هما سيدتان تعشقان المخاطرة، فبعد سنوات من العمل الوظيفي المستقر، اختارتا أن تنطلقا من الصفر في عالم الأعمال و​التجارة الالكترونية​.

الأختان ربى حمادة عيسى وجويس حمادة حمزه ثابرتا من أجل تحقيق طموحاتهما، والاستفادة قدر الإمكان من الحياة العائلية والنجاح المهني، وذلك من خلال مشروعهما المشترك "The Little Bundle Shop".

وبتنظيم عال، واستجابة سريعة، والتزام تام بأوقات ومواعيد التسليم، تقدمان طريقة واضحة في التعامل، وفي عرض المنتجات؛ ما أتاح لهما نيل ثقة الناس وتكوين قاعدة من الزبائن الوفيين.

"الاقتصاد" التقت مع جويس من أجل التعرف أكثر الى هذا المشروع وفوائده، بالاضافة الى الخطوات المستقبلية المتعلقة به:

كيف قررتما تأسيس "The Little Bundle Shop"؟

في البداية كنا نعمل في وظائف بدوام كامل، ولكن عندما تزوجنا، ورُزِقت كل واحدة منا بطفلها الأول، أردنا تخصيص المزيد من الوقت للعائلة ولتربية الأولاد. ومن هنا، قررنا الاستقالة من وظيفتينا، وفي الوقت ذاته، لم نرغب في البقاء في المنزل دون ممارسة أي نشاط مهني، وذلك لأننا اعتدنا على العمل طوال حياتنا. وبالتالي عمدنا الى تقديم فكرة جديدة ومميزة وغير موجودة بكثرة في السوق ال​لبنان​ي؛ ومن هنا ولد "The Little Bundle Shop" في كانون الأول 2015.

واليوم لدينا مشغل خاص وغرفة للتخزين، وبإمكان الناس طلب منتجاتنا من خلال موقعنا الالكتروني أو عبر صفحاتنا الخاصة على "​فيسبوك​" و"انستغرام"، أو من خلال تطبيق "واتساب"، وسيتم تسليم الطلبية في اليوم التالي.

ما هي استراتيجية التسويق التي اعتمدتما عليها من أجل نشر مشروعكما أكثر بين الناس؟

وسائل التواصل الاجتماعي تساعد الى حد كبير، وقد ركزنا منذ اليوم الأول على الاستعانة بالاعلانات عبر "فيسبوك" و"انستغرام"؛ ومن إعلان الى آخر توسعت قاعدة الزبائن.

ولا بد من الاشارة الى أن وتيرة الأعمال تزدهر خلال المناسبات مثل ​عيد الميلاد​، وعيد الحب، وعيد الأمهات، والآباء،... وبالتالي نسعى قبل تلك الأعياد، الى القيام بحملة واسعة عبر مواقع التواصل.

هل تعانون من مشكلة النسخ والتقليد بسبب ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

نعم بالطبع، فنحن من أول من قدم هذه الفكرة في لبنان، ولكن بعد أن توسعت الأعمال وزادت قاعدة الزبائن، وباتت علامتنا التجارية معروفة أكثر، أصبحنا نواجه الكثير من التقليد. وحتى أن المتاجر الموجودة بالأساس باتت تقدم ما يسمى بالـ"bundle" أو "الحزم".

لكن هذا الأمر لم يؤثر علينا بشكل مباشر الى حد الآن، لأننا نجحنا في نيل ثقة الناس بسبب خبرتنا الطويلة وجودة منتجاتنا.

ما هي العوامل التي أدت الى نجاح هذا المشروع وضمنت استمراريته؟

نحن نبحث بشكل دائم عن الأفكار الجديدة ونتبع آخر الصيحات، ونخلق كل حزمة (bundle) على هذا الأساس، كما أن جميع منتجاتنا هي ذات جودة عالية. وبالتالي بات الناس يشترون الهدايا من "The Little Bundle Shop" مرات عدة.

هل وصلت "The Little Bundle Shop" الى خارج لبنان؟

يسأل العديد من الأشخاص عن إمكانية إرسال الـ"bundle" الى الخارج، ولكن هذا الأمر غير قابل للتطبيق، لأن الحزم قابلة للكسر، وقد تتلف بعض المنتجات الموجودة في داخلها، وبالتالي ولن تصل بالطريقة ذاتها التي نقدمها فيها؛ اذ أننا نعطي اهتماما كبيرا لكل "bundle" لكي يكون شكلها جميل ومضمونها مفيد.

أما الطريقة الوحيدة للتواجد خارج لبنان فهي من خلال افتتاح فرع ثان لنا، ونأمل أن تتحقق هذه الخطوة في المستقبل.

هل لديكما مشاريع أخرى قبل تنفيذ خطوة التوسع الكبيرة؟

تركيزنا الحالي هو على لبنان، ومن هنا نسعى الى التوسع محليا. وقد بدأنا مؤخرا بالتعاون مع الشركات، لتقديم طلبيات وكميات كبيرة.

برأيك، ما هي الصفات التي تساعد المرأة على النجاح في مجال التجارة الالكترونية؟​​​​​​​

أولا، يجب أن تتحلى بالقوة وتعطي من قلبها.

ثانيا، يجب التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها تساعدنا على الانطلاق بالعمل والتوسع أيضا.

ثالثا، يجب الحصول على النصائح من الأشخاص المحترفين وذوي الخبرات.

رابعا، يجب الانفتاح دائما نحو الأفكار الجديدة.​​​​​​​​​​​​​​

هل يساعدك العمل الخاص والحر على قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأولاد؟

نعم بالطبع، وفي بعض الأحيان نخصص كامل أوقاتنا للعائلة؛ فنحن نستطيع التحكم بالوقت كما نريد لأننا أصحاب مشروعنا الخاص. لكننا نعمل في بعض الأحيان لأوقات متأخرة جدا، خاصة خلال الأعياد، من أجل إنهاء الطلبيات.

ولكن العمل الحر، وإن كان طويلا أحيانا، يبقى أفضل من دوام التوظيف الكامل، وذلك لأنني قادرة بهذه الطريقة على تنظيم أوقاتي لتناسب أوقات أولادي.

هل حصلتما على الدعم من محيطكما؟

​​​​​​​​​​​​​​

حصلنا على الكثير من الدعم والتشجيع من العائلة والأصدقاء، وذلك لأن الفكرة كانت جديدة ولم يطبقها أحد. وقد تطورت مع مرور الأيام وباتت تنال إعجاب الناس أكثر فأكثر.

​​​​​​​

ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى ​المرأة اللبنانية​ بالاستناد الى تجربتك المهنية الخاصة؟

أولا، أنصح المرأة أن تخاطر ولا تخاف.

ثانيا، إن كانت تمتلك فكرة معينة، عليها المباشرة في تطبيقها على الأرض.

ثالثا، باتت الأمور اليوم أسهل من ما كانت عليه في الماضي، ومن هنا عليها الانطلاق من نقطة ما، والعمل على التطور مع الوقت.