انه عصر وسائل التواصل الاجتماعي بامتياز، فتصفح المواقع والاطلاع الى كل ما هو جديد بات هوسانعيشه يوميا وينال حيزا كبيرا من حياتنا ويصعب الاستغناء عنه، فهذا الهوس فتح افاقا جديدة ودفع بالبعض الى الاستفادة من هذه الوسائل وتحقيق ثروات طائلة ، فلم تعد ​مواقع التواصل الاجتماعي​ تقتصر فقط على التسلية وتعبئة اوقات الفراغ، بل باتت اليوم احدى اهم المنصات التي من شأنها ان تحقق دخل كبيرا وان تجني الملايين في وقت قصير، وباتت العديد من النماذج التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي مصدر الهام للكثير من ​الشباب​ لتأسيس عملهم الخاص وتأمين مصادر دخل والابتعاد عن الامور التقليدية .

ففي الاونة الاخيرة نسمع كثيرا عن "مدونات الموضة" الذين يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "ال​انستغرام​ " للترويج لمنتجات تجميلية او ازياء او اكسسوارات او الى اعطاء نصائح في كيفية وضع المكياج او العناية بالبشرة وغيرها من المواضيع الجمالية التي تخص ​المرأة​، حيث تقوم صبايا حسناوات بتقديم اخر صيحات الموضة ، فى تصفيف الشعر والماكياج والعناية بالبشرة حيث يتبعهم الملايين من السيدات والفتيات من أجل التعلم والإلهام على اعتبارانهم باتوا رمزا من رموز الجمال المختلفة وأصبحن نقطة ارتكاز قوية في انتقال الموضة من منصة العرض إلى الشارع، فتصدرن المشهد وتحولن الى نجمات لديهن القدرة على التأثير ويضعن معايير ومقاييس الجمال وانتقلن من مدونات الى مؤثرات وحلقة رئيسة في عالم الموضة واداة قوية للتسويق.

وحققت موجة "مدوني الموضة " في ​العالم العربي​ كما العالم رواجا وقبولا كبيرا لدى فئة متابعي ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وتحولت بوصلة التأثير من نجمات الفن إلى مدونات الموضة ، على اعتبار ان المتابعات يشعرن بأن هناك تشابها بينهن وبين المدونة نظرا للبساطة والتلقائية في تقديم المحتوى والوصول الى القاعدة الجاهيرية ، والمدونة هي شخص عادي لا تهتم بأن تغلف حياتها كما تفعل نجمات الفن، كما تنشط عبر "الانستغرام" العديد من المدونات اللواتي لديهن ​أطفال​ يكشفن لمتابعيهن عن تفاصيل معاناتهن كأمهات، وكيف يحققن التوازن بين الأمومة والحفاظ على جاذبيتهن وأنوثتهن.

ولم يعد يقتصر تأثير المدونات على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل وصل إلى أكبر محافل الموضة العالمية فوصلن إلى النجومية في عيون صناع الموضة حسب عدد متابعينهن .

"كايلي جينز" :اصغر ​مليارديرة​ في التاريخ ومليون دولار لكل صورة تنشرها على حسابها على"انستغرام"

ويعزى لمواقع التواصل الاجتماعي الى انها حققت ثروات طائلة لاشخاص لم يكن يملكون شيئا من قبل، بل ان الصدفة وحب الجمال وشغف متابعة اخر صيحات الموضة جعلهم اليوم بين قائمة اثرياء العالم،حيث استطاعت الشابة "كايلي جينز" التي تنتمي إلى عائلة "كارداشيان" الشهيرة ان تصبح اصغر مليارديرة في التاريخ بحسب مجلة "​فوربس​" وان تحصد ثروة وصلت الى 900 مليون دولار من خلال استخدام هاتفها النقّال، وبالاستعانة بعشرات الملايين من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي حيث استطاعة الشابة ابنة ال20 عاما من تأسيسها شركة "كايلي كوسمتكس"، المتخصصة في ​مستحضرات التجميل​ التي تعتبر اليوم ظاهرة عالمية في هذا المجال وتزاحم اكبر الشركات حيث أصبحت سريعًا أشهر علامة تجارية في مجال صناعة أحمر الشفاه، من خلال منتجها الأشهر"kylie lip kit"الذي يباع بـ29 دولارًا، واستطاعت شركتها أن تبيع بأكثر من 630 مليون دولار منذ تأسيسها.

هدى قطان :الاسم الذي اطلق علامة تجميلية تخطت المليار دولار

وفي العالم العربي العديد من مدوني الموضة باتوا رموزا للجمال ومثالا يتبعهن الكثير من هواة الموضة ومواكبي كل ما هو جديد ، وعلى رأسهم المدونة العراقية الاميركية "هدى قطان " التي احتلت المرتبة الثانية بقائمة الأكثر متابعة على انستغرامواتت في المركز الــ 37 على قائمة مجلة "فوربس" لأغنى 100 امرأة عصامية في ​الولايات المتحدة​ لعام 2018.

وقطان التي اتت الى دبي في العام 2008 للعمل فيها بوظيفة مالية في إحدى ​الشركات الكبرى​، سرعان ما تركتهاوأطلقت في 2010 مدونة عنالتجميل ومستحضراته عبر موقع "​إنستغرام​" لتطلق في العام 2013، بالمشاركة مع زوجها وشقيقتيها شركة "هدى بيوتي"، والتي تبيع اليوم أكثر من 140 منتجاً من مستحضرات التجميل، وتحقق مبيعات لا تقل قيمتها عن 200 مليون دولار سنوياً، وتبلغ قيمة ثروة هدى قطان الشخصية 550 مليون دولار ويتابعها 26 مليون متابع على "انستغرام" لتصبح بذلك من ابرز الشخصيات المؤثرة في عالم الجمال والتي تعمل الى امتلاك صناعة الجمال وان تكون شركتها الاولى في العالم في هذا المجال .