المشاريع الناجحة والتي تلاقي إعجاب الناس واهتمامهم وتفاعلهم، تحتاج حتما الى جهد كبير، ومصداقية عالية، وخبرة واسعة.

ومن خلال هذه العوامل تمكنت المدونة الالكترونية وصاحبة صفحة "Myrna’s Ideas"، ميرنا كساب صقر، خلال فترة قصيرة، من تحقيق النجاح في مجال النشاطات الخاصة بالأطفال، والانتشار بين عدد كبير من المتابعين عبر ​وسائل التواصل​ الاجتماعي.

فقد تعبت لتوفير المحتوى الغني والمفيد لأكبر نسبة من الناس، وواظبت من أجل الحفاظ على مصداقيتها وسمعتها، كما شاركت خبرتها الطويلة التي اكتسبتها من دورها كأم.

فلنتعرف أكثر الى مسيرة صقر في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- من هي ميرنا كساب صقر؟

عملت في كل ما له علاقة بالأزياء الفاخرة والبيع بالتجزئة. بعد أن تزوجت، سافرت الى ​عمان​، وعند عودتي الى ​لبنان​، كان أولادي قد وصلوا الى عمر يتطلب مني تحضير النشاطات المختلفة لهم. فبدأ الموضوع من المخيم الصيفي، اذ كنا نعاني دائما من المشكلة عينها، والتي تكمن في مكان المخيم والأسعار والأعمار والمناطق،...

ومن هنا، عمدت الى جمع أسماء المخيمات الصيفية المناسبة، وبعد ذلك انتقلت الى ملاعب الأطفال (playgrounds)، في المناطق اللبنانية كافة، ومن ثم الى المسرحيات والمطاعم الصديقة للأطفال والتي تضم ساحات للعب، بالاضافة الى نشاطات أيام الآحاد المخصصة للعائلات.

كما توسعت الصفحة لتشمل الأماكن الملائمة لأعياد الميلاد، والباقات والعروض الموجودة.

و في الوقت الحاضر، أنا أحدّث الصفحة بشكل أسبوعي، حيث أنشر المعلومات حول النشاطات المتعلقة بالأطفال و​المراهقين​ أيضا، كما أساعد من جهة أخرى، الأشخاص الذين يريدون تنظيم حفلة أو نشاط ما، وأرشدهم نحو الأماكن المناسبة لميزانياتهم وأذواقهم وشخصياتهم.

- كيف تعرفت الى كل تلك الأماكن المناسبة للأولاد؟

في بعض الأحيان أجد الأماكن والنشاطات من خلال أبحاثي عبر ​الانترنت​ ووسائل التواصل الاجتماعي، بالاضافة طبعا الى الأصداء الايجابية التي أسمعها من الناس.

لكنني أحاول قدر الإمكان، زيارة معظم تلك المواقع، لكي أتمكن من المساعدة بشكل أكبر.

- من هم الأشخاص الأكثر إقبالا على صفحتك؟

​​​​​​​

لدي متابعات ومتابعين أيضا، من لبنان والخارج، وخاصة الأشخاص القادمين لقضاء العطلة الصيفية في لبنان، اذ بإمكاني حصر جميع النشاطات التي تناسبهم في منطقة معينة، أو في ضواحيها.

وخلال فترة قصيرة، تمكنت من الحصول على أكثر من 700 متابع، وبعضهم يراسلني بشكل دائم، لشكري على المعلومات الموجودة على الصفحة؛ وأنا شخصيا يهمني أن يتفاعل معي الناس، لكي أعرف أنهم يستفيدون من ما أقوم به، فهناك أماكن ثقافية وتعليمية كثيرة يمكنهم التعرف اليهم، لكنهم لا يعلمون بوجودها حتى. ومن هنا تأتي أهمية دوري كصلة وصل، ومرجع لعدد كبير من الأشخاص.

ولا بد من الاشارة الى أنني أم لولدين، وبالتالي يهمني تأمين الأفضل لهما، ولهذا السبب أسعى لاصطحابهما دائما الى الأماكن الجميلة والمفيدة وذات الجودة العالية.

- هل أن هذا النوع من الأعمال بحاجة الى رأسمال مرتفع من أجل الانطلاق؟

هذا العمل لا يتطلب أي تمويل من أجل الانطلاق، لأنني بالنهاية أروج فقط للأماكن المختلفة، ولكن اذا أردت زيارة كل تلك المواقع، سأحتاج بالطبع الى ميزانية كبيرة.

ولكن يختلف الأمر عندما يطلب مني الناس ​الترويج​ لخدماتهم، ونشر ​الاعلانات​ الخاصة بهم على صفحتي، لكي تصل الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ ومن هنا أحصل على مردود مادي.

- هل يساعدك عملك عبر الانترنت على قضاء المزيد من الوقت مع أولادك؟

نعم بالطبع، فوجودي في المنزل يساعد كثيرا من هذه الناحية. لكنني متجاوبة دائما وسريعة التفاعل على الصفحة، وبالتالي أجيب على أسئلة المتابعين كافة، حتى ولو جاءت في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر.

وفي بعض الأحيان، أطلب رأي أولادي عندما يتعلق الأمر بمكان أو نشاط معين، اذ أحصل على تقييهم، وآخذه بعين الاعتبار.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟ هل تفكرين بتوسيع هذا المشروع وتطويره؟

بدأت مؤخرا بهذا المشروع، وأطمح في المستقبل أن أنظم نشاطا كاملا من الألف الى الياء (عيد الميلاد، المعمودية، المناولة الأولى، أو حتى التجمعات الصغيرة في المنزل،...).

وهذا الأمر قابل للتحقيق بسبب مراجعي الكثيرة في مجال التزيين، و​الحلويات​، والطعام،... وبالتالي بإمكاني مساعدة جميع الميزانيات؛ وهنا تكمن أهمية عملي.

​​​​​​​

- ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدون الالكتروني لكي ينجح ويصل الى أكبر عدد ممكن من المتابعين؟

أولا، يجب أن يكون حاضرا وسريع الاستجابة.

ثانيا، يجب أن يكون قد زار الأماكن التي ينصح بها، أو قام بأبحاث كثيرة عنها، وذلك من أجل الحفاظ على مصداقيته.

ثالثا، يجب أن يكون مشاركا في الحياة الاجتماعية.

رابعا، يجب أن تكون علاقاته العامة قوية ومتشعبة.

أما بالنسبة لي شخصيا، فأنا أعشق ما أقوم به، وأحب التفاعل مع الناس وتقديم النصائح من أجل إفادة نفسي وغيري أيضا.

- ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى ​المرأة اللبنانية​ بالاستناد الى تجربتك المهنية الخاصة؟

كل سيدة موهوبة من ناحية ما، وتتحلى بأفكار مميزة في مجال معين؛ فلماذا تحتفظ بكل تلك الأفكار لنفسها فقط؟

ومن هنا، يجب أن تبدأ بالخطوة الأولى من فكرة معينة، وذلك من أجل إفادة نفسها ومجتمعها؛ فكل مشروع قابل للتحقيق عندما نتشارك به مع الناس، والأفكار التي تبقى في رؤوسنا لن توصلنا الى أي مكان.