قفز موضوع تشريع زراعة الحشيشه وتصنيعها للاستعمالات الطبية الى واجهة التطورات اللبنانية بسرعة لافتة لتتقدم معها على مسألة تأليف الحكومة .

ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيث ريتشارد خلال لقائها اخيرا ً أن المجلس النيابي في صدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشه وتصنيعها للاستعمالات الطبية على غرار العديد من ​الدول الاوروبية​ وبعض الولايات الاميركية.

ويبدو ان توصية "​ماكنزي​" التي اقترحتها بتشريع زراعة الحشيشة كجزء من حل أزمة انهيار ​الاقتصاد اللبناني​، لاقت ترحيبا لدى قسم من الرأي العام اللبناني وبعض مسؤولي السلطة، فقد اكد وزير الزراعة غازي زعيتر ، ان الجو السياسي العام منفتح حول تشريع الحشيشة والعالم انفتح حول الموضوع، ولفت الى أنه اذا تمت دراسة و مناقشة موضوع الحشيشة فيمكن ان يتم تشريعها خلال اسابيع او اشهر."ماكينزي" الشركة الاميركية للاستشارات الاقتصادية عالميا والمكلّفة بوضع خطة للنهوض بالاقتصاد اللبناني بمبلغ مليون و300 الف دولار اميركي قالت رأيها والباقي ...

ما هو فحوى هذا الاقتراح الذي قسّم الاراء ؟ وهل تصنيع الحشيشة قيمة مضافة للصناعة اللبنانية في حال تم تشريع زراعتها ؟

الجميل

رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الشيخ ​فادي الجميل​ يعتبر انه لطالما كان هذا الموضوع محرّما ً في المجتمع نظراً للاضرار الناتجة عن استخدام الحشيشة لغايات واهداف مدمرة لعقل الانسان وصحته.

وسأل الجميل لماذا " ماكنزي " اكتفت باقتراحها هذا دون ان تدعمه بالجدوى الاقتصادية اللازمة حول منافع استخدام صناعة الحشيشة في صناعة ​الادوية​ كمادة اولية ؛

ما هو مردودها على المزارعين ؟

باي​ سعر ستباع الى المصنعين ؟

ما هي كلفة تصنيعها على الصناعيين؟

وما هي وارداتها على الاقتصاد ككل؟

ويقول لا شك ان في لبنان هناك ميزة تفاضلية لبعض انواع الزراعات وهي تمكنه من تحقيق المنافسة مع بعض الدول . وإذا كان تشريع هذا النوع من الزراعة هو مفيد للطب والمجتمع والمزارع و​الصناعة​ والاقتصاد ككل فهو ضرورة شرط ان يحكم هذه الزراعة ضوابط صارمة ، جدية وامنية لايمكن الاستخفاف بها كي لا تكون النتائج مدمرة وكارثية .

من هنا افضل شخصياً الاستماع الى رأي الاستشاري " ماكنزي" حول الجدوى الاقتصادية ضمن دراسة متكاملة معمقة تجيب على كل الاسئلة الممكن طرحها.

ويقول الجميل " للاقتصاد" اظن انه في بعض بلدان العالم يتم الاعتماد على زراعة الحشيشة لاستخدامها كمادة اولية في صناعات دوائية مختلفة كالامراض المزمنة وغيرها ...

اذاً انا ضد تشريع زراعة الحشيشة لأغراض الكيف لانه الكارثة بحد ذاته ، ولكن اذا كانت الاهداف من اجل صناعة الدواء فلا مانع.

وعن قدرة الصناعة في لبنان على تصنيع الادوية التي تعتمد على الحشيشة كمادة اولية يلفت الجميل الى انه في لبنان 11مصنعاً للدواء . والصناعة اللبنانية تمتلك كل المقدرات اللازمة للدخول في صناعة الادوية ولكن العوائق تكمن في امكانية دخولها الى الاسواق الخارجية إسوة بباقي الصناعات في لبنان. ورغم حصول هذه المصانع على ​شهادات​ عالمية بعدما تجاوزت صناعة الادوية العادية الى الادوية المتقدمة الجزئية molecules حيث ان البعض يصنع في ​اوروبا​ ، فانه من المفترض ان تكون صناعة هذه الادوية مسجلة في اكثر من بلدين لوضعها على سكة التصدير .

