استضافت ​ندوة​ "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة ​لبنان​ الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان " تحية الى الغالي على قلوبنا: صخرة الاعلام مكاريوس سلامة"، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم رياشي، رئيس التحرير في اذاعة "​لبنان الحر​" انطوان مراد، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ورئيس معهد ​المشرق​ للدراسات الاستراتيجية د. ​سامي نادر​.

وقال وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم رياشي ان "مكاريوس سلامة هو ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ الاعلام الاذاعي لانه غير متخصص في الاعلام الاذاعي بل عمل كانه ​مؤسس​ للاذاعة بشكل عام، وكيف بالحري لاذاعة مناضلة كاذاعة لبنان الحر, وحمل قضيته وكانت الاذاعة وسيلته ولاجل ذلك نجح لانه كان شغوفاً في قضيته وعمله ونضاله".

اما مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس فاشار الى "اننا فقدنا رمزاً كبيراً من رموز الاعلام في لبنان ورمزا من رموز الاصرار على العيش المشترك".

من جهتها، لفتت مسؤولة الاعلام في "القوات اللبنانية" انطوانيت جعجع الى "سلامة كان خسارة كبيرة جدا للقوات وللعمل النضالي الذي كان يقوم به وهو صخرة من صخرات القوات في كل الازمنة".

اما رئيس التحرير في اذاعة لبنان الحر انطوان مراد فاشار الى "انني وسلامة كنا نكمل بعضنا بعضاً في المؤسسة ولكن جانحنا مكسور اليوم وله انتماء نضالي نظيف، وكان يعمل للمؤسسة وكل همه خدمة القضية، وعندما كنت رئيساً لمجلس الادارة وهو مدير عام مرت على الاذاعة مرحلة ذهبية وبنينا طريقاً جديداً".

وخول الموضوع الاقتصادي ، لفت د. سامي نادر الى "اننا متجهين نحو انهيار اقتصادي بالرغم من ان هذه العبارة لا تعجب البعض، ونقول هذا الكلام بحذر وليس للتهويل ولا لقرع طبول الانهيار، ومن واجبنا كاقتصاديين ومراقبين واكاديميين ورجال اعمال ومجتمع مدني ان نحذر من خطورة الوضع القائم للسنة السابعة على التوالي، وهناك شيء خطير يحصل وهو تزاوج عجز الخزينة و​عجز ميزان المدفوعات​، الامر الذي لم يحصل من قبل في تاريخ لبنان، وحتى ولو كان هناك عجز في الخزينة، لم تكن بهذه النسب الكبيرة وبهذا الحجم الذي وصل الى 7 مليارات ليرة خاصة بعد اقرار السلسلة. وفي نفس الوقت كان هناك فائضا في ميزان المدفوعات بحيث انه كان هناك عملات اجنبية تدخل الى لبنان اكثر من خروجها منه وهذا كان يسمح لنا ان نستوعب عبء عجز الخزينة"، لافتا الى ان "اليوم لم يعد هذا الامر قائماً بل هناك تراكم في العجزين اي Twin deficit، وهذا ليس بمؤشر صحي للبنان والدليل هو بعض المؤشرات التي تشغل البال بالاضافة الى نسب الفوائد التي تصل الى 15% و16% كما ان شبكات ​الامان​ الاجتماعي مهددة ايضا بالانهيار".

واضاف نادر ان "بصيص الامل الوحيد في ظل ارتباطنا بازمات المنطقة واملنا الوحيد هو مؤتمر سيدر 1، علماً انه لدي ملاحظات كثيرة حول هذا المؤتمر، ولكن هناك امر مهم اكثر من ضخ المال الذي نحتاجه في قطاع ​الاستثمارات​ بالبنى التحتية لان هذا الامر يحرك الاقتصاد، وهو ال​اصلاح​ات المرتبطة به ولن تتم الاستثمارات الا اذا جرت هذه الاصلاحات"، مشيرا الى ان "اهمية سيدر 1 هو اضاءته على الاصلاحات وبنفس الوقت يعطي اموالا بشروط ميسّرة، صحيح انها ​ديون​، ولكنها ليست دبوناً لانفاقات جارية في الحكومة ودفع رواتب لموظفين غير موجودين او تمويل ​الفساد​ بل هي ديون سنستثمرها في قطاع ​شبكات التواصل​ والمواصلات والطرقات و​الكهرباء​".

