مع حلول الأعياد والمناسبات، وخاصة تلك التي تترافق مع إجازات طويلة، تتحضر المؤسسات ​السياح​ية و​الفنادق​ لاستقبال السياح والزوار المحليين أيضا، لقضاء عطلة سعيدة وممتعة.

وكما اقتضت العادة منذ فترة ليست بقصيرة، يأمل ال​لبنان​ي الذي يعاني من ضائقة اقتصادية ومعيشية كبيرة، أن يرى ولو بعض التحسن في الحالة التجارية والسياحية القائمة، ويتمنى مع قدوم كل عيد، أن تعود الحركة الى سابق عهدها، وأن يستعيد لبنان زخم المرحلة الذهبية التي عايشها في الماضي.

وعلى الرغم من أن حركة ​السياحة​ الداخلية في البلاد ناشطة نسبيا، إلا أنها تعتبر غير كافية من أجل النهوض بقطاع، كان يشكل في الماضي، عامود الأساس للاقتصاد. ومن هنا نحن بحاجة الى عودة السياح الأجانب والعرب و​الخليجيين​ بشكل خاص، والى أن يستعيد لبنان صورته كوجهة أساسية يختارها محبو السفر دون أي تردّد!

وتشير الأرقام الى أن أكثر من نصف مليون شخص استخدموا "​مطار بيروت الدولي​" خلال النصف الأول من شهر آب الجاري، حيث بلغ مجموع الركاب حوالي 553 ألف، بينهم حوالي 266.5 ألف راكب من الوافدين الى لبنان. كما ارتفع عدد الرحلات الجوية خلال هذه الفترة، ليسجل 3995 رحلة من والى لبنان، معظمها لنقل الحجاج لزيارة الأماكن المقدسة في ​السعودية​.

واليوم عشية ​عيد الأضحى​، لا بد أن نسأل إن كان ​القطاع السياحي​ سيعوض بعضاً من خسائره المتراكمة على مدى السنوات الأخيرة الماضية، خاصة وأن هذا ​العيد​ يترافق مع عروض فنية يحييها عدد من النجوم اللبنانيين والعرب، من الصف الأول، الذين اختاروا لبنان وجهة لحفلاتهم التي تستقطب بالعادة نسبة كبيرة من محبي السهر؟

للإجابة على هذا سؤال وغيره من الأسئلة المتعلقة بالقطاع السياحي بشكل عام، كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص مع ​الأمين العام​ لنقابة أصحاب الفنادق وديع كنعان:

كيف تقيم نسبة إشغال الفنادق في لبنان عشية عيد الأضحى؟

الأرقام خلال عيد الأضحى تشير الى أن نسبة الإشغال في ​فنادق بيروت​ ستتعدى الـ90%، كما ستصل الى أكثر من 75% في فنادق الساحل.

هل شهد لبنان على قدوم ​السائح​ والمغترب على حد سواء؟ من هم الأكثر إقبالا على الفنادق اللبنانية؟ وهل تحسنت نسبة الإشغال بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي؟

غالبية زبائن الفنادق اللبنانية خلال فترة عيد الأضحى هم من ​مصر​ و​العراق​ ودول عربية أخرى.

ولا بد من الاشارة الى أن نسبة الإشغال عموما خلال هذه الفترة، سجلت معدلات أفضل من الفترة ذاتها من العام الماضي 2017، وذلك بسبب مصادفة موسم الاصطياف مع عيد الأضحى.

*غالبية زبائن الفنادق اللبنانية من مصر والعراق خلال عيد الأضحى

مع الاقتراب من نهاية موسم اصطياف 2018، كيف تقيم هذا الموسم بالنسبة للقطاع الفندفي؟ هل شهد هذا القطاع انتعاشا وتحسنا في مؤشراته؟

موسم صيف 2018 جاء أفضل من السنة الماضية، فالمهرجانات التي تقام في مختلف المناطق اللبنانية سجلت نجاحات كبيرة، وتمكنت من تنشيط حركة السياحة الداخلية.

كما أن المغترب اللبناني هو مرة جديدة اللاعب الأساس في سوق السياحة.

الى أي مدى أسهمت المهرجانات المختلفة في تنشيط حركة الفنادق في المناطق اللبنانية الساحلية والجبلية أيضا؟

في شكل عام، تصل نسبة إشغال الفنادق الواقعة في القرى السياحية من 90% الى 100%، خلال أيام المهرجانات وعطلات نهاية الأسبوع. لكنها لا تتعدى حدود الـ50% خلال أيام الأسبوع.

كما أن نسبة الاشغال الفندقي خلال موسم صيف 2018، سجلت نتائج أفضل من العام الماضي 2017، وقد تراوح التحسن ما بين 8% و10%.

أما شهر حزيران على سبيل المثال، فقد شهد ارتفاعاً بالزوار العرب بنسبة 20%، وذلك بحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة. ومن جهة أخرى، وصل عدد السياح الأوروبيين الى 400 ألف، بزيادة 10% عن العام الماضي. اذ بلغ عددهم في حزيران 2018، حوالي 64 ألف زائر، مقارنة مع 58 ألف في السنة الماضية.

وهنا لا بد من الاشارة أيضا، الى أن الطقس الصيفي بامتياز، لم يبدأ إلا مع بداية هذا الشهر، وبالتالي لم تهرب الناس من الساحل الى الجبل كالعادة خلال الأشهر الماضية، ما أثر على الفنادق الواقعة في قرى الاصطياف السياحية.

وبالإضافة الى ذلك، فإن الفنادق اليوم تقدم أسعارا خاصة و​حسومات​ تصل الى 35% خلال أيام الأسبوع، لكن هذا الأمر لا ينطبق بالطبع على فترة المهرجانات وعطلات نهاية الأسبوع، وعيد الأضحى بطبيعة الحال، حيث لا تتعدى نسبة الحسم الـ10%. كما أن كل الفنادق تلتزم بتسعيرة وزارة السياحة.