هناك العديد من قصص النجاح، التي بدأ أبطالها مشوار حياتهم من الصفر، ووصلوا بفضل جهدهم واجتهادهم، إلى أهدافهم كافة.

وفي مدرسة الحياة، نتعلم من بعد كل نجاح أو فشل، وقد يكون الخطأ في بعض الأحيان، أكثر نفعا، حيث نتعلم من أخطائنا أسرع من ما نتعلمه من الإنجازات. فالمحاولة والتجربة والفشل أيضا، هي عوامل تعد "وقودا" للنجاح؛ هذا ​الوقود​ الذي قاد ديما مصري الى متابعة شفغها وتحقيق طموحها. فإن تجاوز الفشل يكون عبر جسر التجربة والنجاح الذي يصنعه أصحاب الإرادة القوية؛ هؤلاء الذي يضعون أهدافهم نصب أعينهم، فينجحون في الوصول الى جميع طموحاتهم.

فلنتعرف الى بدايات مؤسِسة العلامة التجارية "Little Star"، ديما مصري، والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها، بالاضافة الى رأيها في ما يتعلق بالمنافسة، في هذه المقابلة التي خصّت بها "الاقتصاد":

كيف قررت تأسيس "Little Star Atelier"؟

أحب الرسم منذ أن كنت صغيرة، وعندما وصلت الى المرحلة الجامعية اخترت مجالا متعلقا بهذه الهواية، اذ تخصصت في ​التصميم​ الغرافيكي، وتخرجت في العام 2002. كما أحب القطع المصنوعة يدويا، ولهذا السبب شعرت بشغف تجاه الموضة و​الأزياء​.

أما "Little Star" فبدأت بالصدفة، اذ صممت ونفذت وشاحا لابنتي، نال إعجاب كل من رآه، وبالتالي طلب مني البعض أن أصمم لهم واحدا مثله. ومع الوقت أطلقت مجموعتي الأولى، التي كانت مستوحاة من ​ملابس​ الفنانة الأميركية ​مادونا​، ورأيت تفاعل الناس وردود فعلهم الايجابية، ومن هنا بدأت العلامة التجارية بالتطور.

وفي البداية، كانت الملابس محصورة بالتنانير والقمصان والأوشحة القطنية اليومية، ومع الوقت بدأت بإدخال القماش الرقيق الشفاف والمخرّم.

هل واجهت صعوبة في البداية عند تنفيذ التصاميم؟

لم أعاني من معوقات واسعة من هذه الناحية، ولكن خلال الفترة الأولى، واجهت بعض التحديات في التقنيات المعتمدة من قبل الخياطين. وكنت خلال السنة الأولى من العمل، أحاول وأخطئ، وذلك لكي أتعلم من أخطائي؛ وبالتالي لم أكتشف هذه المهنة أكاديميا بل عن طريق التجربة.

وتلك السنة كانت الأصعب بالنسبة لي، لكنني تعرفت خلالها الى الأقمشة وأنواعها، والموديلات المعتمدة،... وبعد ذلك، باتت الأمور سهلة لأنني اكتسبت كل الخبرات والمهارات اللازمة.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة من المصممين والعلامات التجارية المحلية والعالمية؟

انطلقت في العام 2014، وخلال الفترة الأولى لم أحصل على أي تشجيع من الموردين الذين كنت أتعامل معهم، بل على العكس نصحوني أن أتخلى عن تصميم الأزياء للأطفال والانتقال الى الكبار، لكنني أصريت على هذا المشروع بسبب شغفي الكبير تجاهه. ومن جهة أخرى، رأيت أن هناك طلب في السوق على هذا النوع من المنتجات، كما هناك نقص في مجال الألبسة الراقية واليومية للأطفال تحديدا.

وكنت سعيدة حينها، بسبب وجودي لوحدي تقريبا في السوق، ولكن اليوم في العام 2018، باتت المنافسة كبيرة، وأصبحت الأسواق مشبعة بالتصاميم والأفكار المقلدة. ولهذا السبب، أحاول قدر الإمكان تقديم الأفكار والتصاميم الفريدة من نوعها، والمميزة، والتي من الصعب نسخها.

ولا بد من الاشارة الى أن وسائل التواصل الاجتماعي تنمي فكرة النسخ والتقليد، لكن نوعية النسخة الملقدة تكون دائما أقل جودة من الأصلية.

