سحر معوض قديسي قصة جديدة من قصص ​نجاح المرأة​ ال​لبنان​ية وتميزها. فإيمانا منها، ومن محيطها، بمهاراتها وقدرتها على الابتكار وخلق الأفكار الجديدة، نجحت في توسيع نطاق عملها، وضمان استمراريته، كما استفادت من وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمشروعها.

وبالاضافة الى إبداعاتها الفنية والعملية، فإن سحر مبدعة أيضا في واجباتها الأمومية، وقد تشجعت أكثر فأكثر على خوض غمار العمل الحرّ، من أجل تخصيص حصة أكبر من وقتها لابنتها الصغيرة.

حول تجربتها المهنية الاحترافية والممتعة، في آن واحد، تحدثت مؤسِسة "Dentelle Du Moi"، سحر معوض قديسي، الى الـ"الاقتصاد":

من هي سحر معوض قديسي؟ وكيف قررت إطلاق "Dentelle Du Moi"؟   

تخصصت في ​التصميم​ الداخلي، واكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال. وفي العام 2009، اتخذنا، زوجي وأنا، القرار بأن نتزوج، وقررت حينها التخطيط للزفاف بأكمله، من الألف الى الياء؛ أي الديكور، ​الأزهار​، طاولة ​الشوكولا​، وكل التفاصيل الأخرى...

وفي يوم الزفاف، تلقيت المساعدة من أصدقائي، وسارت الأمور كافة بشكل جيد جدا، كما أن النتيجة جاءت جميلة للغاية، وبالتالي نشرت ​الصور​ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحصلت على أصداء إيجابية ومشجعة، ونال الزفاف إعجاب عدد كبير من الأشخاص.

وقد لفتت هذه الصور انتباه صديقين لنا من الجامعة، وأحبت العروس ما قمت به، وطلبت مني تنظيم حفل زواجها.

وبعد ذلك تحمست على هذا الأمر، وبدأت بتوسيع نشاطي العملي على صفحتي عبر موقع "فيسبوك". وفي العام 2010، حصلت على طلبيات عدة، وانطلقت بالعمل.

ولا بد من الاشارة الى أنني أحببت هذه المهنة كثيرا، لأنها تتيح لي تخصيص وقت أطول لطفلتي، بدلا من الالتزام بدوام محدد في الوظيفة. ومن هنا، استقلت من وظيفتي، وانطلقت بحماس وقوة واندفاع، وعمدتالى توسيع العمل أكثر فأكثر.

هل تشعرين بضرر وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية النسخ والتقليد؟

 لكل شيء ثمنه في هذه الحياة، فاذا أردت الانتشار عبر وسائل التواصل، علي في المقابل أن أضحي من ناحية النسخ والتقليد. فأنا قادرة على الحفاظ على التجدد كل سنة وكل موسم.

 وبالتالي فإن التقليد قد يكون عاملا محفزا، و"مستفزا" الى حد ما، من أجل خلق الأفكار الجديدة.

هل تعتبرين المنافسة عاملا إيجابيا في مجال الأعمال؟

لا أفسح المجال لأي مشكلة بعرقلة مسيرتي، كما أنني قادرة على التفكير دائما بالمواضيع الجديدة. أما المنافسة في هذا المجال، فهي واسعة حتما، وتتزايد أكثر فأكثر يوما بعد يوم، لكنني مؤمنة بأن الأمر لا يتعلق بتقديم الأفكار الجميلة فحسب، بل بالتعاون الذي يحصل بين المصمم والزبون. ففي "Dentelle Du Moi"، أتعامل مع الزبائن على المستوى الشخصي، وقد تبدأ رحلتي معهم بحفل الزفاف، وتستمر حتى الولادة والمعمودية، وغيرها من المناسبات.

ما هي العوامل الأخرى التي تميز "Dentelle Du Moi" عن غيرها؟

أولا، خلفيتي في مجال الهندسة الداخلية تساعدني الى حد كبير، وبالتالي أجمع ما بين خبرتي الجامعية والمهنية، وموهبتي، من أجل الوصول الى أفضل النتائج.

ثانيا، أصمم طاولة ​الحلويات​ بأكملها، أي أن الزينة موجودة من الألف الى الياء، وتكمل بعضها البعض.

ثالثا، أعمل على أنماط ورسومات (patterns) خاصة بي، وبالتالي لا أشتري ما هو موجود في الأسواق، ومن هنا لا أكون محدودة بمنتجات معينة، بل أخترع العناصر التي تناسب فكرتي.

