تعمد شركة "اوبر" الاميركية الى الاستيلاء على سوق خدمات نقل الركاب وان تقضي على كل منافس لها في هذا المجال، ولعل سيعها الدؤوب الى الاستحواذ و​شراء اسهم​ شركة "كريم" التي تتخذ من ​دبي​ مقرا لها، خير دليل على احلام الشركة الاميركية للانفراد بهذا السوق، خاصة بعد ان استحوذت في نيسان الفائت على شركة "جامب بايكس" للدراجات الكهربائية ، وتعتبر شركة "كريم" التي تأسست في العام 2012 المنافس الحقيقي للعملاق الاميركي وخاصة في منطقة ​الشرق الاوسط​ وتشير التقديرات الى ان محادثات صفقةاللاستحواذ ستصل قيمتها الى 2.5 مليار دولار، مما يوضح النجاح الكبير لشركة "كريم" الذي بلغ رأسمال تأسيسها 100 الف دولار، لتصبح الشركة في وقت قصير ذائعة الصيت وخاصة في الخليج وعلى رأسها ​السعودية​،مبددة كل الاصوات التي راهنت على نجاحها منذ تأسيسها ، لكن ايمان مؤسسيها واصرارهم على تخطي كل المعوقات ، وسعيهم الى الاستفادة من التطور التكنولوجيو​تطبيقات​ الهاتف النقال وفهمهم لمتطلبات السوق والزبائن في ​منطقة الشرق الاوسط​ حولت الشركة خلال 6 سنوات الى قصة نجاح تنافس اقوى ​الشركات العالمية​ ونموذجا يحتذى به لتأسيس اي عمل جديد في المنطقة .

"اوبر"و"كريم": ثورة في عالم ​النقل البري​ وفرص عمل كثيرة للشباب 

تقدم شركة "اوبر" و"كريم "تجربة جديدة في مجال التنقل البري لزبائنها والتي تعتمد بشكل اساسي على الوسائل التكنولوجية المتمثلة بتطبيقات الهواتف الذكية على اعتبار الحيز الكبير التي تحتله الهواتف الذكية في حياتنا اليومية، فتؤمن الشركتان "خدمة التاكسي" مريحة وسريعة مع سائق خاص في مختلف ​مدن​ المنطقة حيث يتيحان للزبائن طلب احدى ​السيارات​ العديدة من خلال موقعهما الالكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية مع سائق في اي مكان تواجدهم وفي اي وقت بالاضافة الى امكانية رصد وتتبع مكان السيارة بشكل آلي وآني على الخريطة والدفع بسهولة نقدا او بواسطة بطاقة الائتمان .

والميزة الجديدة الاضافية التي قدمتاها الشركتان وغيرت المفهوم التقليدي عن سيارة الاجرة هي مبدأ المشاركة في الركوب بحيث يستطيع اي مواطن لديه سيارة بمواصفات فنية مكتملة العمل مع الشركتين المذكورتين، وتحميل الركاب، والذين بدورهم يستدعون السيارة بدون الحاجة للانتظار في الشارع، ويتيح تطبيقا الشركتين للراكب التعرف على معلومات السيارة والسائق قبل وصوله،بالإضافة إلى تتبع مكان "التاكسي" بشكل إلكتروني وفوري على الخريطة ومشاركة هذه المعلومات مع أي شخص آخر قد يرغب به الراكب.

وتعتبر شركة "اوبر" السباقة والرائدة في نموذج العمل هذا حيث عمدت الى تطوير خدماتها بشكل مستمر وفهم متطلبات السوق وتلبية احتياجات ورغبات زبائنها والتعرف الى اماكن النقص والضعف في مجال النقل البري ومحاولة حلها وتحسنيها الامر الذي سمح بتوسع الشركة بشكل كبير لتقدم خدماتها اليوم في اكثر من 540 مدينة حول العالم وتحظى بتقييم ​مالي​ ناهز 60 مليار دولار.

