نشرت مجلة "موخير أوي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الخطر الذي يواجهه ​المراهقون​ المدمنون على الإعجابات على ​مواقع التواصل الاجتماعي​. وأشارت الى أن ملايين ​الصور​ التي يتم التقاطها على شواطئ البحر، أو لأطباق الطعام الشهية والعطل في الأماكن المميزة، تجتاح تطبيق "إنستغرام" على أمل أن يحصد أصحابها آلاف الإعجابات.

في هذا الصدد، تشير الكثير من التقديرات إلى أنه خلال أشهر الصيف، تم نشر أكثر من 95 مليون صورة إلى حد الآن، التي حصدت في المجموع 372 مليون إعجاب. وقد أضحت هذه الممارسة بمنزلة نوع من الطقوس اليومية لعدد كبير من ​المراهقين​، خاصة أولئك الذين لديهم أعداد كبيرة من المتابعين لحساباتهم على ​الشبكات الاجتماعية​.

وأضافت الصحيفة أنه خلال القرن 21، باتت الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي معيارا يقيس من خلاله ​الشباب​ مدى إعجاب الآخرين بهم وقدرتهم على جذب الأنظار. كما أصبحت الإعجابات تُوظف لهدف ​التبادل التجاري​ بين الشباب، أي أن يضع أحدهم إعجابا على صورة شرط أن يقوم صاحبها بالمثل. والجدير بالذكر أن الإعجاب تحول من مجرد إبداء رأي إلى هدف في حد ذاته، وهو ما يمكن أن يجعل هؤلاء المراهقين مدمنين على هذه المسألة الافتراضية، بالإضافة إلى مشاكل نفسية أخرى قد تعترضهم في العالم الحقيقي.

وأشارت المجلة إلى أن خضوع الشباب لسيطرة الإعجابات، يمكن أن يخلق لهم عالما خياليا واصطناعيا، يجبرهم على بذل أقصى جهودهم من أجل التقاط أجمل الصور وأكثرها حرفية لمشاركتها مع متابعيهم. علاوة على ذلك، يطمس الهوس بجمع الإعجابات شخصية المراهقين، حيث إنهم يتخلون عن أذواقهم الخاصة سواء على المستوى الموسيقى أو الإيديولوجي، للتأقلم مع متطلبات الموضة. كما يلجأ فريق من المراهقين إلى التقاط صور في وضعيات خطيرة، لمجرد نيل إعجاب المتابعين بها والثناء على شجاعتهم.

وأردفت المجلة أن هوس و​إدمان​ المراهقين بجمع كم كبير من الإعجابات، يمكن أن يعرضهم للكثير من المشاكل النفسية. ويفسر ذلك بأن الاعتماد على هذا المعيار يشكل خطرا على ثقة هؤلاء المراهقين بأنفسهم ومدى احترامهم لذاتهم، خاصة في حال لم يحصلوا على الكثير من الإعجابات على صورهم المنشورة. وتعتبر هذه المسألة مثيرة للقلق؛ خاصة أنها تكون في فترة المراهقة التي يسعى فيها الشاب إلى الاندماج ونيل إعجاب الآخرين وقبولهم له، وهو ما يولد مشاكل على مستوى الهوية.