في اطار استعددات المملكة العربية ​السعودية​ ل​موسم الحج​ 2018 شرعت رئاسة الحرمين الشريفين الى رفع كسوة الكعبة المشرفة يوم الاحد الفائتايذانا بدخول شهر الحج والذي يحمل شعار "العالم في قلب المملكة"، وما ان يبدا الموسم حتى تبدأ التساؤلات عم ما سيحمله من تكاليف على الراغبين باداء هذه الفريضة لا سيما ان الاسعار قد ترتفع في بعض البلدان الى اعلى مستوياتها، فيمثل الجانب المادي في الحج التحدي الاكبر امام ملايين المسلمينوخاصة هذا العام حيث رفعت السلطات السعودية أسعار تأشيرات الحج بنسبة 14% عن العام الماضي، بالاضافة الى الغلاء في جميع الخدمات المقدمة للحجاج مثل أسعار ​الفنادق​ والمواصلات والتأشيرات، وتتراوح التكاليف بين 4 الى 5 الاف دولار وتختلف بين دولة واخرى وفقا للبرامج المقدمة.

كما يحمل قطاع الحج و​العمرة​ جانبا وقيمة اقتصادية هامة للمملكة نظرا الى الزيادة المطردة في اعداد الحجيج عاما بعد عام وما يصحب ذلك من مشروعات قومية كبرى وانشطة مصاحبة للعديد من الخدمات وتفتح الآلاف من الفرص تنفيذا لخطة التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، وبلغت نفقات الحجاج (من الداخل والخارج) خلال العام الماضي ما بين 5.33 إلى 6.67 مليارات دولار، حيث بلغ عدد الحجاج 2.350 مليون حاج، بينهم مليون و750 ألف حاج من 168 دولة من أنحاء العالم، والباقي من داخل المملكة.

ارتفاع تكاليف موسم الحج 2018 واصوات منددة بهذه الزيادات :

شهدت تكاليف اداء مناسك الحج هذا العام ارتفاعا بنسبة 5 الى 10% مقارنة بالاعوام السابقة وجاءت هذه الزيادة بسبب تطبيق ​المملكة العربية السعودية​ ضريبة القيمة المضافة التي بدات مع بداية العام الحالي والتي شكلت 5% على بعض السلع والخدمات .

هذه الزيادة قابلها الكثير من الاصوات المعارضة على اعتبار انها ستؤدي الى عزوف الآلاف من المسلمين حول العالم عن تأدية الفريضة الإسلامية الخامسة، لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف الحج الباهظة هذا العام، ومن ناحيتها دانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمينارتفاع تكلفة الحج واصفة الإجراءات المملكة بالجائرة وانها لا تحقق العدل والمساواة بين جميع المسلمين ناهيك عن الغلاء الفاحش في جميع الخدمات المقدمة للحجاج هذا العام مثل أسعار الفنادق والمواصلات والتأشيرات وغيرها، وقالت الهيئة إن أحد أهداف فريضة الحج المساواة بين جميع البشر، ولكن تتعمد السعودية التفريق بين الغني والفقير، المسلم العادي والأمير، المواطن السعودي ومواطني الدول الأخرى .

كما ، طالبت نقابة الأئمة التونسيين مفتي الجمهورية التونسية بتعطيل أداء فريضة الحج هذا العام بسبب ارتفاع التكلفة واستغلال السعودية لتلك الأموال في تمويل حروبها ضد ​الدول الإسلامية​.

موسم الحج مصدر دخل ثابت للمملكة ومنشط للدورة الاقتصادية:

يساهم موسم الحج في تنشيط ​الدورة الاقتصادية​ للمملكة العربية السعودية من خلال إشغال الفنادق التي تصل إلى 100% وتوفير آلاف الفرص الوظيفية للمواطنين، كما تنشط حركة المواصلات والاتصالات وبيع وشراء الأضاحي نظرا الى ان اقامة بعض الحجيج تمتد الى شهرين مما يجعل من موسم الحج فرصة ثمينة للشركات التجارية والمصانع للترويج لسلعها وإبراز منتجاتها، كما يمثل موسم الحج فرصة ثمينة لرواد الأعمال لخدمة الحجيج من خلال مشاريعهم الاستثمارية في قطاعات كثيرة أهمها الضيافة والتغذية والاتصالات والنقل وكل منتج مبتكر يخدم الحجاج.

المملكة تنهي استعدادتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام للعام 2018:

تعمل المملكة العربية السعودية في الفترة الحالية الى تكثيف جهودها لاتمام استعداداتها لاستقبال الحجاج الى بيت الله الحرام للعام 2018 الذين بدأو بالتوافد استعدادا لموسم الحج بعد نحو أسبوعين، توقعت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية أن تصل أعداد الحجاج القادمين والمغادرين عبر ​مطار الملك عبد العزيز الدولي​ بجدة الى مليونين وثمانية وتسعون ألف حاج.

وتولي السعودية اهمية كبيرة للقطاع الطبي وتعمد على توفير اعلى مستوى من الرعاية الطبية للحجاج حيث أعلنت عن تجهيز 12 مركزاً للمراقبة الصحية تتواجد في المنافذ الجوية والبحرية والبرية يعمل فيها أكثر من 1750 كادراً صحياً، وتضم 19 عيادة طبية وتقدم خدماتها للحجاج على مدار 24 ساعة.

كما تقوم الإدارات المختصة بتوفير الخدمات،وتجهيز جميع الأبواب والسلالم خلال موسم الحج البالغ عددها (210) أبواب بالمسجد الحرام و (100) باب بالمسجد النبوي، و (28) عدد السلالم الكهربائية بالمسجد الحرام، و(4) سلالم كهربائية بالمسجد النبوى وعدد العبّارات (7) , ومدخل واحد مخصص لدخول الجنائز , وفيما يخص سقيا زمزم، فيوجد عدد من المشربيات الرخامية ، بلغ ع و(23.000 ) حافظة بالمسجد النبوى , وعدد الخزانات الأستان أستيل (352) خزاناً، وعدد (10.000) عربة عادية، وعدد (700) عربة كهربائية.

السعودية تستهدف استقبال 30 مليون معتمر في اطار رؤية 2030

تعمد المملكة العربية السعودية الى تسخير كافة الطاقات والإمكانيات للحفاظ على مكانتها المرموقةً في قلوب المسلمين حيث تعمد وفي اطار رؤية 2030 الى تقديم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، مستهدفة زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 15 مليون مسلم بحلول عام 2020، ثم الخطوة الأكبر والأهم بزيادتهم إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030، والعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة لهم من نقل وإقامة وإعاشة، وتوفير الخدمات وسبل الراحة لهم وعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة، والارتقاء بجودتها، والتأكد من رضاهم عن هذه الخدمات.

ويشكل مشروع قطار الحرمين، الذي يربط بين مكة و​المدينة المنورة​، أكبر إضافة في خدمات النقل، إلى جانب شبكة الطرق والحافلات ووسائل الاتصال الأخرى، وهذا يوفر وقت السفر وطاقة الحجاج في وقت واحد وسيتم تشغيله في الربع الربع الثالث من 2018، وهو قادر على استيعاب 60 مليون مسافر سنويًا، كما سيساعد المشروع السكني الذي يقوم على بناء أكثر من 500 وحدة سكنيةفي خطة إدارة الإقامة خلال موسم الحج.