ولعل الاضافات الجديدة التي قدمتها شركتي "اوبر" و"كريم" في مجال تكنولوجيا النقل البري كان لها وقع ايجابي كبير على الاسواق فساهمتا بالاضافة الى تسهيل حركة المواصلات في البلدان وخاصة الدول الاكثر ازدحما بتشغيل قطاع كبير من الشباب في كل دولة كما استفادت كل من الشركتين من تلك المميزات ماديا بشكل كبير الامر الذي ادى الى انتشارهم بشكل كبير وانتصارهم تسويقيا وتنافسيا على الشركات الاخرى التي تقدم خدمات النقل البري .

ما سبب نجاح شركة "كريم " في الشرق الاوسط ؟ وما اسباب خوف "اوبر" من توسعها في المنطقة ؟

تأسست شكة "كريم "في العام 2012 في دبي على يد مدثر شيخة وماغنس اولسن وهما مستشاران سابقان في شركة "ماكينزي" اضافة الى الدكتور عبدالله الياس ، وتعمل الشركة في مجال تكنولوجيا النقل البري عبر تقديم خدمات مريحة وسريعة في مختلف مدن المنطقة من خلال موقعها الالكتروني وتطبيقات ​الهواتف النقالة​ الذكية ، ومنذ دخولها الى سوق الشرق الاوسط بدأت شركة "كريم" منافسة شركة "اوبر" الاميركية وشهدت نموا بلغ اكثر من 30% شهريا .

ونجحت شركة "كريم " منذ تأسيسها حيث تشير التقديرات الى نموها بنسبة بلغت 30% شهريا لتقدم خدماتها حاليا في 52 مدينة في المنطقة وتقييمها يناهز الـ1 مليار دولار ويعمل في الشركة حاليا 150 الف سائقا واكثر من 4 ملايين مستخدم مسجل عبر تطبيقها على الهواتف عبر 11 دولة في الشرق الاوسط و​شمال افريقيا​ وجنوب آسيا وتطمح الشركة الى ايجاد مليون وظيفة جديدة في العام 2018 .

وحظيت شركة "كريم " خلال عملها السنوات القليلة الماضية في المنطقة بحصة سوقية فاقت حصة شركة "اوبر " في غالبية المدن مما شكلت خطرا حقيقيا للعملاق الاميركي في هذا المجال حيث تحاول كبح جماح شركة "كريم " في التطور والنمو وذكرت مصادر مقربة من "بلومبيرغ" ان شركة "اوبر" تجري محادثات لشراء منافستها "كريم نتوركس" مقابل 2.5 مليار دولار الا انه لم يتخذ القرار النهائي بعد .

وزادت مخاوف " اوبر " حيث اعلنت شركة "كريم " في الاونة الاخيرة نيتها عن استثمار 150 مليون دولار في خدمتها لتوصيل الطعام في ​الامارات​ بعد ان اعلنت في شباط الماضي عن استحواذها على موقع "راوند منيو " لادلة الطعام ، في حين تسعى "اوبر" الى تقديم خدمات مثل توصيل الطعام والشحن حيث استحوذت من ناحيتها على شركة "جامب بايكس" للدراجات الكهربائية لتوفر للركاب ​الأمريكيين​ وسيلة بديلة للسيارات .

ويعد السوق السعودي من اكبر الاسواق التي تعتمد عليها شركة "كريم " كما تعتبر من اكبر شركة بفريق عمل سعودي حيث يقدر نسبة السعوديين العاملين فيها بين 40 الى 50% ، كما تعتبر المملكة سوقا واعدا للشركة دفعها في الاونة الاخيرة الى اطلاق خدمة التوصيل والشحن بهدف الاستحصال على حصة سوقية من اجمالي قطاع يقدر بنحو 70 مليار ريال، مما ينذر بان الشركة ستغير قواعد اللعبة في سوق الشحن في المملكة من حيث جودة ونوعية الخدمة التي تقدمها لعملائها خاصة مع مزايا السرعة التي تقدمها الى جانب مزايا جديدة والدخول في تعاقدات مع جهات تجارية كبرى في السعودية .