يتابع ​الاقتصاد اللبناني​ آداءه الضعيف بتأثير مباشر من استمرار الازمة الحكومية وتصاعد وتيرة التجاذبات السياسية على المستوى المحلي، بالاضافة الى استمرار انعكاس الوضع الاقليمي المأزوم على الوضع المحلي.

وفي جديد المؤشرات السلبية، أفاد تقرير المردود العالي في ​الاسواق الناشئة​ الصادر عن شركة "ميريل لنش" بأن ​دين لبنان الخارجي​ حقق عائداً سلبياً بلغ 3.12% خلال شهر آب 2018، مقابل عائدُ بلغ 6.23% في شهر تموز ليصل بذلك العائد التراكمي الى 7.36- % لغاية الشهر الثامن من العام الحالي. لذلك، احتلّ لبنان المركز ما قبل الاخير بين 13 دولة في ​منطقة الشرق الاوسط​ و​شمال افريقيا​ شملها التقرير.

بحسب ​احصاءات​ وزارة الصناعة اللبنانية، انخفضت ​الصادرات الصناعية اللبنانية​ بنسبة 16.38% خلال الشهر السادس من العام الحالي الى 186.3 مليون دولار مقابل 222.8 مليون دولار في شهر أيار. أما على صعيد تراكمي، فقد ازدادت الصادرات الصناعية اللبنانية بنسبة 4.43% سنوياً الى حوالي 1.27 مليار دولار خلال النصف الاول من العام الحالي، من 1.21 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

ارتفع العجز في ​الميزان التجاري​ اللبناني بـ383.66 مليون دولار على صعيد سنوي الى حوالي 10.14 مليار دولار مع نهاية الاشهر السبعة الاولى من العام الحالي من حوالي 9.76 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وذلك بحسب احصاءات المجلس الاعلى للجمارك، وتعود هذه الزيادة في العجز الى ارتفاع فاتورة المستوردات بـ488.44 مليون دولار على أساس سنوي إلى حوالي 11.90 مليار دولار ما طغى على ارتفاع قيمة الصادرات بـ104.78 مليون دولار الى نحو 1.76 مليار دولار.

من جهة اخرى، تظهر احصاءات شركة "​كفالات​" انخفاضاً سنوياً بنسبة 31.74% في عدد ​التسليفات​ الممنوحة من الشركة الى 271 خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي، مقابل 397 كفالة في الفترة ذاتها من العام 2017. كذلك، تراجعت القيمة الاجمالية للقروض المكفولة من الشركة بنسبة 26.85% على صعيد سنوي الى 52.73 مليار ليرة لبنانية مع نهاية شهر شباط 2018 مقارنة مع 72.09 مليار ليرة لبنانية في الفترة الموازية من العام السابق.

في المحصّلة، يعاني اقتصاد 2018 من اختلالات بنيوية عميقة باتت تستدعي معالجات سريعة لتجنّب الوقوع في فخ الانهيار، وان أولى الاولويات لانقاذ الوضع تمر حكماً من معبر تشكيل الحكومة، وصولا الى ​باريس​ للاستفادة من ​الدعم المالي​ الذي وفره مؤتمر "سيدر 1" الى لبنان.