لم يدرك بهروز بوجاني الذي هرب من خطر الاعتقال والسجن في بلده ​إيران​، أنه سيرسل إلى مركز احتجاز في جزيرة منعزلة ويقضي 5 سنوات فيها بسبب عدم حيازته على الأوراق الثبوتية الكافية لطلب اللجوء، رغم أن صيته ذاع في معظم أنحاء العالم عن طريق الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية.

وكان بهروز متجها إلى ​أستراليا​ برفقة عشرات المهاجرين على القارب، عندما صادفتهم البحرية الأسترالية وقادتهم إلى جزيرة كريسماس ثم مانوس الواقعة في بابوا ​غينيا​ الجديدة.

ولا يزال بهروز يوثق ويدون على صفحاته في ​مواقع التواصل الاجتماعي​ تجاوزات السلطات بحق المعتقلين، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى عزله عن زملائه ووضعه في سجن انفرادي. ولم يثنِ السجن عزيمة بوجاني عن الكتابة للحظة، بل نشط أكثر وكتب عن حالات عدة من داخل السجن. ولم يتوقف بوجاني عن الكتابة، وتحسباً لتمزيق السلطات لأوراقه، استخدم تطبيق "واتساب" على هاتفه النقال في كتابة رواية  "لا صديق سوى الجبال" على مدار 5 سنوات.

ويقول بوجاني: "كنت أكتب في كل مرة رسالة نصية وأرسلها إلى صديقي خارج السجن، ليجمعها في ملف خاص بعيداً عن خطر تمزيق السلطات لأوراقي". وقد استغرقت كتابة تلك ​الرسائل​ 5 سنوات، حيث كان يعمل لساعات طويلة كل يوم تصل أحياناً إلى 16 ساعة.