وتابع ان "الخطوة الاولى في مجال الاصلاحات هي مسألة الكهرباء واصلاحها و من المهم ما قاله السفير الفرنسي في لبنان خلال العيد الوطني لفرنسا منذ شهر عندما كشف معطيات مؤتمر سيدر 1 وان شركة جنرال الكتريك الاميركية عرضت علينا ان يؤمنوا الكهرباء خلال 10 اشهر وبسعر اقل من سعر ​المولدات الكهربائية​، واذا لا يوجد احد يستطيع ان يجلب شروطاً افضل لماذا لا تنفذ هذه الخطوة"، مضيفاً ان "مضمون هذا التصريح مهم جداً وهو لا يصدر عن شخص داخل في اللعبة السياسية والبازار السياسي اللبناني، بل من شخص يمثّل دولة بما لديها من مصالح، وهذا الامر معقول وفي مدة قصيرة جداً ولكننا قمنا بجلب بواخر ووضعنا خطة على مراحل على اساس انه لا يمكننا بنناء مصانع خلال سنة ونصف او سنتين بل هناك من يقول ان شركات عالمية تستطيع ان توصل لكم الكهرباء باقل من سنة"، متسائلاً "هل هذا هو الاصلاح او المؤشر الاول على اي حكومة مقبلة كي تأخذ اصلاح قطاع الكهرباء لان هذا الشيء ممكن بشهادة الخبراء والاطراف الدولية الداعمة للبنان وهذا ينعكس على المالية العامة ويعزز ​الطاقة​ الانتاجية للبنان وينشط الاقتصاد، وصحيح ان هذه الخطوة الاصلاحية ضمن خطوات كثيرة للبنان ولكن عندما نعلم ان عجز الخزينة بنسبة 40% بسبب الاموال التي تدفعها الحكومة على قطاع الكهرباء غير موجودة، عندها يمكننا القول ان اي محاولة جدية اليوم لانتشال لبنان من ​الازمة الاقتصادية​ وبتفعيل مؤتمر سيدر يمر حتماً باصلاح قطاع الكهرباء اولاً، ومن ثم هناك سلة من الاصلاحات المطالب بها لبنان وبحيث ان ​البنك الدولي​ اصدر خلال الاسبوع الماضي كتاباً عن هذه الاصلاحات واولويتها في القطاعات العديدة. ولكن من سيقوم اليوم واية حكومة ستقوم بهذه الاصلاحات؟ ربط ملف الحكومة بالصراع الاقليمي وانا لا ارى اي امل بتشكل الحكومة على الاقل خلال الاسابيع القادمة".

واردف "نحن حتى لم نخرج من الحرب بعد وان الطبقة السياسية تعيد ادخالنا من جديد في دوامة الحرب، وصحيح ان الحرب لاتزال على ​تويتر​ ولم تتحول الى صراعات داخلية ولكننا اليوم بعيدين كل البعد عن بناء الدولة والدستور واضح حول كيفية تشكيل الحكومات وخاصة اننا اصبحنا مرتبطين بصراعات الاقليم"، مضيفاً انه من سيقوم بتنفيذ هذه الخطط الموضوعة ويجب ان تشكل الحكومة الجيددة على قاعدة الخطة الاقتصادية التي تم التحضير لها سابقاً وليس على قاعدة تامين 4 نواب و5 نواب والثلث المعطل وغيرها واصبح كل طرف سياسي يحاول ان يشكل الحكومة بحسب ارادته".

وتابع ان "المخرج الوحيد للازمة هو الخروج من منطق وضع الشروط التعجيزية والحصص بشكل كامل والتوجه نحو منطق تشكيل حكومة كفاءات وهذا ما يحتاج اليه لبنان ولكن كيف يمكن تشكيل حكومة كفاءات في ظل الوضع الراهن؟" وكاشفا عن "خوفي من التوصل الى سيناريو شبيه بسيناريو اليونان وان يتم وضع لبنان في غرفة العناية الفائقة من قبل مجموعة دولية اذا انوجدت في الاصل، ومنذ شهرين دخل ​الاردن​ في ​ازمة اقتصادية​ لاسباب مشابهة بتلك التي نعيشها وخاصة لناحية غياب النمو ووطأة النزوح السوري على اقتصاده ادى الى عملية انهيار اقتصادي وقامت 3 دول بضخ الاموال وانقاذه".

واشار الى انه "اذا وصلنا في لبنان الى ما حدث في الاردن ونحن داخلون الى ازمة مرحلة المدارس وفواتير ​المازوت​ للتدفئة والى موضوع الضمان و​النفايات​ وكل الازمات المفتوحة ونحن قد نسيناها في الصيف ولا نعرف ما هي افقها وهناك مؤشرات خطيرة جدا تتطلب معالجة وبصيص الامل الوحيد اليوم هو مقررات مؤتمر سيدر ولكن هذه المخططات كي تسير يجب تشكيل حكومة لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة".

واشار الى انه في موضوع اللاجئين "هناك طرفان يستطيعان البت به وهما الطرف الروسي والطرف الاميركي وهما قادرين على ضمان امن عودة هؤلاء الى ​سوريا​ والذين يرسمون الخارطة الجديدة وكل فريق يدخل بهذا الملف يلعب بدور اكبر من دوره وحسنا فعلت السلطات اللبنانية حتى لو انها غير متفقة على ملف واحد ونحن نقول ان هناك مبادرة روسية صاحبة الكلمة الفصل في سوريا فلنذهب وننسق معها واعفونا من مسالة التطبيع مع ​النظام السوري​ لانها لا تزال مسألة انقسام بين اللبنانيين، ومن يريد ان يبني حكومة ويهتم بامور الناس عليه ان يبتعد عن هذه المواضيع".