استضاف برنامج "​​الإقتصاد في أسبوع​​" من إعداد وتقديم ​كوثر حنبوري​ عبر أثير "إذاعة ​​​​​​​​لبنان​"​​​​ في حلقة هذا الأسبوع تحت عنوان "إلى أي مدى يمكن أن تصل تداعيات الحرب التجارية على العالم"، ​​الخبير الإقتصادي د. ​كامل وزنة.

وفي مستهل الحلقة تحدث وزنة عن تقرير "​الإيكونوميست​" الأخير والذي يحذر من إنهيار و​شيك​ للإقتصاد اللبناني فقال إن "هذا الكلام ليس بجديد وبات مستهلكاً...وضع الإقتصاد ليس بهذه الخطورة، لكن المنبر العالمي يعطي وقعاً أكبر للكلام، التحذيرات قائمة في لبنان وكافة الأطراف تدعو الى تدارك الأمور من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب"، مشيراً إلى أن ما ينقذ الوضع هو "تشكيل الحكومة والإنطلاق في العمل".

وأضاف أن "الإقتصاد يحتاج الى استقرار سياسي وأمني ونفسي...القطاعات تحتاج الى مرجعيات، واليوم المرجعيات في إجازة"، لافتاً إلى ان "​السائح​ الذي لم يتم احترامه في المطار بالطريقة اللائقة، هو أمر تكلفته عالية جداً في التسويق لسمعة لبنان...هناك أمور لا يجب تركها كعدم توفر ​الأدوية​ مثلاً، ماذا سيفعل المرضى؟ نتركهم يموتون؟".

من جهةٍ ثانية، ورداّ على سؤال حنبوري حول تداعيات الحرب التجارية على العالم، أوضح وزنة أن النظام القائم في العالم يستند إلى المنظومة ال​مالي​ة التي وضعتها ​الولايات المتحدة​ بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن تصريحات الرئيس ​دونالد ترامب​ وقراراته مع إدارته، ومعركته مع العديد من الدول ك​إيران​، ​كندا​ و​الصين​ و​روسيا​ و​المكسيك​ و​الإتحاد الأوروبي​، قد تؤدي الى تركيبة عالم اقتصادي جديد".

وتابع: "هناك معركة اقتصادية حقيقية مع الصين، لما تظهره الأخيرة من تطور عبر تخريج مهندسين ومبدعين. كما أنها باتت تتخذ قرارات اقتصادية مهمة بدءاً من دعم ​الذكاء الإصطناعي​ إلى إطلاق حملة صناعية بعد ان كان كل ما تفعله هو الـ"copy-paste" للبضائع الأميركية".

وأشار إلى أن "الصين تعلم ان ​الدولار​ لازال العملة الأساسية لأن 20% من صادراتها لازالت تذهب الى ​أميركا​، لكنها تعمد عبر طريق الحرير لخلق أسواق جديدة تعوّض بها عن الإعتماد على الطرف الأميركي، وهذا ما يخيف الولايات المتحدة"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا يمكنها الإستغناء عن البضائع الصينية والصين لا يمكنها الإستغناء عن سوق الأميركيين وحلفائهم".

وقال: "أما الإتحاد الأوروبي فلديه مشاكل مع الصين أيضاً وكانوا قد لجأوا لمنظمة التجارة العالمية في السابق حتى، هناك عدة صناعات اختفت في ​أوروبا​ بسبب الصين، ولكن مع عقوبات ترامب...تمّ تعديل الأولويات".

وأوضح وزنة ان تخفيض العملة في بلادنا نحن أمر سيء ولكن للدولة الكبرى فإنه يساعدها في التصدير".

وأشار إلى أنه "في ​قطاع الطاقة​ الشمسية كانت الولايات المتحدة السبّاقة كما أنها تمتلك براءة الإختراع، ولكن اليوم تحوّل هذا القطاع للصين بسبب التكلفة المنخفضة لديهم وذلك باعتراف الولايات المتحدة...الأميركيون يتهمون الصين بقيادة عملية تجسس على صناعاتهم".

وأكد أن "الإنهيارات الإقتصادية التي تحصل على مستوى العالم من تركيا إلى إيران و​الأرجنتين​ أي زبائن الولايات المتحدة، سيسبب ضرراً للإقتصاد الأميركي وخاصّةً في الإنتخابات النصفية في تشرين الثاني، فإذا وصل الديمقراطيون للحكم سيبدأون بإجراءات الإقالة. وكما قال ترامب بنفسه أن الأسواق ستنهار مع هذا الإجراء".

وقال: "بين 66 و67% من ​احتياطات​ العالم لا تزال بالدولار، لذلك اذا بات هناك نظام مالي جديد في العالم، وإجراءات ترامب تسرّع اتخاذ هذه الخطوة، فإن الدولار سيضعف...النظام المالي الجديد سيضمن عدم الإعتماد على الدولار"، مشيراً غلى أن " عادةً الدعوات الى منظومة مالية جديدة كنا نسمعها من كاسترو وتشافيز، أما اليوم فإن الإتحاد الأوروبي هو الذي يدعو الى ذلك".