ومن هنا أقول أنه من الجميل أن يستوحي الانسان من غيره، لكن عليه في المقابل أن يحسّن في ما يستوحيه، لكي يقدم التصاميم الخاصة به، والتي تشبهه.

وأنا شخصيا، لا أستطيع أن أنكر أنني قلدت غيري في بداية المسيرة، اذ كنت جديدة في هذا المجال ولا أعرف ماذا أفعل، وبالتالي أردت الإمساك بطرف الخيط لكي أتمكن من القيام بالخطوة الأولى، ومن ثم التوجه نحو أسلوبي الخاص.

وأتمنى على أي مصمم جديد، أن يحصل على الأفكار من غيره في بداية الطريق، ولكن عليه بعد فترة، أن يجد أسلوبه الخاص، ولا يستمر في التقليد.

أما بالنسبة الى المنافسة فهي ضرورية حتما في مجال الأعمال، وتحث الانسان على التقدم وتقديم الأفضل؛ فلو بقيت بمفردي في السوق، لكنت توقفت عن التطور واستقريت في مكاني.

​​​​​​​

وسائل التواصل الاجتماعي تساعد الأشخاص على تقليد التصاميم ونسخها، ولكن في المقابل، هل تساعدك هذه المواقع على الانتشار بشكل أكبر بين الناس؟

تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الأهم في مجال الأعمال، لكنها سيف ذو حدين، ولهذا السبب فإن الخطأ عبرها ممنوع.

فمنذ حوالي ستة أشهر فقط، افتتحت متجري الخاص في مجمع "ABC" في الضبية، ولكن منذ العام 2014، واجهتي هي صفحتي على "​انستغرام​". فخلال السنة الماضية ألبست الأطفال المشاركين في برنامج "The Voice "، وأولاد الفنانة ​نانسي عجرم​ في عيد ميلادهما، ما أثر بشكل ايجابي على سير الأعمال.

هل تجدين إقبالا على متجر "Little Star" منذ افتتاحه والى حد اليوم؟

نعم بالطبع، ولكن يجب إعطاء المتجر المزيد من الوقت لكي ينطلق فعليا، ونتمكن من التماس التقدم.

لكن الزبائن الذي يزورون المتجر مرة، يعودون مرة ثانية بعد فترة، ما يعني أنهم يحبون المنتجات ويرغبون في شرائها.

ولا بد من الاشارة الى أن المبيع في ​لبنان​ صعب بالإجمال، لكنني أشكر الله على النتائج الرائعة التي حققناها الى حد اليوم.

ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟

أتمنى التوسع الى خارج لبنان، ونحن نعمل، أي فريق العمل وأنا، على تحقيق هذه الخطوة. كما أسعى لتكون "Little Star" معروفة أكثر في ​الخليج العربي​، لأن السوق اللبناني صغير، ومن هنا آمل أن أفتتح المزيد من الفروع محليا وإقليميا أيضا.

هل حصلت على الدعم من محيطك عندما قررت إطلاق مشروعك؟

تلقيت دعما واسعا من عائلتي وزوجي وأولادي، فجميعهم آمنوا بموهبتي، وتعرفوا الى قدراتي، وقدروا ما أقوم به.

ولكن عندما بدأت بالعمل، كان قاعدة الزبائن مؤلفة من أشخاص غريبين عني، وبالتالي لم يشترِ مني الأصدقاء. وخلال الفترة الأولى حزنت بسبب هذا الواقع، اذ شعرت بغياب الدعم من أقرب الناس. ولكن بعد ذلك فرحت كثيرا لأنني علمت أن من يشتري من تصاميمي لا يجاملني، لأنه غريب عني وبالتالي ليس مجبرا على شراء القطعة إن لم تعجبه؛ ومن هنا تمكنت من تقييم عملي.

ومع الوقت عندما توسعت العلامة التجارية، وبات الجميع يشتري منها.

هل تشجعين المرأة اللبنانية على إطلاق مشروعها الخاص مثلما فعلت بنفسك؟

نعم بالطبع، لأن طموحها يدوم لها حتى النهاية، واذا لم تشعر المرأة بأنها حققت أهدافها وأحلامها، فسوف تتدمر شخصيتها ونفسيتها مع الوقت.

ولكن الأهم أن تجد ما تحبه، في أي مجال كان!