقة موسيقية معروفة ومع اهم الفنانين اللبنانيين، وهي تعزف في معظم البرامج الفنية التلفزيونية لمدة 12 عاماً. وطيلة هذه الفترة، كنت اراقب عملية التصوير التي تحصل لهذه البرامج عن كثب وكنت الاحظ وجود نقص في عدة امكنة وبالتالي يمكن العمل على صعد عدة لتطوير هذا القطاع، وواردتني عدة افكار حول هذا الموضوع الى ان بدأت بالعمل على مشروع آلي جديد اطلقت عليه اسم "سام روبوت كام" وهو عبارة عن روبوت يتم تحميل كاميرا عليه ويتحكم به عن بعد لاسلكيا للبث، وامتلك براءة اختراع فيه، وكنت اول شخص حول العالم استخدم آلة التحكم عن بعد للتحكم بروبوت تحمل كاميرا وهي خاصة بالبث المباشر في البرامج التلفزيونية. وبعد نجاح هذه التجربة، قمت بانشاء شركة مع المخرج التلفزيوني باسم كريستو وهي شركة "سيلفر براين" وخاصة بعد ان آمن بقدراتي وبدأنا المشاركة في معارض عالمية وذلك منذ 3 سنوات. كما قمنا باختراع "كايبل كام" وخاصة للدول العربية بحيث ان آلة الدرون ممنوع استخدامها هناك وبالتالي كان لا بد من ابتكار شيء جديد لاستخدامه في البرامج التلفزيونية، وهي عبارة عن كاميرا يتم استخدامها عبر الكايبل في الجو، وهي من فكرة المخرج كريستو. كما ان قمنا ببيع عدد كبير منها حول العالم وهي من تصنيعنا في الشركة. كما انني قمت بتصنيع مشاريع روبوتات خاصة بي.

- ما هي الصعوبات التي واجههتها خلال مسيرتك المهنية؟

ينطبق على اللبنانيين والعرب المثل اللبناني القائل "كل شي فرنجي برنجي"، والناس لا تثق بان اللبناني قادر على المنافسة وانتاج تقنيات ممتازة. ولكننا برهنا في الشركة عكس ذلك، فمثلا عندما انتجنا "كايبل كام" وقمنا بالاشتراك في معارض عالمية، تفاجأنا بمندوبي التلفزيونات اللبنانية يتهافتون الى تلك المعارض لشراء "كايبل كام" وغيرها من شركات دولية وهي موجودة في الاصل لا بل مصنّعة في لبنان، وذلك بسبب عدم ثقتهم باللبناني وقدراته، ولكن استطعنا ان نفرض نفسنا على الساحة وعاد الجميع الينا ليشتروا المنتج. ومن ابرز الصعوبات التي واجهتتها هي العذاب الذي نتعرّض له خلال مرحلة شحن بضائع وقطع نحتاجها في الشركة الى لبنان بسبب كل الاجراءات المتخذة ولا احد يساعدنا بذلك. كما ان هناك فقدان للثقة فينا في المعارض الدولية من قبل الاجانب وخاصة الشركات الاجنبية المتخصصة ببيع منتجات معيّنة كتلك التي تبيع معدات خاصة بالبث التلفزيوني في ​المانيا​، وتأتي لتختار ما يناسبها من بضائع تقنية في المعارض، والصعوبة تكمن بعدم ثقتهم بنا وخاصة عندما تعلم اننا لبنانيين او عرباً.

- كيف استطعت مواجهة هذه الصعوبات والتغلّب عليها؟

كان عندي ايمان بتنفيذ حلمي وانا انسان عنيد اصرّ على الوصول الى هدفي مهما كلّف الثمن وتعذبت كثيراً ولم اذق طعم النوم للوصول الى الهدف المنشود.

- ما هي الخطط المستقبلية التي تسعى الى تنفيذها؟

نسعى في الشركة الى تصنيع وتنفيذ منتجات تقنية جديدة خاصة بالبث والتصوير التلفزيوني، ونحن نعمل من خلال ما قمنا بتصنيعه في السابق وما سنقوم بتصنيعه في المستقبل، على تحويل التصوير في الاستوديو الى تصوير آلي يعتمد على الروبوتات بالكامل، وهذا ما نقوم به حالياً من خلال استخدام روبوتات في التصوير وهذا لا يعني التخلي عن المصورين بل سيكون هناك مشغلين للروبوتات.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني وخاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البلد؟

ادعو شباب لبنان الى ان يثابروا ويحققوا احلامهم في بلدهم وان يحققوا نجاحات كبيرة لاجل هذا الوطن بالرغم من انني دفعت الثمن غالياً ولازلت حتى الآن اخسر كثيراً ولكنني مصرّ على البقاء في لبنان. ويجب على كل لبناني الذي يمتلك قدرات معيّنة عدم السفر وتنفيذ قدراته في الخارج لان لبنان اصبح بلداً فاشلاً بسبب هذا الفكر المعتمد وتصدير الادمغة الى الخارج، اصبحنا في بلد يستورد المواضيع التكنولوجية ولا يصنّعها وكل ما نقوم به هو الطعام والشراب واستيراد السيارات وكل شيء بالرغم من اننا اكثر الناس الذين نعرف كيفية تصنيع هذه الامور. وعلى المسؤولين وكل القطاعات تشجيع الشباب على الاختراعات والبلدان الكبيرة التي وصلت هي التي اخذت الادمغة واستثمرتها وافادت بلدها وباعت الاختراعات الى الاخرين. هناك الكثير من الطاقات الشابة في لبنان وعلى الدولة ان تحترم هذه الطاقات وان تستثمر بها كي نستطيع انتاج الكثير من الامور الابداعية. فكما قمنا في "سيلفر براين" بتصنيع منتجات تقنية وتكنولوجية وبعناها الى الخارج وادخلنا مالاً الى لبنان يجب ان يحصل شيء ما على صعيد اكبر مثل البلاد المهمة وخاصة في الاستثمار بالادمغة.