خاص ــ الإقتصاد

وقع رجل أعمال ​لبنان​ي ضحيّة عصابة محترفة مؤلفة من شخصين أحدهما بوسني الجنسية والآخر كرواتي، خسر خلالها خمسة ملايين دولار أميركي، بعد أن اقتنع بحيلتهما ومدّهما بالأموال لقاء تأسيس شركة تجارية كبرى لشراء تجهيزات ضخمة لصالح وزارات دولية، لكن من إن تسلّم هذان الشخصان الأموال وتمكنا من تحويلها الى الخارج اختفى أثرهما، عندها لجأ المتضرر الى القضاء لتحصيل حقّه.

حضر المدعى عليهما ​البوسني​ "جاسينكو كاريفيك" و​الكرواتي​ "بيرتيك ماتيجا" الى لبنان قبل أشهر وتعرّفا على متموّل لبناني، وتقرّبا منه لكونه رجل أعمال يمتهن التجارة على نطاق واسع، وعزما على الإستيلاء على أموال طائلة منه عن طريق نسج مناورات احتيالية بحقه، بدأت بمزاعم روّجها البوسني، وأقنع عبرها رجل الأعمال بأنه يعمل وكيلاً لمعاملات معدات ثقيلة، ووكيلاً لأهم الوزارات الدولية في مجالات تأمين وشراء التجهيزات المتطورة بتراخيص دولية عن طريق أحد مدراء شركة "ساف" الأوروبية، في حين أن الكراوتي قدّم نفسه على أنه شريكه في تلك الأعمال.

وبالفعل انطلت الحيلة على رجل الأعمال اللبناني الذي وافق على عرض الشراكة معهما، وتأسيس وتمويل شركة لإتمام صفقات كبيرة بملايين الدولارات تحقق لهم أرباحاً طائلة، وتمكن المدعى عليهما من حمله على تسليمهما دفعات مالية متتابعة فاقت الـ 5.000.000 دولار أميركي (خمسة ملايين دولار)، وهنا وقعت المفارقة، فما إن تسلّم المدعى عليهما هذه الأموال تواريا عن الأنظار واختفى أثرهما، ليتبين أنهما من أصحاب السوابق في عمليات الإحتيال و​تبييض الأموال​ والتزوير وغيرها، وخلال عملية التدقيق في طريقة تحويل الأموال التي كان يطلبها المدعى عليهما، اتضح أنها ​مخالفة​ كليّاً للآلية المألوفة في ذلك والتي تحصل عادة من خلال التحويل عبر ​المصارف​، بينما كان يحولان هذه الأموال عبر أحد الصرافين السوريين في منطقة الدورة، بحجة تلافي الصعوبات ونسب العمولات المرتفعة، وهو ما حمل المدعي بالنتيجة على التقدم بالشكوى موضوع التحقيقات التي لم يتم خلالها استجواب المدعى عليهما بفعل مغاردتهما الأراضي اللبنانية، فأطلقت مجريات الملاحقة الحاضرة بحقهما بالصورة الغيابية.

تفاصيل هذه العملية كشفها القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق في جبل لبنان نديم الناشف، الذي اعتبر في حيثيات قراره أن أفعال المدعى عليهما اتسمت بالمناورات الإحتيالية من أجل الإستيلاء على أموال الجهة المدعية عبر ايهامها بالدخول في مشروع تجاري من شأنه أن يعود عليها بأرباح طائلة ومن ثم تواريا عن الأنظار بعد الإستيلاء على أموال رجل الأعمال.

وراى القاضي الناشف أن أفعال البوسني "جاسينكو كاريفيك" والكرواتي "بيرتيك ماتيجا" لجهة تحويل الأموال الناجمة عن جرم الإحتيال المشار اليه بأسلوب مغاير للأسباب الأصولية في الأحوال الماثلة يؤلف جناية المادتين 2 و3 من قانون تبييض الأموال التي تنصّ على الأشغال الشاقة سبع سنوات، وخلص الى الظنّ بهما بالجناية الأخيرة، فضلاً عن جنحة المادة 655 (الإحتيال) التي تنصّ على االسجن ثلاث سنوات، وأحالهما الى المحاكمة أمام ​محكمة​ الجنايات في جبل لبنان.