عصامي بنى نفسه بنفسه رغم كل الظروف التي مر بها وخاصة بعد ان انهى تخصصه الجامعي لناحية عدم ايجاد فرص عمل في ​لبنان​، حتى انه اضطر للعمل في الزراعة والاراضي.

تحمل مسؤولية الحياة منذ صغره واثبت قدرته على الوقوف امام الصعوبات. ورث عن جده بيتاً قديماً يعود الى اكثر من 200 عام وحوله الى بيت للضيافة في منطقة الباروك في ​قضاء الشوف​، بالاضافة الى عمله في احدى الشركات الهندسية في ​سلطنة عمان​.

للتعرف اكثر على هذا الرجل، كان لـ"الاقتصاد" لقاء مع صاحب "Boustany Guest House" وسيم بستاني.

- ما هي ابرز المحطات الدراسية والمهنية التي مررت بها خلال حياتك؟

تخصصت في مجال "الحوسبة التجارية" (Business Computer) بجامعة سيدة اللويزة في بلدة دير القمر. بعد تخرّجي، واجهت مشاكل عدة بسبب عدم ايجادي لفرص عمل في هذا المجال، واتجهت الى العمل في أراض زارعية نمتلكها في منطقة الباروك بقضاء الشوف، وكنت قد بدأت بهذا العمل منذ ما قبل وفاة والدي، في عمر 12 عاماً، وبدأت اتحمل المسوؤولية في حياتي في تلك الفترة، فيما كان مردود الاراضي الزراعية المادي صغيراً. وبالرغم من عمليات البحث المستمرة عن وظائف، دخلت الى فندق "فينيسيا" في بيروت حيث عملت موظفاً في قسم الامن داخله بالاضافة الى عملي في الاراضي الزراعية في نفس الوقت، وكنت استبعد فكرة السفر بشكل نهائي. بعد هذه الفترة، اتيحت لي فرصة للعمل في شركة "اتحاد ​المقاولين​" (CCC) وسافرت الى كل من سلطنة عمان و​السعودية​ والامارات. في نفس الوقت، فكرت بانشاء بيتاً للضيافة في منطقة الباروك الشوفية. وكان جدي يمتلك بيتاً قديماً يعود عمره الى اكثر من 200 عام وعاشت فيه عائلتي الى ان انتقلنا للعيش في مبنى آخر، وتم اقفال هذا المنزل.

وعندما ورثته قررت ان احوله الى بيت للضيافة، وخاصة بعد ان تم انشاء مشروع "درب الجبل" الذي يصل شمال لبنان بجنوبه، وتم الاتفاق مع المشرفين على هذا المشروع على اقامة بيت الضيافة في منزلي، وان يتم استثماره لفترة معينة من قبلهم ونستفيد نحن منه على المدى الطويل. وعندما بدأنا باستقبال الزبائن، كان العمل فيه خفيفاً خاصة وان الفكرة كانت غريبة بعض الشيء ان اهالي المنطقة بحيث ان هناك عدم انتشار لبيوت الضيافة في المنطقة وندرته في لبنان بشكل عام على عكس الوضع الحالي. ويتم تقديم طعاماً من "شغل ​البيت​" بعيداً عن طعام الوجبات السريعة، والتي ترمز الى القرية وضيافتها. ونظراً لكوني خارج لبنان، اهتمت والدتي بادارة هذا البيت وهو يضم حالياً 11 شخص ونعمل على توسيعه اكثر واكثر.

- ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

كانت لدي فكرة بأن لا شيء مستحيل في الحياة وان لا احد يتميّز عن الآخرين سوى بالخبرة التي يمتلكها وان كل شي استطيع ان اصل اليه بسهولة. كما انني كنت اعيش واعمل في ​الصحراء​ ضمن مشاريع ​النفط​ والغاز في البلاد الخليجية بعيداً عن الناس بالرغم من ان كل شيء كان مؤمّناً لي، ولكنني كنت بعيداً عن عائلتي ومحيطي وبيئتي وبلدي وكنت منفياً، وهذه من اهم الصعوبات التي مررت بها. ولكنها حملتني المسؤولية واعطتني الدفع للامام. واما على صعيد بيت الضيافة، فظهرت الصعوبة عندما كانت فكرة اقامة هذا البيت في الباروك غريبة عن اهل المنطقة وفي كل لبنان بشكل عام، كما اني واجهت مشكلة حول تعريف الناس على هذا البيت وموقعه، بالاضافة الى ان العمل كان خفيفاً جداً بحيث انني وصلت الى مرحلة ان يتوقف العمل لشهرين دون ان يدخل زبون واحد الى البيت حتى بلغت فكرة اقفاله بشكل نهائي. ولكن عملت على فكرة انه كلما عملت على تحسينه واضافة اشياء جديدة اليه الامر الذي سيحسن العمل فيه. لم اصل بعد الى الهدف الذي وضعته والعمل تحسن اكثر.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

الارادة القوية والمثابرة ساعدتاني كثيراً على تخطي الصعوبات وخاصة لناحية الثقة في ان العمل الذي أقوم به سينجح ولن يفشل في نهاية الامر. وعندما اقوم بعمل ما علي ان اكون واثقاً من انني سانجح فيه، وخاصة انني اقوم بدراسة العمل وان اقتنعت به انفذه واكمل به حتى احققه رغم كل الصعوبات. ولم يصل الانسان الى هدفه الا بعد فشله في المرات الاولى وكل انسان يتعلم من فشله.

- ما هي خططك المستقبلية؟

اعد مشروعاً جديداً لتوسيع بيت الضيافة من خلال اقامة مجموعة بيوت خشبية جاهزة (Bungalows) حول المنزل لزيادة عدد الزبائن وذلك على طريق المحمية ولكن هذا المشروع ليس جاهزاً حالياً بسبب الوضع الاقتصادي في لبنان. كما ان هذا المشروع هو على المدى القريب وننتظر الوضع الاقتصادي في لبنان.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تمر على بلدنا؟

ادعو الشباب اللبناني الى عدم فقدانه الامل ببلده لبنان والانسان يسافر الى الخارج للعمل ويؤمن مستقبله ولكن في نفس الوقت ادعوه الى ان يؤسس عمله في بيته. واذا شبكنا ايدينا مع بعضنا البعض وتناقلنا الافكار الايجابية مع بعضنا البعض سنصل الى هدفنا رغم كل الصعوبات التي تجتاحنا.