فوائد وتشريع

ما هي الحشيشة وماذا عن كيفية تعاطيها ؟

يعتبر الحشيش أكثر ​المخدرات​ انتشارا لرخص ثمنه وسهولة تعاطيه فهو لا يحتاج إلى إبر أو حقن لتناولها ، ولكن تكفي سيجارة ليكون حاملها متعاط للحشيش. ويشعر المتعاطي للحشيش بشيء من الراحة والاستمتاع كما أنه يفقد القدرة على التركيز والملاحظة. كما أن الحشيش يؤثر بشكل فعّال على الجهاز العصبي، كما يجعل متعاطيه يشعر بالجوع الشديد فيضطره إلى تناول الطعام بنهم وخصوصاً ​الحلويات​، كما يجعله يضحك لأتفه الأسباب .

ومن بعض الفوائد انه في بعض المناطق التي يتم فيها بناء ​المفاعلات​ النووية، إذا تم زراعة نبات الحشيش بالقرب من تلك المفاعلات، فأن هذه النباتات يكون لها القدرة على امتصاص الأشعة النووية بنسبة تصل إلي 80 %، وبعد أن يتم الامتصاص يمكن القيام بحرق تلك النباتات للتخلص من المواد الإشعاعية تماما، أو القيام بدفنها على أعماق كبيرة تحت سطح باطن الأرض.

وفي المقابل ، ووفق تقرير لمكتب ​الامم المتحدة​ المعني بالمخدرات ومكافحة الجريمة الصادر عام 2011 يعتبر لبنان واحدا من أكبر خمس مصادر للحشيش في العالم.

ووفق تقديرات البعض اذا كان مسموحا زراعة الحشيشة وتصريفها في الخارج سواء في الولايات المتحدة الامريكية او في بعض البلدان الاوروبية التي تسمح بها يحقق الاقتصاد الوطني اللبناني مليارين دولار في السنة و400 مليون دولار للميزانية.

أعطت العديد من دول العالم خلال نصف العقد الماضي المشروعية لتدخين الحشيش قانونيًا، وألغت تجريمه، في حين ما زالت تتمسك دول أخرى بفرض عقوبات قاسية على مدخنيه.

ومن الدول التي قررت تحويل صناعة الحشيش إلى عامل اقتصادي، هي ​كندا​ و​التشيك​ و​إسبانيا​ و​هولندا​ و​سويسرا​ و​رومانيا​ وجنوب أفريقيا، وغيرها من الدول التي أتاحت لمواطنيها تدخين الحشيش بغرض الترفيه، وبذلك تكون ضربت عصفورين بحجر من ناحية العوائد الاقتصادية الكبيرة، ومن ناحية أخرى ألقت عن عاتقها تكلفة إنفاذ القانون. وأصبح في هذه الدول متاجر مخصصة لبيع الحشيش، بالإضافة إلى السماح للأفراد بزراعة كميات معينة منه لغرض الاستخدام الشخصي.

أما عربيًا يأتي المغرب في ​المرتبة الاولى​ ا كأكبر منتج للحشيش في عام 2017، وذلك بحسب تقرير صادر عن مكتب ​الأمم المتحدة​ لمكافحة المخدرات التابع لهيئة الأمم المتحدة..

أما باقي الدول العربية فتتخذ موقفًا صارمًا تجاه تدخينه، وتفرض عقوبات على مستخدميه.

باختصار ، الاراء حول زراعة الحشيش في لبنان مختلفة لجهة الجدوى الاقتصادية المنتظرة منها ، وان كانت جامعة حول ضرورة ضبط استخدامها . وفي مطلق الاحوال هذا الطرح دونه مخاطر كثيرة خصوصا ان الدولة عاجزة حتى عن مواجهة ​الفساد​ المستشري في عدة قطاعات رسمية.