استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "الصناعة اللبنانية: بين العوائق والتحديات وبين الرؤية والإستراتيجيات"، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين د. فادي الجميّل.

بداية قال الجميّل أن "الصناعيين يرفعون الصوت ليس فقط من أجل مصالحهم الخاصة كما يعتقد البعض، بل من أجل الإقتصاد، فالصناعيين اللبنانيين اليوم لديهم الكثير من الفرص للإستثمار في الخارج، وكما يعلم الجميع، الصناعي اللبناني ناجح في الخارج وليس فقط في الأسواق التقليدية، بل في الأسواق الكبيرة أيضاً كأميركا وأوروبا. إذا الصناعي اللبناني قوي، ويجب على الإقتصاد الوطني الإستفادة منه .. فقضيتنا هي قضية وطنية، والصناعة تلعب دور كبير في الإقتصاد".

وأضاف في موضوع إنتخابه مجددا كرئيس لجمعية الصناعيين "الكل يعرف انني أسعى دائما للعمل كفريق متكامل، وأؤمن بالقوة الهادئة والعمل بصمت، كما نؤمن أيضا بان لبنان للجميع، ولا يكون قويا إلا بقوة كل اللبنانيين دون إستثناء .. وهذه ليست كلمات شعرية، بل واقع يجب ان يعرفة الجميع، لذلك نسعى كصناعيين لتمثيل لبنان بأفضل تمثيل".

وفي سؤال للزميلة خداج عن سرّ العمل بصمت وقلة الكلام والمؤتمرات الصحافية، قال "هذا طبعي في العمل دائماً، فعندما يكون هناك ضرورة للكلام والتصريح، نتكلّم ونصرّح، ما يهمنا هو ان تتقدم القضية الصناعية ككل، وليس لدي أي قضية شخصية، لا أتعاطى السياسة، ولا أسعى للترويج لنفسي من خلال الظهور الإعلامي .. وما يدفعني للعمل بدون كلل من أجل قطاع الصناعة اللبناني هو سببين، السبب الأول أنني درست في الولايات المتحدة عن الإقتصاد اللبناني، وعن قدرته الكبيرة والمميزة والقوة المالية الهائلة ... والسبب الثاني هو طبيعة عملنا التي تتعلق بمواد التغليف، ومن خلالها اتعاطى مع جميع الصناعيين في لبنان، لذلك أعرف معاناتهم وقدراتهم ومقاومتهم وصمودهم ... هذه الأسباب تدفعني دائما للإيمان بالقدرة على التطور والتحسن، وانا أفتخر بالمؤسسات الصناعية اللبنانية وخاصة الصغيرة والمتوسطة الصامدة في تلك الظروف الصعبة".

ولفت د. الجميل إلى ان "لبنان يمتلك الكثير من الطاقات البشرية والإمكانات الفردية التي يجب إستغلالها، وعليه أن يعيش على وتيرة قدراته الفعلية، فالإقتصاد اللبناني اليوم حجمه 52 مليار دولار فقط، في حين ان قدرات المصارف المالية تتخطى الـ 232 مليار دولار، وهذا يعني اننا نمتلك قدرات مالية هائلة وقدرات بشرية نادراً ما تمتلكها دولاً أخرى .. فهل يعقل أن يبقى حجم إقتصادنا صغير لهذه الدرجة؟!".

وتابع "في العام 2009 كان لبنان يعاني من مشكلة إقفال وسط بيروت التجاري .. وفي المقابل كانت دول العالم خارجة من أزمة عالمية ضخمة لا مثيل لها، ورغم ذلك بمجرد إنتخاب رئيس للجمهورية وعودة الهدوء السياسي، تمكنا من تحقيق نمو بنسبة 10.3%، وهذا يؤكد ان الإقتصاد اللبناني مهيّأ ولديه قدرات كبيرة جدا على النمو والتطور، ولكن هذه القدرات مكبوتة للأسف .. من هنا ندعو إلى جمع هذه الطاقات وتوجيهها والإستفادة منها، خاصة ان لبنان اليوم تمكن من بناء منظومة سياسية وأمنية لا مثيل لها مقارنة مع دول المنطقة، وما ينقصنا فقط هو العمل على مبادرة إقتصادية إجتماعية كاملة متكاملة، وتنفيذها".

وفيما يتعلق بالإستعانة بشركة "ماكينزي"، والخطة الإقتصادية المتكاملة التي تم وضعها، قال الجميل "إيجابية ماكينزي أنها شركة حيادية، وستعطي رأي حيادي بعيدا عن كل الخلافات الموجودة .. وانا اعتقد ان الحكومة اليوم تعمل بشكل جيد، وتسير في خطين متوازيين، الخط الاول هو الإستثمار بالبنى التحتية من خلال التمويل القادم من "سيدر"، والخط الثاني هو وضع خطة إقتصادية متكاملة لإصلاح القطاعات الإقتصادية بالتعاون مع شركة ماكينزي .. ولكن للأسف في الوقت الذي تعمل الحكومة على هدفها، صادراتنا الصناعية تتراجع، واي شخص واقعي ومنطقي سيكون على يقين بان ماكينزي ستدعو إلى دعم القطاعات الإنتاجية وعلى رأسها القطاع الصناعي، لذلك نتمنى من الدولة والسلطة إستباق الامور ووقف هذا النزف ودعم القطاع الصناعي".

ولفت إلى ان "الدعوة لدعم القطاعات الإنتاجية لا يعني اننا نريد إهمال القطاعات الأخرى، ولكن لا يمكننا الجلوس وإنتظار عودة السياح، يجب العمل على دعم الإقتصاد المنتج، لانه الطريقة الوحيدة لرفع حجم الإقتصاد ودعم نسب النمو .. فدخل الفرد اليوم يتراوح بين 10000 و 12000 دولار فقط، لذلك علينا العمل على زيادة هذا الدخل من خلال دعم كافة القطاعات الإقتصادية، وعلى رأسها القطاعات الإنتاجية".