هناك بعض الأمثلة التي تؤكد لنا أن النجاح قابل للتحقيق في أي مرحلة من الحياة، وأن كل ما يحتاج اليه الانسان لتحقيق أهدافه، هو اتخاذ المواقف والقرارات الصحيحة، واتباع شغفه.

ومن بين هذه النماذج الناجحة، مؤسِسة العلامة التجارية "Moutchi Designs" ماريا محاسب فراج. فبعد سنوات من العمل في مجال التغذية، وبفضل الإرادة القوية والشجاعة والمثابرة والاجتهاد، تمكنت من إيجاد التي المهنة تستهويها، وبفضل إصرارها ودقتها، نجحت في نشرها بين الناس خلال فترة قصيرة.

فلوحاتها المميزة تنال إعجاب الكثيرين عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، وأفكارها الإبداعية والمبتكرة تساعدها على توسيع قاعدة زبائنها يوما بعد يوم. وبالتالي فإن التصاميم باتت معروفة وتتلقى رواجا كبيرا، ولكن سنتعرف اليوم الى ماريا محاسب فراج، العقل الخلاق الذي يقف وراء هذا النجاح، والتي خصّت "الاقتصاد" بهذه المقابلة الحصرية:

- من هي ماريا محاسب فراج؟ وكيف انتقلت من مرحلة الدراسة الى سوق العمل؟

تخصصت في علوم التغذية في "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، وبعد التخرج، عملت في وظائف عدة في هذا المجال، وخضعت لدورات تدريبية متعلقة بسلامة الغذاء والجودة، كما افتتحت عيادتي الخاصة لمدة حوالي سنة ونصف.

لكنني لم أحب يوما العمل الذي كنت أمارسه، ولم أكن قادرة على الاستمرار في هذا المجال لأنني لم أجد نفسي فيه؛ رغم أنه مزدهر الى حد كبير في الوقت الحاضر.

وفي تلك الفترة، تزوجت وأنجبت ولدين، ومنذ حوالي سنتين أردت شراء مطبوعات فنية حديثة لمنزلي، وكنت أبحث عن فكرة معينة، لكن لم أجدها في أي مكان، ولهذا السبب قررت صناعتها بنفسي. وفكرت بعد ذلك، لم لا أصنعها للناس أيضا؟ ومن هنا انطلقت، وأسميت علامتي التجارية "Moutchi Designs"، مع العلم أن هذا الاسم لا يعني شيئا محددا، لكنني شعرت أنه جذاب وسيلفت أنظار رواد مواقع التواصل.

- كيف تعلمت تنفيذ هذه القطع الفنية؟

لم أخضع لفترة تعليمية في هذا المجال، بل كنت أرى الفكرة، وأدوّن كل ما هي بحاجة اليه، ومن ثم أتعاون مع فريق العمل من أجل دراسة القطعة وتصميمها بأفضل طريقة ممكنة.

- هل كنت بحاجة الى مبلغ كبير من المال من أجل الانطلاق بهذا العمل؟

هذا المشروع لم يتطلب مني رأسمالا ضخما، اذ لست بحاجة مثلا الى استئجار مشغل خاص بي، وذلك لأنني أقوم بالعمل من المنزل، وأتعاون مع عدد من الموردين المتخصصين في ​الطباعة​، وإنتاج ​الإطارات​. كما أن التسويق يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ​الانترنت​.

- ما هو الدور الذي لعبته وسائل التواصل في مسيرتك المهنية؟

العمل عبر الانترنت للغاية، ولولا مواقع التواصل الاجتماعي لما تعرف أحد الى  "Moutchi Designs".

- من هم زبائن "Moutchi Designs" ؟

لدي زبائن من جميع الفئات الاجتماعية والميزانيات، لأن أسعار القطع تتغير بحسب الأحجام.

أما النسبة الأكبر من الزبائن فتعود الى الأشخاص العصريين الذين يحبون الموضة، ويتبعون آخر الصيحات؛ اذ لا يحب الجميع هذا النوع من الأعمال الفنية الحديثة، وقد يفضل البعض اللوحات الكلاسيكية أو التقليدية.

- هل من منافس لـ"Moutchi Designs" اليوم؟

المنافسة لا زالت متواضعة الى حد اليوم، ولم يقلدني أحد أو على الأقل لم أكتشف هذا الأمر بعد. ولكن مهما اشتدت حدة المنافسة في المستقبل، فهي لن تؤثر على عملي.

ولا بد من الاشارة الى أن الناس قد يتمكنون، الى حد ما، من تقليد تصاميمي، لكنهم لن ينجحوا أبدا في تقليد ذوقي وأفكاري وأسلوبي، لأن هذا العمل بحاجة الى الابتكار والإبداع والتحديث المتواصل.

- هل تمكنت من إيصال لوحاتك الفنية الى خارج ​لبنان​؟

في الوقت الحاضر أشحن مطبوعاتي الفنية الى الخارج في حزم خاصة، لكنني سأتوقف عن تصدير الإطارات لأنها حساسة وسريعة الكسر، وسأكتفي بالمطبوعات فقط.

كما أعمل حاليا على تطوير متجري الالكتروني، حيث سيصبح بإمكان الناس التسوق واختيار تصاميم "Moutchi" عبر الانترنت.

- ما الذي يميز "Moutchi Designs" وقطعها؟

أولا، ​التصميم​ هو العامل الأهم.

ثانيا، يمكن مزج التصاميم في لوحة واحدة.

ثالثا، يمكن اختيار أي حجم يجده الشخص مناسبا.

رابعا، يمكن تعديل الألوان وتخصيص كل قطعة، والتركيز على التفاصيل الصغيرة.

خامسا، جميع الإطارات المستخدمة مصنوعة من ​الخشب​ ذات الجودة العالية، وبالتالي فإن العمل بأكمله راق ومميز.

- ما هي العوامل التي ساعدتك شخصيا على التقدم في مشروعك؟

الابتكار والإبداع في التصميم، والأفكار التي نترجمها على الورق. ففي بعض الأحيان، أصمم مطبوعة لا تنال إعجاب عدد كبير من الناس، والعكس صحيح. وبالتالي فإن أفكاري هي نقاط قوتي، بالاضافة طبعا الى كيفية إنتاج كل لوحة، بهدف تقديم منتج كامل من جميع الجوانب.

- أين ترين "Moutchi Designs" بعد خمس سنوات؟

أطمح للتوسع أكثر الى خارج لبنان، وانطلاق متجري الالكتروني بقوة. كما أتمنى بالاستمرار بتقديم الأفكار الجميلة والمميزة التي تلاقي إعجاب الناس.

- هل يساعدك العمل الحر من المنزل على تمضية وقت أطول مع العائلة والأولاد؟

نعم بالطبع، فأنا أم لولدين، وأشكر الله على قدرتي على التوفيق بين عملي وواجباتي العائلية والمنزلية والاجتماعية.

فحياتي اليوم "ركض بركض"، لكنها حتما أسهل من العمل بدوام كامل.

- من خلال مشروع "Moutchi Designs" وانتقالك من مجال الى آخر، ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى المرأة؟

اذا لم تشعر المرأة بالشغف تجاه مجال تخصصها الجامعي، ليس من الضروري أن تجبر نفسها على مواصلة العمل فيه، بل عليها الاستمرار بالمثابرة حتى تجد ما تحبه، وتباشر به؛ ومن هنا، أتمنى التوفيق للجميع!