تعود مسألة اعادة اعمار ​سوريا​ الى الواجهة من جديد مع استعادة سيطرة النظام السوري على معظم المناطق من الفصائل المسلحة، وعلى الرغم من ان الحرب لم تضع أوزرها بعد الى ان اغلبية الدول ترى من دمشق اليوم سوقا واعدا لما يحمله من مشاريع انشائية وخاصة في البنى تحتية التي دمرت بشكل كبير على غرار حرب شرسة دمرت الحجر وقتلت وشردت البشر، وتشير التقديرات الى ان البلاد بحاجة الى 400 مليار دولار أمريكي لاعادة الاعمار الى جانب تسوية عدة نقاط ابرزها عودة السلم الاهلي الى المناطق بشكل كامل لتبقى مشكلة النزوح من ابرز التعقيدات على الساحة السورية حيث لا يزال اكثر من نصف سكان البلاد امّا لاجئين او نازحين، بالاضافة الى خسارة عدد كبير من الايدي العاملة، وطالت الخسائر قطاعات عدة ابرزها قطاع البنى التحتية و​العقارات​، و​قطاع الطاقة​ و​الصناعة​ والزراعة والاتصالات والخدمات.

ويتطلع ​الاردن​ بحكم الجيرة والموقع الجغرافي مع سوريا الى لعب دورا محوريا في المرحلة القادمة وان يكون له دور في عملية اعادة البناء وان يشكل مركزا للخدمات اللوجستية ، وتبذل ​عمان​ مساع حثيثة من أجل المشاركة في جهود إعادة الإعمار و ضرورة الاستثمار في المرحلة المقبلة ، و يعتبر فتح معبر نصيب، بعد سيطرت قوات النظام عليه ، حاجة ملحة ومصلحة إستراتيجية وحيوية للأردن بالدرجة الأولى ، خاصة وأن هذا المعبر المغلق منذ أكثر من سبع سنوات كان متنفس ​الأردن​ التجاري نحو سوريا و​تركيا​ و​أوروبا​ .

وفي هذا الاطار وللحديث عن دور الاردن في ​اعادة اعمار سوريا​، وسبل احياء العلاقات الاقتصادية بين البلدين واهمية معبر "نصيب" كان لموقع "الاقتصاد" حوارا خاصا مع ​الخبير الاقتصادي​ من الاردن الاستاذ وجدي مخامرة لاستشراف مستقبل العلاقات السورية الاردنية وامال المملكة الهاشمية من عملية اعادة الاعمار.

مخامرة :نتطلع الى ان يكون للاردن دور في اعادة اعمار سوريا ولكن العلاقات السياسية بين البلدين ليست في المستوى المطلوب :

اعتبر الخبير الاقتصادي الاردني وجدي مخامرة الى ان سوريا تعتبر من الاسواق التقليدية للاردن حيث بلغت حجم الصادرات الوطنية في العام 2011 حوالي 183 مليون دينار الا انها انخفضت الى 30 مليون دينار في العام 2016 ، وتنتظر الاردن اليوم حدوث توافق وحل سياسي واعادة العلاقات مع سوريا التي من شأنها ان تعيد العلاقات التجارية بين البلدين كما تتطلع البلاد الى ان تلعب دورا مهما في عملية اعادة بناء سوريا من خلال قطاعات ​الكهرباء​ والنقل بالاضافة الى مساهمتها في اعادة بناء البنى التحتية ولكن من المتوقع ان هذه العملية تتطلب وقتا في ظل العلاقات الغير ايجابية بين البلدين .

واضاف مخامرة الى ان سوريا تعتبر جسر عبور امام ​الشاحنات​ الاردنية المتجهة الى تركيا و​لبنان​ ودول البلقان كما ان ال​موانئ​ السورية وعلى راسها موانئ ​طرطوس​ تعتبر من الموانئ المهمة التي يعتمد عليها ​القطاع الخاص​ الاردني في عملية التصدير والاستيراد وهناك توجه من جمعية المصدرين الاردنيين الى ان يسهم الحل السياسي ووقف اطلاق النار في انعاش ​التبادل التجاري​ بين البلدين ، وان افتتاح معبر نصيب سيكون له وقع ايجابي كبير على ​قطاع النقل​ وتشجيع الصادرات الاردنية الى سوريا والى دول اخرى.

واشار مخامرة الى ان العلاقات السورية الاردنية اليوم ليست بالمستوى المطلوب نظرا لوجود حساسية كبيرة بين البلدين حيث توجّه دمشق اتهامات لعمان بدعم الجماعات الارهابية في المناطق الجنوبية لسوريا، وتوقع مخامرة ان اعادة بناء هذه العلاقات سيطلب وقتا على المستوى السياسي وبالطبع على المستوى الاقتصادي معتبرا ان الدول الحليفة لسوريا من شأنها ان تستحوذ على اغلبية عقود اعادة البناء وعلى رأسها ​روسيا​ و​ايران​ و​الصين​ وبالتالي فان العلاقات بين الاردن وسوريا على المدى المتوسط والقصير لن تكون على قدر التوقعات ويبقى هذا الامر رهن وجود حل او اختراق سياسي بين القيادتين كما سيزور سوريا وفد اردني ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي ونأمل ان يسهم في اعادة بناء العلاقات مع القطاع الخاص السوري .