رابعا، أحاول عدم تقديم الأفكار المتشابهة، والابتعاد عن تكرار الديكورات والزينة، لكي يحصل كل زبون على ما يناسبه.

هل أن "Dentelle Du Moi" موجهة الى الميزانيات كافة؟      

أسعار "Dentelle Du Moi" تعتبر متوسطة الى حد ما، لكنني أحاول قدر الإمكان أن أكون مرنة مع الزبائن، لكي يتناسب السعر مع ميزانياتهم.

اذ يهمني اسم "Dentelle Du Moi" وسمعتها، لأن قيمة القطع موجودة فيها؛ فأنا أستخدم المنتجات "الراقية" في عملي، مثل الشوكولا البلجيكية، والحلويات،...

هل تفكرين بالتوسع الى خارج لبنان؟

نجري بعض الأحاديث في الوقت الحاضر، من أجل التوسع الى خارج، لكنني أفضل أن تكون هذه الخطوة مدروسة 100% قبل تطبيقها، من أجل تفادي التعثر والوقوع في فخ التسرع.

هل تعتبرين أن "Dentelle Du Moi" حققت النتائج المتوقعة منها؟

عندما انطلقت "Dentelle Du Moi"، لم أكن أسعى للانتشار، بل على العكس عمدت الى العمل خطوة بخطوة.

وأشكر الله على الأصداء الرائعة التي أتلقاها على الدوام، فمع الوقت، أصبحت مصداقيتنا عالية، وهناك عدد كبير من الأشخاص الذين يتعاملون معي، والذين يقولون لي على الدوام "نحنا متكلين عليكي وحاطين أيدينا بمي باردة"، أي أنهم مرتاحون الى أقصى الحدود في ما يتعلق بالنتيجة النهائية. وهذا الأمر يدل على ثقة الناس بالمشغل الذي ينمو ويتوسع مع مرور الأيام.

ولا بد من الاشارة الى أنني لا أحب النظر الى "Dentelle Du Moi" كمشروع تجاري، لأنني لا أعمل بهذه الطريقة، بل أستخدم عاطفتي من أجل تقديم الأفضل. وأنا مقتنعة وراضية تماما عن ما حققته الى حد اليوم، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة مثل عمري، وفترة العمل، والمنافسة الموجودة في الأسواق.

الى جانب العاطفة التي تعتمدين عليها في عملك، ما هي الصفات الشخصية الأخرى التي تتيح لك التقدم والنجاح؟

أولا، لا أنظر الى غيري من العاملين في هذا المجال، بل أعيش تحت مظلتي الخاصة ومزاجي الخاص.

ثانيا، أعتبر هذا العمل تسلية وهواية، وذلك لأنني أقوم بما أحبه.

ثالثا، أنطلق من لوحة ألوان أحضرها بنفسي على "​فوتوشوب​"، وأسعى لتفادي أي نقص في التصميم، وأحافظ دائما على الانسجام بين الأمور. وبالتالي يكون الموضوع متناسقا ومرتبطا ببعضه البعض.

هل أن هذا العمل الحر يتيح لك التنسيق بشكل أكبر بين حياتك الخاصة والعائلية ومسيرتك المهنية؟

ابنتي تبلغ من العمر تسعة أشهر، وبسبب هذا العمل، أستطيع التواجد معها على الدوام. فمنذ أن ولدت، أصطحبها معي من أجل التزيين، كما لا أزال الى حد اليوم أعتمد على الرضاعة الطبيعية معها.

ولو كنت أعمل في مجال آخر، لما تمكنت من تقديم كل هذا الوقت والاهتمام لابنتي.

نصيحة الى المرأة.

من المهم في المرحلة الأولى، أي قبل الانطلاق في أي عمل، أن تكون المرأة على دراية تامة برغبتها وإرادتها، وتتعرف الى ما تريده وتحبه، وتتحلى بالشغف الحقيقي تجاه مشروعها.

فمن غير المنطقي أن تستقيل من وظيفة ثابتة، من أجل خوض غمار عمل ليست متأكدة منه 100%.

ومن هنا، يجب أن يكون الانسان مقتنعا تماما بما يقوم به لكي يتمكن من تحقيق النجاح. كما من الضروري أن تكون قاعدة كل الأمور في الحياة، أي المهنية، العائلية، العاطفية، الاجتماعية، الثقافية... ثابتة، لكي تتمكن المرأة من تحقيق الحلم والوصول الى أكبر الإنجازات