أشار ​الأمين العام​ للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة ​زياد حايك​ الى أن هناك مجموعة معطيات إيجابية ومؤشرات تحمل على التفاؤل بأيام أفضل للاقتصاد ال​​لبنان​​يّ، رغم دقّة وضعه الراهن، داعياً إلى التوقف عن جَلد الذات وعن الإيحاء بأن البلد ذاهبٌ إلى الهاوية.

كما شدد على أنه علينا ألاّ نستمر في تناول الوضع ​الاقتصاد​ي في لبنان بهذه السلبية، وإثارة الخوف في نفوس اللبنانيين من خلال نشر ​الشائعات​ عبر الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص ليست لديهم معطيات دقيقة وشاملة عن ​الوضع الاقتصادي​ والمالي والنقدي، لأن أكثر ما ينبعي أن نخاف منه هو الخوف، كي لا نقع في فخ نبؤة تحقق ذاتها.

واعتبر حايك أنه لا يمكن التغاضي عن التراجعات الحادة في مؤشرات الاقتصاد اللبناني، وصحيح أننا بحاجة الى الاسراع باتخاذ الخطوات الآيلة الى معالجة مشكلة ​السيولة النقدية​ ووضع سياسات مالية وضريبية سليمة لتخفيض العجز، ولكن يجب ألا ننسى مجموعة وقائع ومعطيات إيجابية تحمل على التفاؤل ، إذ ثمة مؤشرات كثيرة تدل ان البلد سيكون بخير فيم ا لو تضافرت جهودنا لاجتياز المرحلة الحالية.

واستغرب أن ينتشر الكلام المتشائم رغم هذه المؤشرات، ومنها أن لبنان شهد موسماً سياحياً مزدهراً هذا الصيف كان من أفضل المواسم وانجحها مقارنة بالأعوام الفائتة، مذكرا بأنّ مؤتمر "سيدر" منح لبنان 11 مليار و800 مليون ​دولار​ يفترض أن تدخل الى البلد. وحتى لو دخل جزء منها أو دخلت على دفعات، فهذه المبالغ كفيلة توفير مئات الآلاف من فرص العمل. موضحا أنه بالإضافة الى مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ثمة أكثر من 250 مشروعاً يشملها برنامج مؤتمر "سيدر" الاستثماري، ومن المتوقع ان تساهم هذه المشاريع في إحداث نهضة وفي تحريك العجلة الاقتصادية، وخصوصاً أنها مشاريع صغيرة ومتوسطة بينها الكثير على مستوى البلديات، وهي موزعة على كل المناطق اللبنانية، وستعطي دفعا للشركات الصغيرة والمتوسطة، مشددا على أن عناصر التفاؤل تشمل الفرص التي ستوفرها للبنان ورشة ​اعادة اعمار​ ​​سوريا​.

وأضاف حايك "حتى لو لم تكن الازمة في سوريا انتهت بعد، من الواضح أن لبنان سيكون له دور في إعادة الإعمار، وثمّة ​شركات لبنانية​ استطاعت منذ الآن ان تبدا العمل في المناطق الامنة""، مبينا أن "هناك مؤشرا رابعا يؤكد اقبال لبنان على مرحلة واعدة، هو البدء بالتنقيب عن ​النفط والغاز​ في العام 2019 "والذي يتوقع أن يكون ناجحاً لأن الدراسات المفصلة والثلاثية ​البعد​ التي أجريت طوال السنين الماضية كانت مشجعة جداً. مؤكدا أن غالبية أعضاء ​مجلس النواب​ الحالي جدد ومتحمسون للعمل، ويشاركون بشكل لافت في نشاط ​اللجان النيابية​، من خلال طرح الافكار ودراسة مشاريع والاهتمام بالشؤون المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية لتحسين الوضع. كذلك نلمس انتباهاً متزايداً، وخصوصاً من قبلهم، في شأن محاربة الفساد،وهذا أيضاً يبشّر بالخير.