عمل على مساعدة والده في محل للخياطة طيلة فترة دراسته وعاش خلال فترة الحرب ال​لبنان​ية اوقاتاً صعبة استطاع خلال التغلب على كل المشاكل بالرغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي كانت تمر عليه وعلى مدينته ولبنان ككل.

واصل ليله بنهاره حتى افتتح محلات لبيع الالبسة خلال الحرب ووسع عمله اكثر بعد هذه الفترة المريرة من تاريخ لبنان وقرر الدخول في ​مشروع سياحي​ ساهم في انعاش تلك المنطقة البقاعية المحرومة من ادنى حقوقها وفي كل المجالات الا ان شهرة قلعتها التاريخية حمتها من المخاطر على الصعيد السياحي.

وللاضاءة على تجربته، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحب فندق "كنعان غروب" في بعلبك محمد كنعان:

- ما هي ابرز المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تلقيت علومي الابتدائية في مدرسة الهدى ببعلبك حيث حصلت على شهادة السرتيفيكا في سنة 1970. وما بين عامي 1971 و1975 درست في ثانوية بعلبك حيث حصلت على شهادة البريفيه عن طريق الافادة بسبب تزامنها وبداية الحرب اللبنانية. وخلال فترة دراستي في المرحلة المتوسطة، كنت اعمل الى جانب والدي في محل للخياطة وبيع القماش بسبب معاناته بمرض الروماتيزم.

وعندما اشتد مرض والدي اصبحت ملزما بالعمل في المحل وقد تراوحت هذه الفترة بين سنتي 1975 و1980. كما ان والدي كان مشاركاً في مصنع لانتاج الالبان والاجبان في منطقة الحلانية القريبة من بعلبك وكان العمل جيدأ الا ان ظروف الحرب لم تسمح لنا بتوزيع منتوجانتا على المناطق اللبنانية، الى ان اتى الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 واقفت كل الطرقات ولم نعد نستطيع توزيع المنتجات في المناطق وتسبب لنا بخسائر كبيرة وصلت الى 525 الف ليرة لبنانية في تلك الفترة. وبعد انتهاء الاجتياح، اوقفنا المعمل في المصنع وبدأنا نبحث عن موارد عيش اخرى، فافتتحت محل صغير لبيع البسة للاطفال وذلك في العام 1983.

ومع مرور الوقت والزمن، بدأت تتحسن حركة ​التجار​ة في المدينة وافتتح الكثير من التجار محلات للالبسة الولادية حتى فترة التسعينات من القرن الماضي، وقمت بتوسيع المحل وتكبيره وزيادة العمل فيه. وبقيت كل فترة التسعينات اقوم بتطوير المحلات والعمل فيها. ومع التطور الاقتصادي في المنطقة رغم الحرمان الذي تعاني منه بالاضافة الى تحسن ​الوضع السياحي​ واستضافة بعلبك لكثير من السواح، قررت ان انشأ فندقاً فيها لتأمين الراحة لهم.

وفي العام 2002، قمت بتقديم رخصة لبناء الفندق وحصلنا على ترخيص استثنائي بذلك مع ما تكلفناه من وقت وجهد لاتمام هذا الموضوع. وفي العام 2007 وحتى العام 2011 قمنا بتشييد الفندق وبدأ العمل به في العام 2012. وما كان يشجعنا فعلياً على اقامة هذا المشروع السياحي هو اعداد السواح الذين يقومون بزيارة قلعة بعلبك والذين يصلون الى حدود 400 الف سائح في السنة، وهذا رقم مشجّع يسمح لنا باقامة مشاريع، كما ان ​السياحة​ الدينية التي تتميز بها المدينة ساهمت بشكل كبير بزيادة اعداد السواح. ونحن مكملون في هذا المشروع الى النهاية.

- ما هي الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

من ابرز الصعوبات التي مررت بها هي ان مدينة بعلبك غير مصنّفة حتى اليوم وان نسبة الاستثمار فيها متدنية جداً، وهذا ما يجعل الناس تلجأ الى المخالفات في كل المجالات. نقوم بمراجعة المسؤولين الذين يعدون بمعالجة اوضاع المدينة.

- ما هي الصفات التي تتميز بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات والمشاكل؟

انا انسان مثابر كي انجح في حياتي وفي فترة الحرب اللبنانية وعندما كنت اذهب الى بيروت عبر حواجز امنية متعددة والقنص وغيرها وكل هذه الامور لم تمنعنا من الوصول الى اهدافنا. بالاضافة الى الارادة الصلبة والمتابعة الدائمة لكل الاعمال.

- ما هي المشاريع المستقبلية التي تخطط لها ضمن عملك؟

نسعى الى تكبير وتوسيع الفندق لان اعداد السواح ترتفع والناس تتعرّف الينا واصبحنا مقصدا لهم. ومن المتوقع ان يصبح لدينا قدرة استيعات تصل الى 250 شخص وهذا رقم جيد لنا نستطيع من خلاله ان نبني علاقات مع شركات سياحية لتنظيم رحلات الى بعلبك والاقامة في فندقنا.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع؟

الشباب اللبناني يعاني معاناة قاسية بسبب غياب الرؤية الاقتصادية في البلاد، وكل ذلك يتحمله ​السياسيون​ الذين لا يتملكون رؤية اقتصادية بشكل مطلق. واقول للشباب ان ما من شيء مستحيل في لبنان لانه منجم وفيه ثروات من العمل ولكن عليهم ان يقتنعوا بالموجود كي يصلوا الى هدفهم.