استضافت ​ندوة​ "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "معا للحفاظ على الوطن ... قوى الإنتاج تدقّ ناقوس الخطر مطالبة بالتسريع بتشكيل الحكومة .. فماذا بعد؟"، رئيس ​الإتحاد العمالي العام​ د. ​بشارة الأسمر​، رئيس ​الهيئات الإقتصادية​ محمد شقير، ورئيس المجلس الوطني للإقتصاديين اللبنانيين ​صلاح عسيران​.

بداية قال رئيس الإتحاد العمالي العام د. بشارة الأسمر أن "إجتماع قوى الإنتاج الذي حصل يحمل رمزية كبيرة لأسباب عدّة، ومنها ان المكان الذي عقد فيه هذا الإجتماع، هو الإتحاد العاملي العام الذي يعتبر بيت الشعب اللبناني، فالإتحاد يمثل كل طبقات الشعب اللبناني كافة بما فيهم الهيئات الإقتصادية ... وأشكر الهيئات الإقتصادية على تجاوبها مع طلبنا بعقد الإجتماع في مقر الإتحاد، فليس من المنطقي أن نجتمع في أفخم الفنادق، في حين ان الناس تأنّ من الوجع والفقر والتعب. فالشعب اللبناني شعب عظيم لانه تحمل هذه المعاناة الكبير لعشرات السنين، ونأمل أن يكون الخروج من هذا النفق الطويل والمظلم قد بات قريباً".

وأضاف "الصرخة التي تم إطلاقها هي صرخة مدوية، خاصة ان هناك أكثر من 100 شخصية من الهيئات الإقتصادية، وهناك ايضا كافة ​النقابات العمالية​ والمهن الحرة والجمعيات .. فصرخة من هذا التنوع يجب أن يصل صوتها إلى أصحاب السلطة، وإن لم تصل الرسالة فهذا يعني ان هناك مشكلة وكارثة كبيرة".

وتابع الأسمر "الهيئات الإقتصادية لديها موعد قريب مع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لوضعه بالأجواء، وهذه الصرخة لا تستهدف مسؤول واحد بالتحديد، بل للسلطة ككل لكي تتحلى بحس من المسؤولية الوطنية، والمبادرة فورا لتشكيل هذه الحكومة التي طال إنتظارها .. فالشعب وصل إلى مرحلة لم تعد تحتمل، ومن غير المقبول الحالة التي نعيشها اليوم، هناك ضرورة ليس فقط لتشكيل حكومة، بل لتشكيل حكومة من الأكفاء ونظيفي الكف".

وفي سؤال للزميلة خداج عن سبب إعتبار بعض الأطراف السياسية بأن هذه الصرخة موجهة ضدهم، خاصة ان إجتماع قوى الإنتاج كان يمثل كافة أطياف الشعب اللبناني وكل طوائفه، قال الأسمر "لا شك ان الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي يمثلون مختلف طبقات وتوجهات الشعب اللبناني .. وللاسف هناك بعض الأفرقاء الذين يشعرون دائما بان تحركاتنا موجهة ضدهم، وهذا الامر لا يجب أن يستمر، فتحركاتنا ليست موجه ضد أحد، بل موجهة نحو كل المسؤولين في السلطة من اجل المبادرة إلى تأليف الحكومة، والتحلي بالحس بالمسؤولية وبعض التواضع .. والخروج من هذه المفردات الجديدة التي ظهرت بعد الإنتخابات وعلى رأسها، تحديد الاحجام، والتمثيل حسب الأحجام، وحسب الطوائف والمذاهب .. وغيرها. فنحن كشعب لبناني لا يعنينا هذه الأمور، بقدر ما يعنينا تأليف حكومة تضم أكفّاء، فنحن بحاجة لطبيب في وزارة الصحة، ولمهندس بوزارة الأشغال، بحاجة لخبير إتصالات بوزارة الإتصالات، بحاجة إلى خبير إقتصادي في وزارة الإقتصاد ... فنحن لا نريد وضع فلان مكان فلان لإرضاء حزب أو تيار".

بدوره قال رئيس المجلس الوطني للإقتصاديين اللبنانيين صلاح عسيران في مداخلة هاتفية انه "لا يجب ان نضع الإفتراضات السلبية قبل الإفتراضات الإيجابية، فمؤخراً نشعر ببعض التحركات الإيجابية، وهناك بداية إنتباه من قبل المسؤولين بأن الموضوع لم يعد يحتمل، وقد وصل للمساس بحاجات الناس الأساسية. فنحن سننتظر على الأقل عودة رئيس الجمهورية من إجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويوك نهار الجمعة او السبت، وإعطاء فرصة أربع أو خمسة أيام بعدها لنرى ما إذا كان سيكون هناك بعض الحلحلة في ملف تشكيل الحكومة".

وأكد أن "إستمرار هذه الغيبوبة السياسية والتأخير في تشكيل الحكومة ليس مقبولا، فنحن إتفقنا فيما بيننا على ان الأمور لن تمرّ، ولن نقبل بها أبداً. ولكن بنفس الوقت نحن قوى، إنتاج ولسنا قوى شغب وإضطرابات وقصف، لذلك سنتصرف وفقا للمعطيات والقدرات التي نملكها".

ولفت إلى أن "الإفتراض بأن الحكومة لن تتشكل قبل نهاية العام أو قبل رأس السنة، هو إفتراض كارثي ... فهناك مؤسسات وشركات كثيرة تنتظر فقط ​موسم الأعياد​ القادم الذي يشكل حوالي ربع موسمهم ككل، لإتخاذ القرار بالإقفال نهائيا. فلم يعد هناك إمكانية لتحمل التكاليف والرواتب والإيجارات وغيرها. الناس تجتاج اليوم قبل غد لحلول لمشاكل المياه والكهرباء النفايات والطرقات وغيرها، فالناس لم يعد يعنيها هوية الوزير أو توججه السياسي او الطائفي، بل يعنيها الخروج من هذا النفق المظلم".